اتفقنا... واختلفنا... ثم اتفقنا... كان التسامح والود والعشرة الطيبة يحدد العلاقة الطيبة التى ربطتنى بتيمور عبدالحسيب فى الأهرام على مدى خمسين عاما. كنت أتابع أخباره فى السنوات الأخيرة بعد أن تركنا الأهرام فى عام 2013، من الفيسبوك ومن الأصدقاء المشتركين. التقيت به فى منتصف الستينيات بعد شهور من تخرجه من قسم الكهرباء بهندسة القاهرة. التحق للعمل بالأهرام فى المطابع، ولفت نظر المرحوم الأستاذ هشام بحرى الذى كان عاشقا للتكنولوجيا والالكترونيات. أحتضنه بحرى واعتمد عليه تماما فى كل عمليات تطوير مطابع الأهرام فى مطابع المبنى العتيق بباب اللوق ثم فى الأهرام الجديد فى شارع الجلاء الذى انتقلنا اليه عام ,1968 والذى أطلق عليه أستاذنا محمد حسنين هيكل إطلالة على القرن ال21. جميع أعمال التطوير الهندسية قام بها تيمور بحرفية وإتقان شديدين. تحديث مطابع الأهرام والانتقال من جمع الحروف الساخنة والتقليدية باستخدام الرصاص الى الطباعة الباردة، كان العبء الأكبر فى إنجازها يقع على تيمور مع الأستاذ بحرى. صالة التحرير التى كانت تثير إعجاب أى زائر للأهرام قام بمفرده بكل الأعمال الهندسية التى جعلت منها واحدة من أفضل صالات التحرير فى صحف العالم. اخترع شاشة حمراء فى حجم شاشة التليفزيون الكبيرة مقاس 40 بوصة مقسمة الى 24 مربعا لنعرف ونحن نجلس على مكاتبنا فى صالة التحرير فى الطابق الرابع من خلالها عدد الصفحات التى جهزت للطباعة فى الطابق الثالث وموعد بدء الطبع حتى نلحق بقطار الصعيد فى موعده فى الحادية عشرة مساء. تولى تيمور إدارة مطابع الجلاء بالأهرام لسنوات، ثم عين مديرا عاما بالأهرام وعضوا بمجلس الادارة بقرار من المرحوم صلاح الغمرى رئيس مجلس الادارة حتى تقاعد بعد ثلاث سنوات. رحم الله المهندس تيمور عبدالحسيب الذى شاركنا فى العمل بالأهرام طوال خمسة عقود وكان مثالا للإخلاص فى العمل وموضع حب كل الزملاء . لمزيد من مقالات مصطفى سامى