* المسجد على مساحة 106 أفدنة.. يتسع ل 17 ألف مصل.. ويضم 4 مآذن بارتفاع 95 مترا * 3 كنائس بالكاتدرائية على مساحة 15 فدانا.. تتسع ل11 ألف مواطن
عيونهم تملؤها السعادة، علامات الفرحة ترتسم على وجوههم، يسابقون الزمن، يعملون ليلا ونهارا، كخلية نحل لوضع اللمسات الأخيرة لأكبر صرحين دينيين .. هذا هو حال القائمين والمشرفين والمهندسين والفنيين والعمال فى مشروعى مسجد «الفتاح العليم»، وكاتدرائية «ميلاد المسيح»، بالعاصمة الإدارية الجديدة، اللذين افتتحهما الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس. فمجرد دخولك المسجد والكنسية تشعر بعظمة المكان وقداسته، وينتابك شعور بالفخر والسعادة، لا يقل عن شعور المهندسين والمشرفين والعمال الذين انجزوا هذين الصرحين فى وقت قياسي، ليكونا شاهدين على حجم العمل الذى بذل للانتهاء من أعمال المسجد والكنيسة. ومنذ تكليف الرئيس للهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتشييد الكاتدرائية، والعمل يجرى على قدم وساق لوضع اللمسات الأخيرة لها لكى تقام عليها صلاة قداس عيد الميلاد المجيد الذى سيترأسه البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية. ورصدت «الأهرام»، من داخل العاصمة الإدارية الجديدة اللمسات النهائية للمسجد والكاتدرائية قبل افتتاحهما، لنقل ما يجرى على أرض الواقع هناك بالصورة والقلم، والتعرف على حجم العمل والجهد الذى بذل فيهما. وبنبرة صوت ممزوجة بالفخر،عبر القائمون على تنفيذ مسجد «الفتاح العليم» وكاتدرائية «ميلاد المسيح»، من مشرفين ومهندسين وفنيين وعمال عن سعادتهم للمشاركة فى بناء أكبر صرحين فى الشرق الأوسط، وأنهم كانوا يسابقون الزمن للانتهاء من الأعمال فى المشروعين. مسجد «الفتاح العليم» هو تحفة معمارية روعى فى النقوشات التى زينته سواء على الرخام أو الأخشاب المستخدمة فى الأبواب والشبابيك الطابع الفاطمى الإسلامي، ويعد فريدًا فى موقعه حيث يقع عند مدخل العاصمة الإدارية من منتصف الطريق الدائرى الأوسطي، ويتوسط النهر الأخضر الواقع بين محورى بن زايد الشمالى والجنوبى وتبلغ مساحته 106 أفدنة، بإجمالى 3150 مترا طول السور حول الموقع، وللمسجد 5 بوابات تتصل بطريق دائرى تم إنشاؤه حول المسجد من الخارج، وتبلغ السعة الإجمالية له 17 ألف مصل، ويحتوى على 4 مآذن بارتفاع 95 مترا بدون التاج والهلال، بما يعادل 31 دورا، تحتوى كل مئذنة على 4 بلكونات، ويعلو كل مئذنة هلال من الفولاذ الذى لا يصدأ والمعالج بتقنية الترسيب الفيزيائى البخاري، لإكسابه لونا ذهبيا براقا دائم اللمعان، ويبلغ إجمالى عدد القباب بالمشروع 21 قبة تتدرج فى الارتفاع والقطر، وفى أعلى نقطة بالمسجد تجد القبة الرئيسية التى يبلغ ارتفاعها 43 مترا، ويصل قطرها ل 33 مترا. وللتعرف على مكونات مسجد «الفتاح العليم» بالعاصمة الإدارية التقينا بالمهندس، المشرف على المشروع الذى حدثنا عن أن المسجد يضم 4 مآذن كل منها بارتفاع 94.5 متر بجانب قبة رئيسية بقطر 33 مترا وارتفاع 50 مترا و4 قباب ثانوية، موضحًا أن المسجد يتكون من مسجد رئيسى وبدروم وأرضى و6 مداخل ومدخل جانبى لمصلى السيدات و2 ميضة للرجال و2 ميضة للنساء ودار لتحفيظ القرآن ومستوصف، ويقع بدروم المسجد على مساحة 6325 مترا وصحن المسجد على ذات المساحة، ويتسع ل6300 مصلٍ وساحة الصلاة الخارجية تتسع ل 3400 مصلٍ، ويضم البدروم مصلى رجال يتسع ل 1200 مصلٍ، ومصلى سيدات