هل تذكرون المشربية؟ إنها إحدى العلامات المميزة لفن العمارة الإسلامية التى تمثل عنصراً جمالياً لتزيين الجدران والواجهات المطلة على الشارع للبيوت، أو الفناء الأوسط للمنازل. هذه المشربية تكاد تؤدى وظيفة النوافذ الخشبية والألوميتال بشكل أفضل عملياً وجمالياً فى وقت واحد، وليست مجرد «شيسن» أو شباك زجاجى قد يمنع التهوية الضرورية للبيوت، ويسهم بشكل مباشر فى تشويه الشكل الجمالى وتحويل المنازل إلى غابات أسمنتية، أو علب حجرية بلا ملامح.. وجود المشربية الآن فى البيوت الجديدة، حتى فى المدن الذكية من مدن الجيل الرابع التى تقام حالياً فى عرض البلاد وطولها وستكون مصدر فخر للأجيال القادمة، فهى ذ المشربيات وغيرها من معالم العمارة الإسلامية بمصر- ستكون همزة الوصل بين الماضى والحاضر والمستقبل، كما ستكون عنصراً فنياً جمالياً، وضرورة للتهوية والحفاظ على الصحة العامة فى وقت واحد، خاصة أن هذه المدن الذكية تم اختيار مواقعها بعناية بالغة لتكون بعيداً عن الملوثات والرياح المحملة بالأتربة، لا مانع بالطبع من أن يكون فى الداخل نوافذ زجاجية، أو حتى ألوميتال لمن يريدون كنوع من عزل الصوت والضوضاء، ومنع تسلل الهواء الملوث وغير ذلك من الأسباب، لكنى أرى أن وجودها ليس للغرض الجمالى فقط، ولكن لهدف أسمى وهو التعبير عن مدى الارتباط بالهوية المصرية الأصيلة والجذور التى ننتمى إليها وغبنا عنها حتى شعرنا بغربة، جاء الوقت لنستعيد عناصر هويتنا الثقافية ولنبدأ بما يمكننا عمله من أعمال معمارية، لأنها هى التى ستطالع عيوننا فى تلك المدن الجديدة التى ستعنى أننا نبنى مستقبلاً ينطلق من أرضية التراث الأصيل، عندما تطالع عيوننا مثل هذا المنظر الجميل ستتغير نظرتنا للحياة وسنكتسب طاقة إيجابية ونتخلص من سلبيات وهموم تقيد حركتنا وتؤذى حالتنا النفسية. لمزيد من مقالات نجوى العشرى