استطاع أن يحتل مساحات واسعة من عناوين الصحف ووسائل الإعلام, ليس فقط داخل المملكة المتحدة، بل فى الدول الإسلامية والعربية أيضا, ولم لا، وقد كان تعيينه لتولى أكثر الحقائب الوزارية اشتعالا فى بلاده، وهى وزارة الداخلية، بمثابة حدث جلل فى بلد يتذوق مرارة التطرف الإسلامى ويشكو فيضان الهجرة. وبكل تأكيد، نستطيع أن نجزم أن عام 2018 كان «تميمة الحظ» لساجد جاويد والذى يعتبر أول سياسى مسلم من أصول باكستانية يتولى منصبا فى مجلس الوزراء البريطاني. والآن، ونحن على أعتاب عام جديد، يبدو أن نجم جاويد آخذ فى السطوع, وعقب التطورات المفاجئة بشأن مستقبل رئيسة الوزراء الحالية تيريزا ماي, اشتعلت منافسة ساخنة بين المرشحين المحتملين لخلافتها داخل الحزب، وبرز اسم وزير الداخلية الحالى كأحد أقوى المرشحين إذا فقدت الثقة داخل حزبها واضطرت للاستقالة من رئاسة الحكومة والعودة إلى منزلها على وقع أزمة «البريكست», حيث اعتبرت بعض وسائل الإعلام البريطانية أن حظوظ جاويد تبدو قوية لأنه يتمتع بخلفية اقتصادية وسبق أن عمل فى مؤسسات اقتصادية دولية، وهو ما تحتاجه بريطانيا للنجاة من انهيار اقتصادى قد يسببه الخروج من الاتحاد الأوروبي. وتعتقد أيضا مصادر مطلعة داخل حزب المحافظين أن انتخاب رئيس وزراء بريطانى ذى أصول آسيوية ومسلم سيمنح الحزب أفضلية انتخابية كبيرة، لا سيما وأنه من المؤمنين باقتصاد السوق الحر, هذا فضلا عن تفضيل اليسار لجاويد بسبب شخصيته, وتفضيل اليمين أيضا له بسبب آرائه المالية.