السفير محمد إدريس مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة في حوار خاص ل»الأخبار« : الرئيس و95 رئيس دولة يشاركون في افتتاح الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة

السيسي يلقي بيان مصر في اجتماعين لحفظ السلام ومجموعة ال77 والصين

• القاهرة تشارك في قمة »مانديلا»‬ و8 اجتماعات لمكافحة الإرهاب والشباب
• إلقاء الرئيس لبيان مصر في »‬الجمعية العامة» فرصة لتوجيه رسائلنا للعالم
• القضية الفلسطينية علي رأس الملفات التي سيبحثها الرئيس
• فريق عمل للتحضير والإعداد الجيد للزيارة بتنسيق يومي مع وزير الخارجية
• نرفض أي تدخلات خارجية في الشأن العراقي وندعم وحدة اليمن واستقلاله
• موقفنا واضح في الأزمة السورية بإعلاء المصلحة العامة للسوريين
أيام قليلة ويشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في أعمال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتعد تلك المشاركة هي الخامسة للرئيس السيسي عقب تولي الرئيس رئاسة البلاد، حيث حرص الرئيس علي المشاركة السنوية في تلك الاجتماعات المهمة وإلقاء بيان مصر أمام الجمعية العامة لتوجيه رسائل مهمة إلي المجتمع الدولي ونقل الرؤية المصرية لكافة القضايا والأوضاع الداخلية ورؤيتها للوضع الإقليمي والدولي، مما يعطي انطباعاً حقيقياً قوياً باهتمام الدولة المصرية، ممثلة في قيادتها، بعمل الأمم المتحدة وقضاياها التي تمثل أجندة الاهتمامات الدولية، وتؤكد علي استقرار الدولة المصرية وتعكس صورة مصر الحديثة، بما في ذلك انفتاحنا علي الآخرين.. وللتعرف علي تفاصيل مشاركة السيسي وبرنامج زيارته لنيويورك أجرت الأخبار الحوار التالي مع السفير محمد إدريس مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة.. وإلي نص الحوار :
• يشارك الرئيس في أعمال الجمعية العامة الأسبوع المقبل، فما أهم محطات برنامجه واستعداداتكم لهذه الزيارة المهمة؟
- الاستعدادات لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي نيويورك للمشاركة في افتتاح دورة الجمعية العامة تتم عادة بشكل مسبق قبل بداية الزيارة بعدة أشهر، حيث يتم تكوين فريق عمل لذلك الغرض ببعثة مصر لدي الأمم المتحدة في نيويورك برئاستي للإعداد لكافة جوانب الزيارة، سواء من الناحية الموضوعية أو اللوجستية، بما في ذلك الإعداد للمقابلات المختلفة للرئيس ومشاركته في الاجتماعات والفعاليات التي تجري بالأمم المتحدة وخارجها علي هامش افتتاح دورة الجمعية العامة، ويتم في ذلك الصدد تنسيق شبه يومي مع وزارة الخارجية في القاهرة، وتحت إشراف مباشر من وزير الخارجية سامح شكري.
وفيما يخص الدورة رقم 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، فإنها سوف تبدأ يوم 18 سبتمبر الجاري، في ضوء ما يقضي به النظام الداخلي للجمعية العامة، من أن تنعقد كل سنة في دورة عادية تبدأ يوم الثلاثاء من الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر، وسوف يبدأ الشق رفيع المستوي من الدورة يوم 25 سبتمبر الجاري، وهو النقاش العام للدورة الذي يقوم خلاله رؤساء وفود الدول بإلقاء بيانات دولهم أمام الجمعية العامة، مضيفاً : وقد تم الاتفاق علي أن يكون موضوع »‬جعل الأمم المتحدة وثيقة الصلة والأهمية للجميع: القيادة العالمية والمسؤوليات المشتركة لتهيئة مجتمعات يسودها السلام والتكافؤ» محوراً للنقاش العام للدورة رقم 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ماذا عن العدد المتوقع حضوره من القادة والزعماء للدورة 73 للجمعية العامة ؟
- من المتوقع أن يشارك في النقاش العام للدورة رقم 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة حوالي 95 رئيس دولة بينهم مصر والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والأردن وسويسرا ونيجيريا والعراق ولبنان وجنوب أفريقيا وإيران وفلسطين)، فضلاً عن نواب رؤساء جمهوريات ورؤساء حكومات ووزراء خارجية دول تشمل بريطانيا، اليابان، الكويت وإسرائيل »‬رئيس الوزراء»، جنوب السودان وإندونيسيا »‬نائب الرئيس»، السعودية، السودان وباكستان »‬وزير الخارجية».
