شهدت 2018 ظهور عدة شخصيات «مجهولة» نجحت عن غير قصد فى تحريك الأحداث بشكل كبير، وأوجدت جدلا مجتمعيا هائلا حولها وحول ما فعلته، سواء فى وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي، للبحث عن إجابة لسؤال واحد فقط، هو «ما مدى أخلاقية ما حدث؟»، ومع ذلك لا نعرف عنهم سوى اللقطة التى التقطتها لهم عدسات المصورين. الأمثلة عديدة، لكن أبرزها خلال 2018 تلك المتظاهرة الفرنسية التى تم تداول صورها أخيرا، وهى تصرخ فى الشرطة قائلة : «انظروا إلى ما تفعلوه بنا، يجب أن تشعروا بالعار من أنفسكم، نحن لا نكرهكم، يجب أن تكونوا معنا من أجل الشعب وفرنسا، من العار عليكم أن تفعلوا بنا هذا، نحن حتى لسنا مسلحين». وفى الوقت ذاته، كانت الطفلة المهاجرة من جواتيمالا من أبرز من أشعلوا جدلا كبيرا أخيرا لوفاتها داخل إحدى مراكز الاحتجاز بالولاياتالمتحدة عقب ثمانى ساعات فقط من القبض عليها ضمن مجموعة من المهاجرين الذين دخلوا إلى الولاياتالمتحدة بشكل غير مشروع. وكشفت التقارير الإعلامية عن أن الفتاة، التى عبرت الحدود عبر المكسيك، فارقت الحياة إثر إصابتها ب«الجفاف والصدمة»، موضحة أنها «لم تأكل أو تشرب طوال أيام». وهنا يجب لفت النظر أيضا إلى الغلاف الشهير لمجلة «التايم» الأمريكية الذى صدر مطلع يوليو الماضي، وأظهر طفلة هندوراسية فى عمر العامين تبكى بعد فصلها عن والدتها لدى الحدود الأمريكية، وهى تقف فى مواجهة الرئيس ترامب، مع كتابة عبارة «أهلا بك فى أمريكا»، لتجسيد مدى معاناة أطفال المهاجرين من إجراءات الفصل العنصرى على الحدود، وفقا لسياسات ترامب. وقال المصور الصحفى جون مور، الحاصل على جائزة «بوليتزر» للتصوير الصحفي، والذى التقط تلك الصورة للطفلة أمام والدتها قبل أن يتم وضع صورة ترامب مكانها، إن «اللقطة كانت قاسية جدًا، حتى بالنسبة لي، فبعدها، تم وضع المهاجرين فى شاحنات كبيرة مغلقة لنقلهم إلى مراكز الاحتجاز، لذلك كان على التوقف للحظات لأخذ أنفاسي». وتابع : «كل ما كنت أرغب فيه هو اصطحاب الطفلة معي، لكنى لم أستطع». وبفضل هذه الصورة، زاد الضغط على ترامب مما دفعه إلى التراجع عن قراره بفصل الأطفال المهاجرين عن ذويهم. مثال أخير، لكن لا يقل فى كم البلبلة التى أثارها عن سابقيه، هو ذلك الذى جسدته الصحفية المجرية بيترا لازلو التى تصدر اسمها عناوين الصحف أواخر عام 2015، حيث أظهرت الصور «عرقلتها» مهاجرا يحمل ابنه لدى حدود بلادها مع صربيا حتى طرحته أرضا، فضلا عن ركل طفلة أخرى. الصحفية المجرية، فصلت على الفور من عملها فى قناة «إن 1 تى في» التى تبث عبر الإنترنت قبل أن تتم تبرئتها.