مرة أخري، أوجدت الولاياتالمتحدة حالة من الفوضى والاضطراب بانسحابها المزمع من سوريا. فهل هذا الانسحاب يعنى نهاية الحروب والصراعات التى تعانيها بلاد الشام؟ أم أنه بداية لشكل جديد من الحرب فى المنطقة؟ الأكيد أن أمريكا تسعى للتخلى عن حلفائها والتنصل من وعودها ، مع الحرص على حماية مصالحها بشكل أوبآخر. والأكيد أيضا أن أطراف الحرب بالوكالة فى سوريا بدأت فى الكشف عن وجهها بكل جرأة. فقد أكد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية المشتركة السابق فى تصريحات ل«نيويورك تايمز» وبكل فخر أن قواته ضربت آلاف الأهداف فى الشمال السورى خلال فترة عمله، فى حين أعلن بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى ضرب أهدافا إيرانية على الأراضى السورية. كما استغلت تركيا هى الأخرى الفرصة لتؤكد أنها ستحقق حلمها الأبدى بالقضاء على الأكراد نهائيا، واصفة إياهم بالإرهابيين. وهو ما يتناقض مع وعود وتعهدات الإدارة الأمريكية بضمان أمن حلفائها الأكراد وتقديم الحماية. ولكن تحذير رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان ل«الحلفاء» من «الرقص» مع الإرهابيين- فى إشارة ضمنية للأكراد- دليل على أن الأسوأ قادم. كل طرف يخدم أغراضه ومصالحه فى سوريا، فى تجاهل كامل للخطر الأكبر والسبب الرئيسى لتواجدهم هناك، ألا وهو تنظيم داعش الإرهابى ، خاصة وأنه أبعد مايكون عن الهزيمة. وتبقى سوريا وشعبها هما الضحية لتضارب المصالح والحسابات. فى هذا الملف سنسعى لتقديم قراءة للمشهد السورى، واستعراض أوجه الصراع ، وموقف الأطراف الرئيسية فى النزاع الحالى...
- خريطة تحالفات جديدة بالمنطقة http://www.ahram.org.eg/NewsQ/691514.aspx