عندما نمرض أو نتعرض لاصابة فان خلايانا أيضا تتضرر وتموت، ولكن من قدرة الله سبحانه وتعالي أن لدينا خلايا جذعية تظل نشيطة تعمل على اصلاح الخلل وتبقينا أصحاء فهي تتميز بقدرتها علي الانقسام لتجديد نفسها وتكوين أنواع مختلفة من الخلايا الجذعية، فهي توجد في أشكال عديدة ومختلفة ، ولكن مازالت هناك بعض التحديات والصعوبات لابد من دراستها قبل البدء في العلاج بالخلايا الجذعية . في البداية يؤكد الدكتور علاء اسماعيل استاذ الجراحة بكلية طب جامعة عين شمس وعميد المعهد القومي للكبد السابق ومحافظ كلية الجراحين الامريكية ان هناك خلايا موجودة في جسم الانسان خلقت لاصلاح أي خلل يحدث في اي عضو من اعضاء جسم الانسان فهي لها مواقع في الجسم في صورة غير متحورة وهي الخلية الام (المنشأ ) وجعلها الله سبحانه وتعالي في تلك الصورة لاصلاح اي خلل في جسم الانسان فاذا حدث خلل في الكبد تتحول لخلايا كبدية واذا كان في المخ تتحول لخلايا عصبية اما اذا جاء في البنكرياس فتكون خلايا بنكرياس وهكذا . ويشير الي انها توجد في مخازن اكبرها النخاع العظمي الاحمر الذي يوجد في القفص الصدري ومصدرها الاخر هو عظام الحوض لان بها كمية كبيرة من الدم نأخذ منها ما نحتاجه، كذلك الدهون الموجودة تحت الجلد وكل عضو بجسم الانسان كالقلب والكلي والكبد به خلايا جذعية خاصة به ويوضح ان اي انسان يصاب بأي التهاب او مشكلة طبية في جسمه فان العضو المصاب تنشط به الخلايا الجذعية لاصلاح الخلل الموجود ولكن الخلل قد يكون بسيطا او متوسطا او شديدا والخلايا تصلح الخلل البسيط والمتوسط اما الشديد فالخلايا غير قادرة علي اصلاحه . ويضيف انه في خلال العشرين عاما الماضية ومن خلال العلم الحديث تعرفنا علي كيفية استخلاص الخلايا الجذعية من اماكنها وكيفية استكثارها وزيادة عددها وكيفية تحورها للجزء الذي نريده فنأخذها من النخاع العظمي بواسطة ابرة نستخلص منه الدم ونخرج الخلايا الجذعية بطرق معملية أو نحقنها في جسم الانسان كما هي والجسم يحورها ، او نقوم بتحويرها في المعمل ونحقنها وفقا للمرض الذي يعانيه الانسان بطرق معملية ونزود عددها . ويؤكد ان الخلية لها وظيفتان مهمتان، فهي لديها القدرة علي الاكثار والتحور والذي يحورها احتياج الجسم (عوامل النمو ) وتختلف وفقا للمرض الموجود فاذا اردنا تحورها لخلايا كبدية نضع عوامل تساعد علي تحورها لذلك او خلايا اوعية دموية . ويشير الي ان اخلاقيات البحث العلمي تحث علي اخذ الخلايا الجذعية من الانسان نفسه من دم النخاع العظمي او شفط دهون ونستخلص من دهونه الخلايا التي نحتاجها او الدم الموجود في الحبل السري للاطفال حديثي الولادة فاثناء الولادة نقوم بالتخلص من المشيمة مع العلم بانها مصدر جيد جدا لمنتجات كثيرة ممكن نستخلص من دم الحبل السري وميزتها انها خلايا صغيرة السن كل عمرها 9 اشهر انما الخلايا المستخلصة من الانسان عمرها من عمره . ويضيف ان العالم وفر بنوكا لحفظ دم الحبل السري والقانون يسمح للاقارب فقط بعد عمل اختبارات التوافق . ويري ان الامراض التي تدخل الخلايا الجذعية في علاجها امراض القلب والاوعية الدموية وقصور الدورة الدموية في الشرايين الطرفية والابحاث اثبتت نجاحها بنسبة كبيرة وهي الوحيدة الموافق عليها بامريكا لتكون اسلوبا علاجيا معترفا به . اما علاج العشي الليلي في البصر ومحاولات لقدرتها علي علاج السكر والتهابات القولون واغلب الامراض المناعية مازالت تحت البحث واثبتت نتائج مبشرة ولكن ليست اسلوبا علاجيا معروفا لكل الناس . ويؤكد انه ممنوع استخدام الخلايا الجذعية في كل المستشفيات الا بتصريح من وزارة الصحة وتكاليف العلاج تحدد وفقا للاسلوب العلاجي ويشير انه طالما الخلايا الجذعية مازالت تحت البحث فتكاليفها لابد ان تكون مجانية والبحث يتكفلها بالكامل . ويقول الدكتور صابر غنيم وكيل وزارة الصحة للمؤسسات غير الحكومية والتراخيص الطبية إنه لا يوجد أي مستشفي حتي الآن لديه تصريح للعمل بالخلايا الجذعية خاصة انه يوجد بروتوكول للخلايا الجذعية من لجنة العلاج