يتسع ل 300سيدة، وأنه يضم متحف رسالات سماوية بجانب دار لتحفيظ القرآن الكريم ومستوصف علاجي. ويبلغ عدد النجف بالمسجد 95 نجفة بأقطار مختلفة تتراوح ما بين مترين وحتى 7 أمتار، وفقًا لما صرح به المهندس أحمد فرج الديب، القائم بأعمال تركيبات النجف، وأوضح إنه تمت الاستعانة بمصنع شهير لتصميم نجف المسجد، والنجف مصنوع من النحاس المطلى بماء الذهب . وعن نوعية السجاد المستخدم، نوه محمد حسن، مشرف تركيبات السجاد، بأن السجاد المستخدم فى المسجد صناعة مصرية 100% من إنتاج شركة شهيرة، وأنه يحتوى على نسبة 80% صوفا. فيما أكد المهندس محمد خلف، مسئول تركيب الرخام بالمسجد، أن الرخام المستخدم من أجود أنواع الرخام، وتم استخدامه بارتفاع الحوائط مطعما بخامة جى آر سي، بينما استخدمت خامة جى آر بى فى الأسقف، لافتًا إلى أن النقش الموجود على الرخام له طابع إسلامى وبه مادة مبطنة بمياه الذهب عيار 21 «بحمد الله استطعنا انجاز هذا الصرح العظيم»، بهذه الكلمات بدأ طارق أحمد خيري، مدير التشطيبات بالمسجد، قائلًا : لقد استطاع الجميع إنجاز هذا الصرح العظيم بالجهد والعمل المستمر، وفى سابقة تعد الأولى من نوعها حيث تم الانتهاء من تركيب السجاد فى 7 أيام فقط. ويتكون المسجد من دور أرضي، يضم صحن المسجد وله 5 مداخل رئيسية، منها 2 للسيدات و3 للرجال، ويحتوى على 25 شباكًا مصنوعًا من الزجاج العاكس و48 شباكًا لها اطارمعدنى داخله الزجاج المعشق فى الأعمدة، وكان لافتًا للانتباه عند دخولنا مسجد «الفتاح العليم» المنبر وكرسى الإمام اللذين صمما بشكل فني، وتحدثنا مع منصور أبوزيد، المسئول عن أعمال النجارة بالمسجد، حيث قال إنه تمت مراعاة الطابع الفاطمى فى النقوشات الموجودة على المنبر والشبابيك، وكذا استخدام النحاس فى النقوشات. وبرغم العوامل الجوية السيئة خارج المسجد، كان العمال يسابقون الزمن لإنجاز المهمة ووضع اللمسات الأخيرة على الأرضيات وسلالم المسجد، معربين عن فرحتهم وسعادتهم للمشاركة فى بناء هذا المسجد . بينما أكدت المهندسة منى محمود، المشرفة على أعمال «اللاند سكيب»، أنه تم وضع تصميمات خاصة لكل جزء فى المسجد ليتماشى مع كافة الأحداث المختلفة التى يستقبلها المسجد، مع الحفاظ علي التصميم الفاطمى العام للمسجد من مساحة كبرى للمزروعات تتجاوز ال85 ألف متر. كاتدرائية ميلاد المسيح تزينت حوائطها بالنقوش الخشبية والرسومات اليدوية للأيقونات التى تضم رموزا قبطية وصورًا للسيدة العذراء والسيد المسيح ورسومًا للقديسين والرهبان، منفذة بفن الزجاج المعشوق، مما يؤكد جاهزيتها لاستقبال صلاة القداس.. إنها كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة التى كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد وعد بتنفيذها هدية لأقباط مصر. وتبلغ مساحة الكاتدرائية 63 ألف متر مربع، أى ما يعادل 15 فدانا، وفقا لما ذكره سعد مكرم، المهندس الاستشارى للمشروع، مشيرًا أنها تضم كاتدرائية رئيسية على مساحة 10 آلاف متر، تضم كنيستين الأولى كبرى علوية تتسع ل 7500 مصل، وهى التى ستشهد القداس، وكنيسة صغرى سفلية تتسع ل 1200 مصل بدون الأساقفة والشمامسة، وهى التى شهدت صلاة عيد الميلاد المجيد الماضي، كذلك هناك كنيسة أخرى تسمى كنيسة الشعب وتتسع ل 1000 مصل، وهى مازالت تحت التصميم وهذه الكنيسة ستشهد الصلوات اليومية عقب انتهاء المشروع بالكامل. وأوضح أنه توجد المعمودية فى الجهة الشمالية الغربية