جدول أعمال مهم ومزدحم أعدته مصر لتمثيلها ومشاركتها فى أعمال واجتماعات الأممالمتحدة خلال 2019. وبطبيعة الحال، تحظى القضايا الإقليمية والدولية المطروحة على الساحة العالمية باهتمام مصر، وتستمر هذه القضايا على رأس أولويات الجانب المصرى فيما يخص جدول أعمال 2019 فى المنظمة الدولية. ويقول السفير محمد إدريس رئيس وفد مصر فى الأممالمتحدة فى تصريحات خاصة ل»الأهرام» إن الجهود المصرية ستتواصل من خلال جميع المحافل الدولية خلال العام الجديد لاستكمال ما بدأته خلال العام المنصرم فيما يخص العديد من القضايا المهمة، أبرزها : نزع السلاح، وعمليات الأممالمتحدة لحفظ وبناء السلام والتنمية فى إفريقيا، وخلق فرص العمل وتنفيذ أجندة التنمية المستدامة، وأزمة اللاجئين حول العالم، كما تأتى قضايا الشرق الأوسط، سواء القضية الفلسطينية أو الأزمة السورية والوضع فى اليمن وليبيا، على رأس الأولويات المصرية خلال العام الجديد. وفيما يخص نزع السلاح، نجحت المجموعة العربية فى نيويورك فى نوفمبر 2018 فى اعتماد مقرر من اللجنة الأولى للجمعية العامة «اللجنة المعنية بموضوعات نزع السلاح» بتكليف الأمين العام للأمم المتحدة بعقد مؤتمر أممي اعتباراً من عام 2019 للتفاوض على معاهدة ملزمة حول إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى فى الشرق الأوسط. كما تستضيف الأممالمتحدة فى أبريل ومايو 2019 – والكلام لإدريس - الاجتماع الثالث للجنة التحضيرية لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وبالنسبة لعمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام، أكد إدريس أن مصر تلتزم بالسعى لدعم بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام بحكم كونها إحدى الدول الرائدة والمساهمة فى تلك البعثات منذ عام 1960. ويضيف أنه «خلال عام 2019، سوف تواصل مصر المشاركة فى النقاشات الدولية فى إطار الأممالمتحدة حول مستقبل عمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام، خاصة من خلال مؤتمر الأممالمتحدة الوزارى لحفظ السلام الذى سوف يُعقد فى مارس 2019 بنيويورك». ويشير إدريس إلى أنه بالنسبة لإفريقيا، تدرك الدولة المصرية أهمية الاندماج والتكامل الافريقي كونه يعود بالنفع على كافة أبناء القارة التى تزخر بالفرص، وهو التوجه الذى أصبح محوراً رئيسيا فى رؤية صانع القرار المصري، كما أن التحديات التى تجابهها إفريقيا مثل الإرهاب والفقر وغياب الاستقرار ليست بمعزل عن التحديات التى يجابهها العالم. ويلفت إدريس الانتباه إلى أن عام 2019 سيشهد محطات مُهمة حول تعزيز الجهود الأممية إزاء ملف «التنمية المستدامة»، فمن المقرر أن يُعقد المنتدى السياسى رفيع المستوى مرتين خلال 2019، الأول فى يوليو على المستوى الوزارى تحت رعاية المجلس الاقتصادى والاجتماعي، والثانى على مستوى رؤساء الدول والحكومات على هامش الدورة 74 للجمعية العامة فى سبتمبر. ويصف إدريس أزمة اللاجئين حول العالم بأنها تعد من التحديات الآنية مُتعددة الأبعاد، فالأزمة لم تعد إنسانية فحسب، بل أدى ارتفاع المتوسط الزمنى لحالة اللجوء - حوالى ست سنوات - إلى أن يجعل منها أزمة إن استمرت فهى كفيلة بأن تقوض كافة الجهود الأممية والدولية على صعيد التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، بل وربما على استقرار الدول والشعوب. وانطلاقاً من مسئوليتها، تنخرط مصر على الصعيد الأممى والإفريقى فى دعم الأطر الحاكمة لتعزيز الاستجابة الدولية لحالات اللاجئين وتوفير الدعم لهم، ولعل أحدث ما قامت به مصر من جهود مع كافة الدول الأعضاء فى هذا الصدد هو إعتماد «العهد الدولى حول اللاجئين»، بجانب استضافتها لإعداد كبيرة من اللاجئين المندمجين داخل المجتمع المصرى ممن يتمتعون بكافة الخدمات الممنوحة للمواطن المصري. وفيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط، تعاني الأزمة الليبية، كما يقول إدريس، من إحدى أخطر مظاهر الأزمات فى دول المنطقة، وهو انتشار الجماعات المسلحة وعدم قدرة مؤسسات الدولة على ممارسة مهامها، ونحن على اقتناع بأن السبيل الأمثل والرئيسى للتعامل مع الأزمة الليبية هو من خلال دعم الاتفاق السياسى الليبى وخطة عمل الأممالمتحدة، وحتى يتسنى تنفيذ ذلك فى أجواء مستقرة، فإن هناك حاجة ملحة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية والقضاء على ظاهرة الميليشيات، وتعمل مصر لتوفير الظروف الملائمة لهذا. وعن قضية العرب الأولى، يقول إدريس إن مصر تظل رائدة في تحقيق السلام بالشرق الأوسط، وعلى استعداد لتقديم الدعم الكامل لتلك المحاولات طالما تأسست على عودة الحقوق الفلسطينية القانونية والشرعية، وإقامة دولة فلسطينية على أساس خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، كما تستمر فى جهودها الهادفة لتحقيق المصالحة الفلسطينية واضعةً فى ذهنها الأوضاع الإنسانية المتدهورة فى قطاع غزة. كما تلتزم مصر - كما يؤكد إدريس - فيما يخص الأزمة السورية بموقفها المعروف الذى يعلى مصلحة الشعب السورى ووحدة الأراضى السورية أولاً وقبل أى حسابات ضيقة، من ثم فإننا لا ندخر جهداً فى محاولة الدفع نحو التسوية السياسية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. وفيما يتعلق بالموقف المصرى من الأزمة اليمنية، يوضح إدريس أنه يرتكز على ثوابت سياستنا الخارجية والتى يتصدرها دعمنا للشرعية، وتأييد الجهود السياسية التى تستهدف تسوية الأزمة سلمياً، على أسس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطنى لعام 2013 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ودعم آلية عمل المبعوث الدولى مارتن جريفيث، ونتائج حوار السويد.