كشف المتحدث باسم التحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدة لمحاربة داعش، عن أن التحالف بدأ عملية انسحاب مدروس من سوريا، حرص خلاله على أمن العمليات، رافضاً إعلان جداول زمنية أو مواقع أو تحركات محددة للقوات. من جهته، نقل المرصد السورى لحقوق الإنسان عن مصادر وصفها بالموثوقة قولها، إن «نحو 10 مدرعات بالإضافة لآليات هندسية عمدت إلى الانسحاب مساء أمس الأول من القاعدة الأمريكية فى منطقة الرميلان بمحافظة الحسكة، فى إطار أول تطبيق للقرار الذى صدر من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى ال 19 من شهر ديسمبر الماضي». وتابع المرصد أن «جهات أمريكية عليا أبلغت قيادات رفيعة المستوى من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أن القيادة الأمريكية تعتزم سحب قواتها من كامل منطقة شرق الفرات ومنبج، الأمر الذى شكل حالة من الصدمة الكبيرة لدى قيادة قوات قسد». وأضاف أن القرار «يتناقض مع الواقع حيث وصلت تعزيزات خلال ال 48 ساعة الأخيرة، إلى منطقة شرق الفرات، من وقود ومعدات عسكرية ولوجستية وآليات، كما أن هناك تعزيزات عسكرية وصلت إلى القواعد العسكرية فى منبج وحقل العمر». وذكر المرصد أن الجهات القيادية الكردية اعتبرت أن «انسحاب القوات الأمريكية فى حال جري، هو خنجر فى ظهر قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردى وخيانة لدماء آلاف المقاتلين التى نزفت لقتال تنظيم داعش وخصومهم». وكانت قناة «سى إن إن» قد تحدّثت فى وقت سابق عن سحب تلك المعدّات خلال الأيام الأخيرة. ونقلت عن مسئول فى الإدارة الأمريكيّة على علم مباشر بالعمليّة قوله إنّ سحب المعدّات مؤشّر إلى بداية الانسحاب الأمريكى من سوريا. وفى موسكو، أكدت ماريا زخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية للصحفيين، أنه يتعين نقل السيطرة فى الأراضى التى كانت تنتشر بها القوات الأمريكية إلى الحكومة السورية، مشددة على أهمية بدء حوار مشترك بين للأكراد السوريين والحكومة فى أقرب وقت. وذكرت زخاروفا أن موسكو لديها الانطباع بأن الولاياتالمتحدة تريد البقاء فى سوريا برغم إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على نحو مفاجئ الشهر الماضى سحب القوات الأمريكية من هناك. وأشارت إلى أن روسيا تظل ملتزمة باتفاق مبرم مع تركيا للحفاظ على منطقة خفض تصعيد فى محافظة إدلب السورية. لكنها قالت: إن موسكو قلقة بشأن تكرار انتهاك وقف إطلاق النار هناك. فى السياق نفسه، تفقد وزير الدفاع التركى خلوصى أكار برفقة رئيس الأركان وقائد القوات البرية، الوحدات العسكرية التركية المتمركزة عند الحدود السورية. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية عن آكار قوله: إنه «سيتم دفن الإرهابيين شرق الفرات فى الحفر التى حفروها بالمكان والزمان المناسبين مثلما جرى خلال العمليات السابقة».. مؤكدا أن بلاده مصممة بكل قوة على إنهاء الإرهاب أينما كان سواء داخل حدودنا أو خارجها، مضيفا أن «الإرهابيين هدفنا الوحيد ويعلم كل من يتحلى برجاحة العقل أنه ليس لدينا أى مشكلة مع إخواننا الأكراد الذين نحن معهم». وقال أكار: إنه تم إعداد الخطط اللازمة حيال العملية العسكرية المرتقبة شرق الفرات فى سوريا. وأضاف «أمامنا منبج وشرق الفرات، أعددنا الخطط اللازمة بهذا الخصوص، وتحضيراتنا تتواصل بشكل مكثف». فى سياق آخر، نزح نحو 25 ألف شخص من أعمال العنف فى الأشهر ال 6 الأخيرة فى شرق سوريا. وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة: إن الاشتباكات والضربات الجوية أجبرت 25 ألف شخص على النزوح من ديارهم واللجوء إلى مخيمات أو تجمعات عشوائية، وأحيانا بعد تمضية عدة ليال فى الصحراء وسط أحوال جوية قاسية ودون إمكانية الوصول إلى مصادر الماء أو الغذاء. وحذرت الوكالة أيضا من «ارتفاع عدد الاصابات بين المدنيين» فى المنطقة، دون تقديم أى أرقام.