الرئيس محمد مرسي, في زيارته لطهران, ومشاركته في قمة عدم الانحياز السادسة عشرة, أحرز ثلاثة أهداف لاشك في أهميتها ودلالاتها المهمة: الأول: يتعلق بحركة عدم الانحياز نفسها, حيث ثبت وجود مصر القوي والفاعل, في الحركة, وذكر هذه المرة اسم جمال عبدالناصر كأحد الزعماء التاريخيين لها, الذي استضاف عام1964 قمتها الثانية بالقاهرة في ذروة المواجهة بين الشرق والغرب, وحيث كان هناك معني ومغزي حقيقي لمفهوم عدم الانحياز بين الشرق الاشتراكي( بزعامة الاتحاد السوفيتي), والغرب الرأسمالي( بزعامة الولاياتالمتحدة), في حين كانت الولاياتالمتحدة ترفض الحركة وتعتبرها تعبيرا عن موقف لا أخلاقي, فإن الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية كانا بالطبع أكثر سعادة بها, غير أن الحركة استمرت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي لتصير علامة, ليس علي موقف غير متحيز بين الشرق والغرب, وإنما علي موقف مستقل لعالم الجنوب ذي الأغلبية الساحقة من البلدان النامية, إزاء عالم الشمال المتقدم. في هذا السياق فإن الدور المصري الرائد والفاعل يمثل قاعدة مهمة لدورها ومكانتها الإقليمية والدولية. الثاني: وفيما يتعلق بالعلاقات مع إيران, وازن الرئيس مرسي بين المكسب الذي حققه لإيران بزيارتها, والتعبير بوضوح عن موقف ناقد لتوجهاتها الشيعية, التي يمكن أن تكون أساسا لمواجهة شيعية سنية في المنطقة, وفي العالمين العربي والإسلامي, تحمل مخاطر هائلة للمنطقة العربية عموما, والخليج والجزيرة العربية بشكل خاص, وكان صوت مصر في هذه القضية قويا وواضحا أيضا. الثالث: كانت إدانة ما يجري في سوريا أمرا منطقيا, أخلاقيا وسياسيا, حتي ولو كان الإخوان المسلمون هم أول المستفيدين من سقوط الأسد ونظامه! أما ما يمكن أن يترتب علي هذا السقوط من مشكلات ومخاطر لا يمكن التقليل من شأنها, فهي بالتأكيد الأمر المهم الذي يجب أن تستعد له مصر الثورة جيدا, وتعمل علي مواجهة عواقبه وآثاره! المزيد من أعمدة د.أسامة الغزالى حرب