لأول مرة.. الصين تُعلن البدء في «تعديل الجينات البشرية»

أعلن فريق علمي من جامعة «سيشوان» الصينية عن البدء في خطة تهدف لتعديل الجينات البشرية باستخدام تقنية «كريسبر» الثورية.
وقال الفريق إنه بصدد استخدام التقنية لوقف وتعطيل الجينات المسؤولة عن تعطيل الاستجابة المناعية لدى البشر، بهدف علاج المُصابين بسرطان الرئة.
التكنولوجيا الجديدة المعروفة ب«كريسبر» يُمكنها العثور على القطاعات المعطوبة أو المُصابة بخلل جيني داخل الخلية، ومن ثم إبدالها بأخريات لا تحمل تشوهات، غير أن تلك الوسيلة تتمتع بدقة مُنخفضة حتى الآن، ما يضع العديد من العقبات أمام استخدامها «سريريًا» في الوقت الراهن إلا أن العلماء الصينيين يقولون إنهم تمكنوا من إدخال تعديلات على التقنية تجعل دقتها أفضل، ما ساعدهم على اتخاذ قرار بتجربتها على البشر الأحياء.
وتُعد الصين رائدة في استخدام تقنية تعديل الجينات، إذ تمكنت قبل شهور من استخدام «كريسبر» لتعديل مجموعة من الجينات المسؤولة عن مرض اضطراب الدم القاتل داخل عدد من الأجنة البشرية غير القابلة للحياة.
ويخطط فريق جامعة «سيشوان» لاستخدام التجربة على مجموعة من مرضى سرطان الرئة غير القابل للشفاء، هادفين لاسترداد الخلايا التائية المسؤولة عن مكافحة الأورام، عبر تعديل بروتين PD1 الذي أظهرت الأبحاث مسؤوليته عن «فرملة» الخلايا المناعية، وسيقومون بحقن الجينات المُعدلة داخل دماء المرضى المصابين بسرطان الرئة، لتحفيز الجهاز المناعى على مقاومة الخلايا السرطانية ومهاجتمها وعلاج المريض.
وأقر الباحثون أنهم لا يعرفون على وجه اليقين كيف سيستجيب الجسم لتعديل الجين، سواء تسبب التعديل في هجوم أكثر عدوانية على الخلايا السرطانية، أو مشاكل أخرى تتعلق بالاستجابة المناعية المفرطة التي ربما تقتل المريض.
ويعترض عدد من العلماء على استخدام تقنيات التعديل الجيني على البشر، خصوصًا مع احتمالية حدوث طفرات في الحمض النووي لا يُمكن التنبؤ بها في الأجيال المقبلة.
يشار إلى أن التجارب ستبدأ الشهر المقبل، وقد تم اختيار 30 مريضًا لبدء التجربة التي قد تُشكل بداية جديدة لتقنيات تعديل الجينات في البشر.