نغمة التفاؤل هى التى كانت سائدة فى معظم تصريحات السفير حسام زكى الأمين العام المساعد للجامعة العربية والتى تحدث فيها عن العمل العربى المشترك ودور الجامعة العربية وما هو المأمول سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فى العام الجديد 2019. بداية، أكد زكى أن 2019 سيشهد فى بدايته نشاطا سياسيا مكثفا، حيث ستعقد أربع قمم، أولها القمة الاقتصادية فى لبنان فى يناير، والقمة العربية الأوروبية فى فبراير، والقمة العربية الدورية فى مارس، والقمة العربية الإفريقية فى منتصف العام، مما يشكل زخما سياسيا كبيرا تستعد له الأمانة العامة للجامعة منذ الآن بتشكيل اللجان المعنية بالمتابعة والاتصال مع الأطراف العربية والأوروبية والإفريقية، كما سيعقد فى بروكسل اجتماع وزارى عربى - أوروبى 4 فبراير المقبل للإعداد الجيد لهذه القمة. وتعتزم الجامعة إصدار طابع عربى موحد بشعار «القدس عاصمة فلسطين» للتضامن مع القضية الفلسطينية، خاصة بعد نجاح الجامعة فى إفشال ترشح إسرائيل لمقعد مجلس الأمن يونيو 2018، وإقناع باراجواى بالتراجع عن نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وكذلك منع الحفل السنوى لمؤسسة «يوروفيجن» من إقامته فى القدس. وسيشهد عام 2019 أيضا الانتهاء من ترتيبات إنشاء منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى بعد استكمال 95% من قواعد المنشأ للسلع العربية، ودخولها حيز التنفيذ فى أكتوبر 2018. ومع ذلك، كان زكى محقا عندما اعترف فى المؤتمر الصحفى السنوى الذى عقده بمقر الجامعة بأن الشقين الاقتصادى والاجتماعى يتعرضان عادة للغبن إعلاميا لمصلحة الشق السياسي، علما بأن موضوعاتهما تصب فى مصلحة المواطن العربى مباشرة، وفى مقدمتها تحرير تجارة الخدمات والتصديق على الاتفاقية العربية بين مصر والسعودية والأردن، وكذلك الانتهاء من الاستراتيجية العربية للطاقة المستدامة 2030 والتى ستقر فى قمة بيروت الاقتصادية. وسيشهد عام 2019 أيضا إقرار الاستراتيجية العربية للأمن المائى لمواجهة التحديات 2010 2030 بالتنسيق مع مجلس الوزراء العرب للمياه، مع إدراج أولويات جديدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كذلك، سيتم لأول مرة إنشاء المنتدى الوزارى العربى للسكان، والذى ستكون أولى أولوياته إعداد استراتيجية عربية للإسكان. وعلى المستوى الاجتماعي، سيكون عام 2019 مهما للغاية، إذ سيشهد فى بداياته أيضا إعداد الميثاق العربى الاسترشادى لتطوير قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى الوطن العربي، وسيتم إقراره فى قمة بيروت، وفقا لتأكيدات حسام زكي، كما سيتم إعداد خطة عمل عربية لمعالجة الأسباب الاجتماعية المؤدية للإرهاب وبحث الآثار الاجتماعية المترتبة على ذلك، واستراتيجية عربية لكبار السن وافق عليها الاجتماع المشترك لمجلسى وزراء الصحة والشئون الاجتماعية العرب، ومن بينها مقترحات لسياسات وبرامج تضمن الحد الأدنى من العيش الكريم لهذه الفئة المهمة، مع الانتهاء من إعداد أول تقرير عربى للفقر متعدد الأبعاد، والاستراتيجية العربية للقضاء على الفقر فى الدول العربية.