لا تتوقف الأبحاث حول علاجات الأورام أملا فى الوصول إلى تقنيات علاجية أعلى كفاءة مما هو متاح اليوم، فخلال أحد المؤتمرات الدولية فى ألمانيا عن البحوث الحالية للتغلب على الأورام وطرح علاجات مكملة وداعمة للعلاجات الحالية عرض عدد من الباحثين الشباب من مختلف دول العالم نتائج أبحاثهم والتى من المتوقع أن تدخل مرحلة التجارب السريرية على المرضى خلال السنوات المقبلة. وفى سويسرا تم ابتكار جهاز يعمل على تنقية دماء المرضى من الخلايا السرطانية والتى تنفصل عن الورم الرئيسى وتنتقل عبر الدم لتكون أوراما ثانوية بمناطق مختلفة من الجسم حيث صمم الباحث السويسرى ويدا تشان بمعهد الهندسة الكيميائية والحيوية بزيورخ ابتكاره الذى يساعد فى تقليل أو تأخير تكونها. ويعمل الجهاز المعتمد على الجسيمات المغناطيسية المتناهية الصغر التى تتعلق بالخلايا السرطانية بحيث يتم تمرير دم المريض بجهاز خارجى يحتوى على مغناطيس عملاق يجذب تلك الجزيئات والخلايا المتعلقة بها خارج جسم المريض ويعيد إليه الدم المنقى فى عملية أشبه بالغسيل الكلوي. أما د. دوجلاس براون بقسم الأورام بكلية الطب بجامعة ألبرتا الكندية فيشارك ضمن مجموعة بحثية فى دراسات العلاج الجينى الانتحارى وهو علاج جديد يعمل على تعديل خلايا السرطان جينيا. واستطاع الباحثون الوصول لهذه الخلايا تحديدا من خلال توصيل جسيمات نانوية للجينات الانتحارية إلى الخلايا السرطانية. وقد تم اختبار هذا العلاج على الفئران بزرع أورام فى الدهون تحت الجلد ونجح العلاج فى تقليص هذه الأورام بنسبة تصل إلى 90%. أما سامنثا وايد بكلية العلوم البيولوجية جامعة ولونجونج الاسترالية، فقد طورت مع فريقها البحثى وسيلة جديدة لعلاج سرطان البنكرياس، باختراق الأنسجة وتوصيل الدواء مباشرة داخل الورم من خلال ما يعرف ب «الأنظمة القابلة للزرع» والتى تعتمد على مواد بيولوجية قابلة للتحلل فى جسم الإنسان تحتوى بداخلها على كمية مناسبة من العلاج ويساعد هذا الأسلوب على استهداف الورم من الداخل وتقليص حجمه وتقليل جرعات العلاج الكيميائى وتؤثر على صحته. ويتم زرع هذه الأنظمة الأشبه فى حجمها بحبة الأرز من خلال المنظار، وقد نجحت فى فئران التجارب . وتعليقا على مجمل هذه الدراسات الحديثة، يشير د.علاء الحداد أستاذ أورام الأطفال بجامعة القاهرة إلى أن هذه الأبحاث الجديدة تؤكد أن هناك أملا فى المستقبل فى الوصول إلى علاجات أكثر كفاءة فى التغلب على السرطان ومضاعفاته حيث ظهر مؤخرا عدد من العلاجات الفاعلة ذات الآثار الجانبية البسيطة، وتعددت التقنيات المستخدمة فى العلاج فأصبح هناك علاج مناعي، جيني، وعلاجات تستهدف كل نوع من أنواع السرطان، وأصبح هناك علاج يناسب كل مريض بشكل خاص. ولكن مازالت تلك العلاجات مكلفة جدا مثلا العلاج الأخير الذى أجازته منظمة الغذاء و الدواء الأمريكية، بالإضافة لكونه مناسبا لبعض المرضى و ليس كل مرضى السرطان (الحاملين لجين محدد) وكذلك ترتفع تكلفة وسائل التشخيص المصاحبة لتلك العلاجات لبيان مدى ملاءمتها للمريض. وتبدو بعض الأبحاث جيدة من الجانب النظرى مثل البحث الخاص بتنقية الدماء وإن لم يثبت صحتها بعد، كما أنها فى حال تنفيذها قد تقلل من انتشار الأورام و لكن لن تمنع حدوثها. أما فيما يتعلق بالأبحاث التى تعمل على تعديل الجينات فقد اعتمدت على تقنية مستخدمة بالفعل تعمل على حقن الإنسان بجينات سليمة تعوض الجينات المعيبة وعادة ما يتم حقن هذه الجينات عبر فيروسات تحملها وقد تسبب آثارا جانبية للمريض, لذا تم استخدام ما يعرف بالجينات الانتحارية كعامل أمان يقضى عليها إذا حدث أى خلل ولكن بشكل عام هناك الكثير من التساؤلات العلمية والأخلاقية حول فكرة التعديل الجينى ويحتاج الأمر للكثير من الدراسات المتخصصة لتحديد المكاسب والمخاطر من مثل هذا المسار العلاجى.