لطالما كانت علاقة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما ونائبه المقرب منه جون بايدن محل نقاش وجدل تارة، وسخرية تارة آخرى، فأوباما وبايدن تمتعا بعلاقة قوية حتى أصبحا أشهر ثنائي سياسي تنطلق حوله النكات على مواقع التواصل الاجتماعى، ولم يتوقف ذلك مع خروجهما من البيت الأبيض بل مازالا يحظيان بالاهتمام فى ظل ظهورهما معا فى الحياة العامة كصديقين مقربين. هذه العلاقة المميزة بين الرئيس الأمريكى السابق ونائبه أوحت للكاتب الشاب أندرو شافير بموضوع كتابه الساخر الجديد «الأمل لا يموت أبداً»، والذى استوحاه من مضمون وشعار الحملة الانتخابية السابقة لأوباما، ولا يهدف الكتاب لانتقاد الرئيس السابق ونائبه ولا يتعمد أن يكون كتابا سياسيا عن إدارة أوباما بل يركز أكثر على علاقة الصديقين وحياتهما الخاصة بعد إدارة البلاد لثمانى سنوات، وكيف أنهما إذا اجتمعا معا سيمكنهما النجاح فى أى مهمة يقومان بها حتى إن كانت تلك المهمة حل لغز جريمة قتل. تفتتح الرواية الساخرة بجو بايدن الغاضب من أوباما صديقه الأقرب لعدم تواصله معه منذ تركهما البيت الأبيض وكيف أن أوباما الذى لم يهتم حتى بإرسال بطاقة بريدية منشغل عنه ويستمتع بحياته مع المشاهير، بينما يُترك بايدن وحيدا يقضي وقته في القيام بصيانة منزله والاهتمام به، إلا أن أوباما يفاجئه بالظهور ليلا على عتبة منزله حاملا خبرا مزعجاً وهو مقتل قائد القطار المفضل لجو في ظروف مريبة، حيث وجد مع الجثة بعض المخدرات وخريطة لمنزل جو. يحزن جو بشدة ويشعر بأن هناك شيئا مريبا حول الأمر فيقررحل اللغز واكتشاف القاتل وينضم إليه باراك ويمران ببعض المخاطرخلال سعيهما لكشف غموض الحادث. على غرارشخصية المحقق شيرلوك هولمز وصديقه جون واتسون التى كتبها سيرآرثر كونان دويل؛ تأتى الرواية الأولى «الأمل لا يموت أبداً» من 300 صفحة كحلقة أولى من حلقات سلسلة «لغز أوباما وبايدن» لتجعل من أوباما وبايدن يتخفيان ويلعبان دورالمحقق الخاص لحل الجرائم وتحقيق العدالة، بالتأكيد لم يكن لأحد أن يتخيل أوباما ينضم لنادى عصبة سائقى الدراجات النارية الغاضبين ويحمل السلاح لإنقاذ بايدن من حشد غاضب، والانخراط فى مطاردة بالسيارات هو ونائبه هربا من مطارديهم، واقتحام أوكار تجار المخدرات، ومشاركة غرفة فى فندق رخيص ملىء بالفئران، أو أن يتسبب بايدن في سرقة أحد الأشرار وإلقائه من على متن قطار سريع الحركة، وتندفع الفكاهة والسخرية من مشهد الصديقين خلال دخولهما لأحد المتاجر عازمين على التخفى بشكل أفضل حتى لا يتعرف عليهما أحد فيجربان بعض الملابس التى تدفع كل منهما للسخرية من الآخر بشدة، وبقدر ما يزعج كل منهما الآخر، تبرزالعاطفة القوية بين الصديقين. لم يتوقف الصديقان عن استحضار سياستهما وماضيهما في قالب يغلب عليه السخرية والفكاهة، ففى الرواية تواجه النسخة الخيالية من الرئيس السابق بالفعل مشكلة ملحة أخرى، ألا وهي أزمة المواد المخدرة وإصلاح الرعاية الصحية.وعندما يشك باراك فيماإذا كان بإمكانه إنجاز المهمة يذكره جو بكلماته المتصاعدة في الحملة الانتخابية « نعم..نستطيع»، وعندما يتأمل جو في عام 2020، يأسف ويندم لعدم امتلاك الجرأة للقيام بما يلزم في عام 2016، مضيفا بسخرية «كان بإمكاني أن أضرب هذا المهرج القصير في جنرال باراك»، فى إشارة خفية للانتخابات الرئاسية الأمريكية التى فاز فيها دونالد ترامب، على الرغم من أن اسم الرئيس ترامب لم يظهر أبدا فى الرواية. محبو «أوباما - بايدن» ومعارضو ترامب يمكنهم اعتبار أن إصرار الصديقين على حل اللغز وإثبات كيف يمكن أن يكونا أقوياء معا وأن الأمل دائما موجود هى مجرد استعارات سياسية مغلفة، ربما تأتى كمناشدة لتشجيع جون بايدن ليكون مرشحا رسميا لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2020.