كنا قد آثرنا الصمت تجاه ما تقوم به بعض الصحف من إعادة نشر موضوعاتنا دون إشارة لنا أو مراعاة لأى تقاليد صحفية. اكتفينا بنصيحة مثقف كبير.. المهم أنكم تقودون والباقى يحاول اللحاق بكم. فلم نلتفت مثلا للزميلة «المصرى اليوم» عندما قامت بإعادة نشر انفرادنا عن مخطوط كتاب «دنيا القرآن» لطه حسين الذى نشرناه فى العدد الخاص عن عميد الأدب العربى لأننا نعتقد ان ازمة الصحافة اكبر من موضوع هنا او هناك. لكننا اليوم وجدنا شيئا مثيرا للسخرية، فجريدة المصرى اليوم نقلت عن مجلة ديوان الأهرام رسالة إحسان عبدالقدوس الى طه حسين والتى أعتبرها كل منهما انفرادا. ثم اعتذرت المصرى اليوم عن إغفالها ذكر مجلة ديوان الأهرام كمصدر. المثير ان الموضوع لايوجد به أى انفراد، لأنه منشور فى كتاب ابراهيم عبدالعزيز «رسائل طه حسين»، والذى قمنا بعرضه فى ملحقنا الخاص عن العميد فى ذكراه. وكانت هذه الرسالة موضوع الجدل فى العنوان؟ وقال الباحث ابراهيم عبدالعزيز لزميلنا محمد بركة أنه قد حصل على الوثيقة من السيدة منى الزيات حفيدة طه حسين ونجلة محمد حسن الزيات وزير الخارجية الأسبق - حين كان يحضر صالونها الثقافى بفيلتها بالمعادى. وقد بلغ كرم السيدة منى أن أهدته مجموعة ضخمة من الوثائق وصور الوثائق جعل منها مادة لكتبه الثلاثة عن طه حسين «رسائل طه حسين» و «أيام العمر رسائل بين طه حسين وتوفيق الحكيم» الصادر عن دار ميريت و مكتبة الأسرة وأخيرا «أوراق مجهولة لطه حسين» الصادر عن دار المعارف 2004 وتبلغ الكوميديا قمتها، حين تفاجئنا الزميلة «المصرى اليوم» مرة أخرى بكتابة اعتذار للزملاء الأعزاء فى مجلة «ديوان الأهرام» باعتبار أن الأولى تجاهلت حق الثانية التى سبق لها و انفردت بالخطاب فى عددها الصادر يناير الحالى!! الزملاء فى «ديوان الأهرام» اعتمدوا على المهندس أحمد عبد القدوس نجل إحسان - الذى أخرج لهم الخطاب باعتباره وثيقة غير مسبوقة النشر، ويبدو أنه كرجل أعمال عاش معظم حياته بالولايات المتحدة لم يجد الوقت الكافى لمتابعة ما ينشر أو لا ينشر عن والده! ونحن إن كنا نستطيع إلتماس العذر للرجل من هذه الزاوية فلا نعرف حقا ماذا نقول لزملاء يصعب تصور عدم متابعتهم لنفس القضية فى أكثر المطبوعات توزيعا و انتشارا!!. نحن هنا لا نريد اعتذارا ولا نبحث عن انفراد، ولكننا فقط نصحح المعلومات للزميلة «المصرى اليوم» ونذكرهم بالتقاليد الصحفية التى يجب احترامها، خاصة أن هذه ليست السابقة الأولى معنا فمن العيب القول: ان الصحفيين لا يقرأون بينما عملهم الحقيقى هو القراءة ثم القراءة ثم القراءة وبعد ذلك الكتابة بعد التحقق من المصادر. لمزيد من مقالات محسن عبدالعزيز