أجندة التنمية
ما أهم الفاعليات رفيعة المستوي التي سيشارك فيها القادة والزعماء علي هامش الدورة 73 للجمعية العامة ؟
- من أهم تلك الفعاليات قمة نيلسون مانديلا للسلام، والتي سوف تُعقد يوم الاثنين 24 سبتمبر احتفالاً بالذكري المئوية لميلاد الزعيم الجنوب الأفريقي »‬نيلسون مانديلا»، وهي القمة التي سوف يشارك فيها العديد من رؤساء وملوك الدول، حيث سوف تم اعتماد إعلان سياسي، وأشار إدريس إلي أنه من المنتظر أن يبرز بيان مصرفي هذه الاحتفالية مسيرة الزعيم مانديلا، مع التأكيد علي دوره التاريخي إزاء قضايا التحرر الوطني ومناهضة العنصرية وتحقيق التنمية للشعوب الأفريقية.
كما سيتم عقد الاجتماع رفيع المستوي حول تمويل أجندة التنمية 2030، والذي سوف يعقد بناءً علي دعوة من سكرتير عام الأمم المتحدة يوم 24 سبتمبر، وهو الاجتماع الذي يهدف إلي إطلاق استراتيجية سكرتير عام الأمم المتحدة حول تمويل أجندة التنمية المستدامة 2030 وكذا حشد الدعم اللازم لسد الفجوة التمويلية من أجل تحقيق وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وتشارك مصر في الحوار رفيع المستوي للسكرتير العام للأمم المتحدة حول »‬تنفيذ اتفاق باريس لتغيرالمناخ والطريق إلي مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ»، والذي سوف يٌعقد يوم 24 سبتمبر، وقال مندوب مصر في الامم المتحدة أن أهمية المشاركة المصرية تأتي في ضوء تولي مصر بصفتها رئيس مجموعة ال 77 التفاوض علي مخرجات مؤتمر الدول الأطراف الرابع والعشرين الذي يهدف إلي تفعيل كافة بنود اتفاق باريس لتغير المناخ وتنفيذها خاصة البنود ذات الصلة بحشد موارد التمويل وتعزيز إجراءات التكيف.
و أيضاً تشارك مصر في حدث رفيع المستوي بشأن إعلان الالتزامات المشتركة لعمليات حفظ السلام والذي سوف يعقد يوم 25 سبتمبر 2018، بدعوة من سكرتير عام الأمم المتحدة، لاعتماد إعلان سياسي، هو الأول من نوعه، في مجال حفظ السلام، حيث يتضمن الإعلان – الذي شاركت مصر في صياغته - مجموعة من الالتزامات المشتركة تقرها الأطراف المعنية بعمليات حفظ السلام الأممية.، وأضاف إدريس أنه من المنتظر أن يلقي الرئيس عبدالفتاح السيسي بيان مصر في هذه الفاعلية الهامة للتأكيد علي مواصلة الحكومة المصرية - بكافة هيئاتها ومؤسساتها المعنية - الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لتعزيز مساهماتها الميدانية بقوات وأفراد وكذا دعمها السياسي والإستراتيجي واللوجستي لعمليات حفظ السلام حول العالم، وخاصة في القارة الأفريقية.
وأشار إدريس إلي أن الرئيس السيسي سيقوم أيضاً بإلقاء الكلمة الإفتتاحية للاجتماع الوزاري لمجموعة ال 77 والصين، الذي سوف يُعقد يوم 27 سبتمبر بمشاركة سكرتير عام الأمم المتحدة، وذلك في ضوء ترؤس مصر للمجموعة خلال عام 2018.
