حينما كان الرئيس الأسبق حسنى مبارك يقوم بزيارات لتركياوسوريا للحيلولة دون غزو تركى محتمل لشمال سوريا، قبل عشرين عاما، وجدت الأجواء مناسبة لزيارة منطقة الحدود السورية التركية. مر بى قائد السيارة على قرى ذات أغلبية كردية سورية وأخرى تركمانية سورية، وغيرها يعيش فيها الأرمن السوريون القادمون من أرمينيا مع غيرهم من السوريين. ولاحظت أن أحد المنازل عليه عبارة «منزل العربى»، وسألت عن أصحابه، فقال: أنا «العربى».. وفهمت منه أن هناك اعتزازا قوميا لدى كل من يحسب نفسه أنه من العرب أو التركمان المحسوب بعضهم على تركيا أو الكرد الذين يرى بعضهم أنهم من قومية خاصة تستحق الاستقلال مستقبلا. والتقيت بالصدفة مع أعضاء تنظيم سرى كردى، وبعد اللقاء بساعات، وخلال الليل، طرق شخص ما باب غرفتى بالفندق بمدينة الحسكة بشمال شرقى سوريا، وقال لى: لا تصدق ما قاله لك الأكراد عن انهم محرومون من حقوقهم، وأن الأرض أرضهم، وذكر لى أن بعض الأكراد جاءوا من تركيا للاستفادة من قرار الإصلاح الزراعى، الذى طبقته دولة الوحدة المصرية السورية، بمنح أراض لصغار الفلاحين، وأن بعض أكراد سوريا استدعوا أقاربهم بتركيا للاستفادة من القرار، ورغم هذا ادعى بعض الأكراد أن سوريا تحرمهم من حقوقهم، فى الوقت الذى يعتبرون فيه أن بعض العرب السوريين هناك أخذوا اراضى كردية. وخلاصة ما توصلت إليه أن تلك المنطقة مليئة بالادعاءات القومية والتعصب المفضى إلى أطماع ونزاعات وقتال، فضلا عن الفقر رغم غناها بالموارد الطبيعية، لهذا فإن أفضل وسيلة للتعامل معها هى تقوية الجيش السورى ليستكمل سيطرته على الأراضى السورية. لمزيد من مقالات عاطف صقر