المستجد يلزم العمل بها في المستشفيات والمعاهد البحثية فقط وبدون اجر لذلك لا يحق لاي دكتور العمل في الخلايا الجذعية بعيادته الخاصة او بالمستشفيات التي يعمل بها مؤكدا انه لم يعترف به الي الان وانه خط علاج ولابد من موافقة اللجنة العليا لزراعة الاعضاء والانسجة للعمل به. ويشير الي انه يوجد بنكان للدم فقط في القاهرة والاسكندرية لحفظ دم الحبل السري والمشيمة لمدة 20 عاما تمهيدا لاستخدامها للابحاث التي تجري . ويضيف ان هناك قرارا من مجلس الوزراء لتشكيل لجنة لزراعة الاعضاء لتقرير هل العلاج بالخلايا الجذعية سيعتمد كخط علاج بمصر ام لا وهل يسمح العمل به في المنشآت الطبية الخاصة؟. ويوضح ان لدينا 7 مفتشين يعملون كمفتش فني اشرافي علي المفتشين الموجودين بالمحافظات حيث يقومون بجولات مفاجئة ليست علي المنشآت وانما علي مدير العلاج الحر بالمحافظة وفي حالة وجود اي مخالفات نبلغ شرطة المرافق لاننا لسنا جهة التنفيذ ويقومون باتخاذ اللازم سواء باصدار قرار الغلق للمنشأة او ايقاف الطبيب اذا ثبتت مخالفته وقد يتم عرض الطبيب علي لجنة اداب المهنة في النقابة وتحديد العقاب اللازم له بالشطب اسبوعا أو شهرا أو ايقافه تماما اذا ارتكب خطأ جسيما كالوفاة . ويضيف الدكتور وائل ابو الخير استاذ المناعة والتحاليل الطبية بالاكاديمية الطبية ومدير وحدة العلاج بالخلايا الجذعية بمستشفي زايد التخصصي ان الخلايا الجذعية بصفة عامة لها مزايا وعيوب فمزاياها تتمثل في انها خلايا قادرة علي التشكل والتحول لانواع مختلفة من انسجة الجسم فقد تتحول لخلايا عصبية او كبدية وفقا للبيئة التي تزرع فيها فهي تتجدد تلقائيا وتنقسم وتعطي خلايا متخصصة كذلك نستفيد منها لتعويض الانسجة التي تلفت بالاضافة الي تنظيم المناعة في اجسام من يعانون امراضا مناعية فهي تقلل من شدة المرض كذلك تعمل علي خلق شرايين دموية جديدة لذلك يمكن علاجها في »القدم السكري«. ويوضح الدكتور حسني سلامة استاذ الكبد والجهاز الهضمي بكلية طب قصر العيني ورئيس الجمعية المصرية لزراعة الخلايا الجذعية ان الخلايا الجذعية متوافرة في معظم اعضاء جسم الانسان ولديها مخزون لتجديد الخلايا المختلفة وتتميز بانها قابلة للانقسام غير المحدود وتعيش لفترة طويلة ويمكنها انتاج اي نسيج لاي عضو في الجسم كالكبد والقلب والاعصاب فهي تسكن المكان المصاب وتعيش فيه . ويضيف ان اكبر مخزونها يتوافر في النخاع العظمي وقد اكتشف العلماء مقدرة الخلايا المأخوذة من النخاع العظمي علي التميز وانتاج انواع مختلفة من اعضاء الجسم بالاضافة الي قدرتها علي تجديد خلايا العضو المصاب والاحلال محل الخلايا المصابة . ويطالب الوزارة بتبني الامور بشكل واضح من خلال تكثيف الدورات التدربيبة للاطباء الذين يعملون في العلاج بالخلايا الجذعية ووضع شروط ومواصفات لمن يعمل بها فهل الطبيب علي سبيل المثال قادر علي حقن الابرة داخل الوريد الكبدي وكذلك هل المعمل لديه درجة التعقيم الكافية؟ وانشاء عدة بنوك للخلايا الجذعية فليس لدينا سوي بنك واحد والسعودية بها 3 واسرائيل 4 . وتعتبر الدكتورة نجوي البدرى مدير مركز التميز لابحاث الخلايا الجذعية والطب التجددى بمدينة زويل ان الخلايا الجذعية هى الخلية الام التى تحل محل الخلايا الميتة فى جسم الانسان فى امراض كثيرة كامراض الدم وامراض المناعة واللوكيميا وبعض اورام الخلايا العصبية وتضيف ان هناك امراضا مازالت تحت البحث كامراض القلب والاوعية الدموية وعلاج السكر والسرطان (الثدى) وتؤكد ان افضل طرق العلاج عند اخذ الخلايا من المريض نفسه لان ذلك فى مصلحة المريض ويقلل من احدوث مضاعفات او نقل فيروس علاوة على أن الخلايا لن يحدث لها رفض داخل جسم الانسان ولكنه ليس شرطا اساسيا فقد تؤخذ من خلايا متوافقة معه. وتشير الى ان الخلايا الجذعية اغلبها يتم استخلاصه من النخاع العظمى و لكن التجارب الحديثة فى جامعة زويل تستخلص الخلايا الجذعية من الدهون سواء من عمليات شفط الدهون ويستخرج من خلالها كميات كبيرة من الخلايا الجذعية وبطريقة سهلة.