مع تطور العلم واستخدام تكنولوجيا النانو فى مجالات طبية متعددة سيشهد العالم خلال السنوات المقبلة تقدما هائلا فى استخدام هذه الجسيمات متناهية الصغر فى علاج العديد من الأمراض المزمنة مثل الأورام والسكرى وتقول د. حكمت عبد الموجود سرور استاذ الأنسجة وبيولوجيا الخلايا بكلية طب بنات جامعة الأزهر إن بحوث الخلايا الجذعية موجهة فى عدة مجالات حيوية مثل أمراض المخ والأعصاب والأمراض الجلدية والسكر. وبشكل عام فنسب التطبيقات الطبية محدود جدا، كما أن دولا عديدة حول العالم تعانى المخالفات الطبية بسبب غياب القوانين المنظمة لبحوث وعلاجات الخلايا الجذعية وهو ما ينتج عنه كوارث طبية وبيع للوهم للمرضى أملا فى الشفاء لذلك من المهم منح الكثير من الوقت للدراسات البحثية. ومن خلال الأبحاث العلمية يتم حاليا دراسة استخدام مركبين من النانو لتغليف الانسولين ليستطيع المريض أن يتناوله عن طريق الفم وليس عن طريق الحقن. وتضيف د. أمانى الشواربى أستاذ ورئيس قسم الهيستولوجى بطب عين شمس أننا من خلال الأبحاث العلمية اكتشفنا أن تغليف الخلايا الجذعية بجسيمات النانو وحقنها فى المريض يؤدى إلى سرعة وصول الخلايا للمناطق المصابة دون التأثير على الخلايا الأخرى مما يحقق طفرة فى علاج أنواع مختلفة من السرطانات. العالم كله فى حالة انتظار للتقنيات الحديثة التى بدأت بالفعل كما تقول د. أسماء عبد المنعم مدرس بقسم بيولوجيا الخلية بطب عين شمس حيث نجحوا فى فصل خلايا كبد وكلى من حيوان كبير ومسح كل الشفرة الوراثية من على هذه الخلايا لتكون بمثابة دعامة منزوعة الخلايا ويتم وضع خلايا جذعية لتكوين خلايا كبدية بديلة لحل مشكلة تليف الكبد والفشل الكلوي. وأشارت إلى أنه فى السنوات الأخيرة تم تصميم نماذج أولية لطابعة بيولوجية لإنتاج أعضاء بديلة من خلال تكنولوجيا ذرع الأنسجة والخلايا الجذعية أملا فى زرعها فى الإنسان فى المستقبل. وبالفعل نجح العلماء فى عمل أذن كاملة وشرايين للقلب وأجزاء من الجلد إلا أن هناك تحديات كبيرة فى إمكان التحكم فى استمرار انقسام الخلايا وتجددها، وكذلك الحد من سرعة وفاة الخلايا وهى كلها عوامل بالغة الأهمية للتأكد من عدم زرع خلايا وأنسجة قد تتحول فى المستقبل إلى أورام سرطانية.