تستقبل الصين عام 2019 بكثير من الملفات والقضايا المعلقة، التى شهدت صخبا وأحداثا مثيرة خلال 2018 وظلت نهاياتها مفتوحة أملا فى حلها خلال العام الجديد، وهى قضايا يتعلق معظمها بعلاقاتها مع دول أخرى، ويلعب الاقتصاد والتبادل التجارى دورا رئيسيا فيها، وعلى رأس هذه القضايا الحرب التجارية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، والوضع فى بحر الصين الجنوبى، ومستقبل العلاقات مع اليابان. كما تستعد بكين لعدد من الفعاليات والأحداث المحلية فى 2019. فقضية الحرب التجارية التى أعلنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الصين منذ مارس 2018 انتهى العام بلا حل جذرى لها، فعلى الرغم من أنها تشهد حاليا هدنة اتفق عليها الرئيسان شى جين بينج ودونالد ترامب، خلال لقائهما على هامش قمة مجموعة العشرين بالعاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس مطلع ديسمبر الجارى، إلا أن معظم الرسوم التى فرضها الجانبان على البضائع المستوردة من الآخر مازالت سارية، كما أن شخصية ترامب المتقلبة لا يمكن معها توقع الاستقرار على حال التهدئة أو التوصل لحلول نهائية. ويؤكد هذا الطرح شواهد كثيرة، منه اعتقال كندا ل «مينج وانتشو»، المديرة المالية لشركة الاتصالات الصينية «هواوى» وابنة مؤسس الشركة، بطلب من الولاياتالمتحدة، بدعوى انتهاك الشركة للعقوبات الأمريكية على إيران، واستمرار القبض عليها لعدة أيام، قبل الإفراج عنها بعد سداد الشركة كفالة 10 ملايين دولار. ويبدو أن الهدف من هذه القضية، التى أثارت ضجة دولية، كان توجيه رسالة تهديد أمريكية للشركات الصينية الكبرى، مفادها أن مخلب أمريكا قد يمتد لخارج حدودها ليطول نشاط هذه الشركات فى أى مكان. والشاهد الثانى كان إعلان إدارة ترامب عن إستراتيجية جديدة للتعاون مع إفريقيا، والتى اعتبرها المراقبون موجه بالأساس ضد نفوذ الصين المتزايد وتعاونها مع دول القارة السمراء، حيث تقوم بالأساس على العلاقات التجارية ومكافحة الإرهاب والمساعدات الخارجية الأمريكية. وبعيدا عن الاقتصاد تظل قضية بحر الصين الجنوبى، وخلافات بكين مع عدد من دول الجوار المشاطئة، التى تتلقى الدعم الأمريكى المطلق فى هذه القضية، والذى يصل أحيانا إلى درجة التحريض، ملفا آخر مفتوحا فى 2019 ، فعلى الرغم من أن 2018 شهد هدوءا نسبيا فى هذا الملف، إلا أنه يظل نقطة اشتعال محتملة فى أى وقت، خصوصا مع الإصرار الأمريكى على إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة من وقت لآخر، وتوقيع ترامب على ميزانية الدفاع الأمريكية لعام 2019 وهى الأكبر على الإطلاق فى تاريخ أمريكا، حيث بلغت قيمتها أكثر من 716 مليار دولار، وقد تضمن قانون هذه الميزانية هجوما على الصين واعتبرها عدوا للولايات المتحدة. كما يظل ملف العلاقات الصينية- اليابانية من الملفات المفتوحة فى 2019 ، حيث يشهد شدا وجذبا من فترة لأخرى، مع تصاعد الحديث عن فترة الاحتلال اليابانى لمناطق صينية، والجرائم التى ارتكبتها القوات اليابانية، وقد كان 2018 أفضل من سابقيه فى هذا الملف، حيث اتفق الجانبان، على دفع التعاون ببحر الصين الشرقى. وعلى الصعيد المحلى الصينى تشهد 2019 عددا من الفعاليات المهمة، من بينها احتفال بكين بالذكرى ال 70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وما تم تحقيقه من إنجازات، وقد حمل 2018 ذكرى مرور 40 عاما على إقرار الصين لسياسة الانفتاح على العالم، والتى نقلت الصين لتحتل المركز الثانى كثانى أكبر اقتصاد فى العالم، حيث كان الاقتصاد الصينى يمثل 3 %فقط من حجم الاقتصاد العالمى عام 1978، فيما وصلت هذه النسبة إلى 33 % عام 2017، وزاد مجمل الناتج القومى الصينى من 245 مليار دولار عام 1978 ليبلغ 11 تريليون دولار فى 2017، وزاد متوسط دخل الفرد ليصل إلى 8 آلاف دولار. ومن المنتظر أن يتم الإعلان خلال 2019 عن القضاء نهائيا على الفقر فى الصين، وهو الإعلان الذى كان مقررا فى 2020، حيث تمكنت الصين –حسب إحصائياتها الرسمية- من الوصول بعدد من يعيشون تحت خط الفقر من مواطنيها إلى 10 ملايين مواطن بنهاية 2018، مقارنة ب 770 مليونا عام 1978، وهى واحدة من المعجزات التى ترى الصين أنها حققتها خلال السنوات الأخيرة. وفى إطار ما أطلقته الصين عام 2015 وأسمته «ثورة المراحيض»، لتحسين حالة المراحيض العامة لتشجيع السياحة، فقد أعلنت بكين أنها تستهدف خلال 2019 بناء 21 ألف دورة مياه فى المناطق السياحية، وقالت وزارة الثقافة والسياحة إن الصين استثمرت حوالى 237.8 مليون دولار أمريكى لتركيب أو تجديد أكثر من 70 ألف دورة مياه للسياح من 2015 إلى 2017. وتهدف الصين –حسب خطة حكومية معلنة- إلى بناء أو تطوير 64 ألف دورة مياه للسياح فى الفترة من عام 2018 إلى 2020.