رصدت دراسة آثرية معمارية للدكتور علاء الدين السيد فريد، أستاذ العمارة المساعد بكلية الهندسة جامعة الأزهر، استلهام المهندسين بأوروبا لمفردات وعناصر العمارة الإسلامية في المبانى الحديثة. وأشار علاء الدين اليوم السبت، إلى أن هذه الدراسة التي تحمل عنوان (نحو مفهوم معاصر للاستدامة البيئية في العمارة الإسلامية)، تم عرضها في المؤتمر الدولى الخامس للعمارة والفنون الإسلامية، الذي عقد مؤخرا بجامعة القاهرة ونظمته رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع الاتحاد العام للآثاريين العرب. وأوضح أن الدراسة رصدت استلهام فكرة الإضاءة في العمارة الإسلامية من خلال المشربيات، وهى عبارة عن ستار من الخشب يحجب الداخل عن الأنظار، وفى الوقت نفسه يسمح للداخل بالنظر للخارج، ويتحقق بذلك دخول الضوء النافذ إلى الفراغ الداخلى بكمية مناسبة وتوزيع جيد للضوء بواسطة وحدات المشربية والتقليل من شدة الاستضاءة على السطح المعرض للضوء، موضحا أن المشربية تعمل على تكييف المبنى من الداخل أو التغلب على حرارة الجو وكسر حدة الضوء وطبق ذلك في مبنى المعهد العربى بباريس عام 1987 ويشبه نظرية عمل المشربية في الشكل وطريقة الأداء ولكن بتكنولوجيا متطورة للوصول إلى الراحة الحرارية، حيث غلفت واجهة المبنى بوحدات متطورة تكنولوجيا تتعامل مع الشمس كعدسة الكاميرا سميت بالمشربية الذكية. ومن جانبه، أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام الاتحاد العام للآثاريين العرب أن الدراسة الآاثرية رصدت كذلك استلهام فكرة ملقف الهواء في العمارة الإسلامية، وهو أسلوب هندسى الغرض منه الاستفادة من الهواء البارد حينما يهب من الاتجاه المحبب، وقد صممت الملاقف بحيث تستقبل أكبر قدر ممكن من الهواء فهى موجهة ناحية الاتجاه المحبب، وفكرة "الشخشيخة" وهى جزء من سقف المبنى بشكل مثمن أو مربع أو دائرى أو غير ذلك، ويعلو قليلا عن منسوب السقف ويتكامل مع ملقف الهواء، حيث تعمل على سحب الهواء الساخن ليحل محله الهواء البارد القادم من الملقف. وأضاف أنه تم استلهام فكرة الفناء الداخلى كمنظم حرارى داخل المسكن من خلال تأمين جو من الراحة الحرارية، حيث يقوم ليلا بإعادة إشعاع كميات الطاقة الشمسية التي اختزنها نهارا في حوائطه وأرضيته إلى السماء مرة أخرى وفى الوقت نفسه يتم تخزين الهواء البارد به ليتم الاستفادة من برودة الفناء أثناء نهار اليوم التالى. وبين أن هذه المفردات المعمارية الإسلامية طبقت في المبانى الحديثة بأوربا اعتمادا على فكرة أبراج أو مداخن التهوية من خلال التكامل بين عمليات سحب الهواء الساخن ليحل محله الهواء البارد، وتعتمد على استخدام خامات البناء المتقدمة والأجزاء الميكانيكية وعمليات إدارة المبنى من خلال وحدة إدارة مركزية، ومن أمثلتها مبنى مركز بحوث البناء بلندن باستخدام خمسة أبراج للتهوية على الواجهة الجنوبية وموضوع أمامها حائط من الطوب الزجاجى المحفور.. وتمثل الأبراج النظام الأساسى للتوفير في الطاقة بالمبنى بتوفير التهوية الطبيعية ونظام التبريد بالمبنى ففى فصل الصيف تسقط أشعة الشمس على الزجاج الموضوع أمام فراغ الأبراج فيسخن الهواء بداخلها ويرتفع الهواء الساخن إلى أعلى داخل المداخن الشمسية المصنوعة من الصلب ليحل محله الهواء البارد في الفراغات بالمبنى، وكذلك في مبنى مركز الطاقة بهاواى.