من أكثر المشكلات التى تواجه مصر منذ سنوات قضايا الإسكان والعشوائيات ونقص الغذاء والطاقة والأبنية التعليمية، وهى نفس المشكلات التى تواجه العديد من دول العالم النامى بعضها استطاع التغلب عليها بإمكانات بسيطة من البيئة وبعقول أبنائها، ومن هذه الدول بنجلاديش التى ستؤدى التغييرات المناخية فيها بحلول عام 2050 إلى غرق 16% من أراضيها بمياه الفيضانات، ويصبح 20 مليون شخص هناك مشردين دون منزل يؤويه وحرمان ملايين الأطفال من التعليم وهو ما يعد تحديًا كبيرًا،وهذا ما أدركه المعمارى البنجلاديشى محمد رضوان الذى شعر بمشكلات بلاده وسبل العيش فيها فى ظل غياب الطرق البرية واستغل هذه الصعوبات وطوعها باستخدام مواد من البيئة, الاخشاب والشمس والرياح فقط بدلا من تشييد كتل خرسانية متلاصقة. وكرس حياته لهذا الهدف وأطلق مبادرة عام 2002 لبناء المدارس والمستشفيات فى المناطق المعرضة للفيضانات ومساعدة الفقراء على توفير مسكن لهم، فنجح فى إنشاء مدارس تسع نصف مليون تلميذ فى المرحلة الابتدائية بالمجان فى المجتمعات النهرية عبر أسطول من القوارب تعمل بالطاقة الشمسية وتتضمن الفصول مكتبات وحواسب مزودة بالإنترنت، وعيادات صحية للتلاميذ، وتتحول بعدها إلى مراكز لتعليم وتدريب القرويين على الزراعة المستدامة المقاومة للفيضانات لتوفير الغذاء طوال العام. وتتنقل هذه القوارب بين القرى البعيدة المعزولة المحروم اطفالها من الالتحاق بالمدارس لتأتى إليهم المدرسة العائمة الخشبية امام منازلهم. سبق حسن فتحى بعشرات السنين رضوان حين استمد مصادره من العمارة الريفية النوبية المبنية بالطوب اللبن.. اين المعماريون والمبتكرون المصريون الذين يمكنهم حل مشكلاتنا فى الإسكان والعشوائيات والتعليم والطاقة من البيئة بعقولهم بأقل التكاليف.. أين رضوان المصري؟ [email protected] لمزيد من مقالات نبيل السجينى