من يحمي محمية بحيرة البرلس؟ سؤال يتردد الأن كثيرا بعد ان سيطرت مافيا التعديات علي البحيرة بالقيام بردم مساحات كبيرة منها والاستيلاء عليها تحت تهديد السلاح وترويع الصيادين بالبحيرة بعد ان تحول الخروج إلي الصيد إلي الاقدام علي الانتحار. وفي الجولة التي قام بها مراسل الأهرام لرصد هذه الظاهرة وجدنا الآن محمية بحيرة البرلس فتعرض للعديد من الانتهاكات حيث قامت جحافل مافيا التعديات بردم مساحات كبيرة من مسطح البحيرة الواقعة علي مساحة100 ألف فدان داخل نطاق محافظة كفر الشيخ ويتم استخدام الحفارات واللوادر والجرارات بالمقطورات ويقومون باغلاق المجري المائي المجاور للجسر الواقي للبحيرة التي تعتبر من اكبر المحميات الطبيعية علي مستوي الجمهورية بالإضافة إلي قيام أعضاء المافيا بعمل حوش وسدود وجسور مقابل مصنع السماد2000 متر في مساحة أكثر من100فدان بطول الطريق الدولي الساحلي, وقد وصل بهم الآن الي التعدي علي الصيادين ومنعهم من الصيد الحر في مياه البحيرة حتي لا يكتشف أحد هذه التعديات الجديدة. كما يقومون ايضا بحماية التعديات الجديدة بالرجال والسلاح الآلي في وضح النهار وذلك في ظل التراخي عن حماية البحيرة خاصة بعد رحيل المهندس أحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ السابق عن المحافظة بعد توليه منصب وزير التنمية المحلية حيث كان المحافظ السابق يتصدي لأي محاولات للتعدي علي البحيرة بكل حزم وشدة وقام من قبل بمنع عمل اللنشات والمخالفة فيها وتم مصادرة أكثر من لنش لهذا الغرض. وتم خلال فترة المحافظ السابق إزالة التعديات الواقعة علي مساحات كبيرة من البحيرة بعد أن نجح المحافظ السابق أحمد زكي عابدين في الحصول علي دعم من مجلس الوزراء بواقع001 مليون جنيه لتطهير البحيرة من البوص والغاب والأحرش وتعميقها إلا أن رحيل المحافظ عن المحافظة وبقاء المحافظة لفترة طويلة بدون محافظ أدي إلي عودة خفافيش الظلام ومافيا التعديات للعبث بالبحيرة من جميع الجهات سواء من ناحية البرلس أو الرياض أو سيدي سالم خاصة المناطق المتاخمة للبرلس والشخلون سيدي سالم والتي تشهد العديد من التعديات في وضح النهار تحت سمع وبصر المسئولين بهيئة الثروة السمكية صاحبة الولاية الفعلية علي البحيرة والاجهزة الامنية والمحلية الأخري التي من المفترض أن تدافع عن هذه البحيرة التي عجز الصيادون الفقراء عن حمايتها. يقول علي حمد دومة أحد أصحاب المزارع من المتضررين من التعدي علي سطح البحيرة بأن أكثر من10 أشخاص من مدينة بلطيم يقومون حاليا بردم المجري المائي الذي يعتبر جزءا مهما من البحيرة وتسببت التعديات في إغراق مزارعنا ونفوق كميات كبيرة من الأسماك بها وقد تقدمت بشكوي الي مركز شرطة البرلس ولكنهم ردوا بأن ذلك يخرج عن اختصاصهم وحولوني إلي شرطة المسطحات المائية ببلطيم الذين تعللوا بأن ذلك يستلزم توافر قوات كافية لمنع التعدي. إلا أن خالد السيد صياد من البرلس يري أن عمليات الأذالة التي يتم تنفيذها علي البحيرة شكلية حيث تمت إزالة بعض السدود فقط والأحواش التي يقوم المعتدون بإعادتها فور إنسحاب القوات في نفس اليوم إلي ما كانت عليه والأمر الذي يحتاج الي إدارة حازمة من أجهزة الأمن والمحافظة وهيئة الثروة السمكية لازالة التعديات فعليا علي أرض الواقع وليس علي الورق فقط كما يحدث حاليا. ويطالب عبدربه الجزاندلي شيخ الصيادين بالبرلس بسرعة حماية بحيرة البرلس من التعديات الجديدة وتنفيذ خطة عاجلة لازالة التعديات القديمة فورا مع مكافحة أعضاء المافيا حيث أدت التعديات الي تشريد أكثر من20 ألف صياد من ابناء المناطق المحيطة بالبحيرة من جميع الجهات حيث تركوا مهنة الصيد وتحولوا الي الزراعة والسفر والهجرة الي الخارج بعد فشلهم في العمل في مهنة الصيد داخل نطاق بحيرة البرلس في ظل هذه الأوضاع الصعبة داخل البحيرة حاليا. وقد أكد المسئولون بهيئة الثروة السمكية بأنه تم تنفيذ العديد من الحملات الأمنية بالتنسيق مع الهيئة لازالة التعديات الواقعة علي بحيرة البرلس من جميع الجهات وتم بالفعل إزالة التعديات علي مساحة أكثر من10 آلاف فدان خلال الفترة الماضية وستتم إزالة باقي التعديات خلال الفترة المقبلة.