من المبني، وغرفة للأطفال فى الجهة المقابلة للمعمودية، وتمت مراعاة وضع أربعة مصاعد تخدم كبار السن ومنحدرات وسلالم متعددة لخدمة المتواجدين داخل الكاتدرائية، وهناك التكييف المركزى للكاتدرائية بأكملها، وتمت مراعاة أن تكون مسارات التكييف فى البدروم بالكاتدرائية حتى لا تؤثر على الشكل المعمارى للكاتدرائية. وأشار إلى أن الدور السفلى مسطح نحو 8500 متر مربع، ويحتوى على كنيسة بمسطح 1800 متر مربع، تتسع لأكثر من 1200 شخص، وقاعة متعددة الأغراض بمسطح 1500 متر مربع، وقاعة متحف لتاريخ الكنيسة القبطية وقاعة اجتماعات. فيما أكد المهندس منير عبده فام، المهندس المصمم للمشروع، انه تم وضع 1000 «دكة» فى أرجاء الكنيسة كما يحدث فى كل الكنائس لجلوس المصلين، وتم تصميم حجاب الهيكل الخشبى بمساحة 40 مترا عرضا و22 مترا ارتفاعا بعد رسم أيقونات وصور عليه، ويقع أمام الهيكل الخورس الذى يقف عليه البابا والأساقفة والشمامسة الذين يقودون القداس، أما فى سقف منتصف الكنيسة فتوجد قبة أقصى ارتفاع لها 40 مترا وقطرها 40 مترا وهناك 3 مداخل للكنيسة. وأشار إلى أن الرسومات داخل الكاتدرائية اشترك فيها أكثر من فنان، ويتم التنسيق من خلال المهندس الاستشارى المسئول عن اختيار الموضوعات وتوزيعها على الفنانين، ولكل فنان طريقته التى تختلف عن الآخر، ولكل أيقونة رسالة تحققها، فهناك رسومات تعبر عن الطقس، العقيدة، الثبوت الروحي، تاريخ الكنيسة، الرهبنة، وأخرى أيقونات وطنية تعبر عن العصر الحالي، وفى النهاية تهدف جميع الأيقونات إلى توضيح الكرازة فى الكنيسة. وقال «عبده فام» إن الكاتدرائية الرئيسية تضم منارتين بارتفاع 65 مترا بجانب حوالى 26 قبة بينها واحدة كبرى رئيسية، وباعتبار أن النظام المعمارى لتصميم الكنائس يأتى بثلاثة أشكال إما على شكل سفينة أو دائرة أو صليب وتم اختيار شكل الصليب فى التصميم . وشدد على أن شهر مارس 2017 تاريخ لن ينساه حيث تم تكليفه بوضع التصميمات الرئيسية للكنيسة، والتى تعتبر رمزًا لمصر، ففى كل قرن من الزمان تبنى كاتدرائية واحدة، وهى بنيت بأياد مصرية دون الاستعانة بأى أجانب، وسيتم الانتهاء منها خلال عام ويعد هذا بمثابة معجزة . من جانبه، أكد المهندس ماجد كلتا، المشرف على تنفيذ الأعمال الخشبية بالكنيسة، أن كل التصميمات لها طابع قبطى وتم تنفيذ الوحدات بالأخشاب مثل الشرقيات وحملة الأيقونات والتجليدات وصحن الكنيسة وأبواب السيميدو وحضن الآب الجانبى وحضن الآب الكبير والمذبح الجانبي. فيما أوضح المهندس مجدى مكرم الله، استشارى المشروع، أن كتيبة المهندسين والاستشاريين والعمال كانوا يسابقون الزمن من أجل إنهاء الأعمال المكلفين بها فى أسرع وقت، وكانوا يواصلون الليل بالنهار ويتحملون الكثير من الصعاب ويعرضون أنفسهم للخطر، والصعود إلى ارتفاعات شاهقة حتى يتمكنوا من تركيب القباب مختلفة الارتفاعات، وهناك كتيبة أخرى من الفنيين والرسامين المتخصصين فى الفن القبطى يرسمون الأيقونات والرسومات بأحدث الطرق وفقا للطقوس والعقيدة القبطية. فيما قال المهندس صموئيل جودت، مهندس كهربائى بالشركة المسئولة عن أعمال التنسيق، إن الطرق المحيطة بالكنيسة تم رصفها بالخرسانة وتبليطها إما بالبازلت أو الانترلوك، والاستعانة ب 5 آلاف كشاف لأعمال الإضاءة بجانب 120 عمود نور بارتفاع 6 أمتار، وأعمدة أخرى قصيرة بارتفاع 50 سم بخلاف كشافات حربة حول النخيل والأشجار المنزرعة حول الكنيسة.