مشيراً إلي أن مصر ستشارك يوم 24 سبتمبر في حدث رفيع المستوي تعقده المبعوثة الخاصة للشباب والسكرتير العام للأمم المتحدة لإطلاق» استراتيجية الشباب 2030».
وتشارك مصر في الاجتماع رفيع المستوي المعني بمكافحة السل، والذي يُعقد بدعوة من رئيس الجمعية العامة يوم الأربعاء، 26 سبتمبر وهو الاجتماع الأول من نوعه بشأن مكافحة مرض السل.
وتساهم في الاجتماع رفيع المستوي لإجراء استعراض شامل للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها، والذي يُعقد بدعوة من رئيس الجمعية العامة يوم الخميس، 27 سبتمبر وهو الاجتماع الذي يهدف إلي الخروج بالتزامات دولية للوقاية والتحكم في الأمراض غير المعدية، ومن المتوقع أن يتضمن بيان مصر نيابة عن دول مجموعة ال 77 والصين الدعوة إلي زيادة المساعدات التنموية اللازمة لمواجهة الأمراض ذات الصلة.
جهود مصر لمكافحة الإرهاب مستمرة محلياً وإقليمياً ودولياً وسط إشادة عالمية فما أهم الاجتماعات التي سوف تشارك فيها مصر في الدورة الحالية ؟
- في إطار موضوعات مكافحة الإرهاب، سوف تشارك مصر في عدد من الاجتماعات المهمة ومنها الدورة التاسعة للمنتدي العالمي لمكافحة الإرهاب التي ستُعقد يوم 26 سبتمبر، وهو الاجتماع الذي يعقد سنوياً علي المستوي الوزاري في نيويورك علي هامش أعمال الشق رفيع المستوي للجمعية العامة للأمم المتحدة لتناول كافة الأبعاد ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.
وستشارك مصر في الحدث رفيع المستوي، الذي سوف تعقده كازاخستان يوم 28 سبتمبر علي هامش أعمال الشق رفيع المستوي للجمعية العامة للأمم المتحدة لإعتماد مدونة سلوك حول مكافحة الإرهاب، وهي المدونة التي تم التوصل إليها بعد مفاوضات عقدت علي مدار الأشهر الماضية لإعتماد مدونة سلوك تتضمن أهم المبادئ التي يتعين علي الدول الالتزام بها في إطار جهود مكافحة الإرهاب.
ومصر كانت من أوائل الدول التي دعت إلي إنشاء مكتب بسكرتارية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وقد تم ذلك خلال عملية المراجعة الدورية الخامسة للإستراتيجية العالمية للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب عام 2016، مشيراً إلي أن مصر تعتبر من الدول التي لها باع طويل وخبرة عريضة في موضوعات تجنب ومكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي ينعكس علي أداء وفد مصر لدي الأمم المتحدة في نيويورك، وتدركه كافة الدول الأعضاء وكذا سكرتارية الأمم المتحدة.
القضية الفلسطينية دائماً ما تأتي علي رأس أولويات الدبلوماسية المصرية في كافة المحافل الدولية ماذا عنها ؟
- فيما يخص القضية الفلسطينية، من المقرر أن يشهد الشق رفيع المستوي للجمعية العامة عدداً من الاجتماعات التي تتناول القضية الفلسطينية، وذلك في إطار اجتماعات منظمة المؤتمر الاسلامي وحركة عدم الانحياز التي تنعقد علي المستوي الوزاري. هذا، فضلاً عن الاجتماع الوزاري الخاص بلجنة تنسيق المساعدات للشعب الفلسطيني، الذي تشارك فيه مصر سنوياً في نيويورك.
والقضية الفلسطينية علي رأس الموضوعات التي سيتناولها الرئيس ووزير الخارجية سامح شكري في اللقاءات الثنائية سواءً مع الأطراف الإقليمية أو الدولية، فضلاً عن الاجتماعات غير الرسمية التي سوف تعقد علي هامش الشق رفيع المستوي حول الأزمات في الشرق الأوسط أو حول التحديات التي تواجهها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين »‬الأونروا».
ومصر قامت بجهود كبيرة كذلك في إطار رئاستها السابقة، وعضويتها الحالية، للجنة الاستشارية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين »‬أونروا»، سواءً من خلال الدبلوماسية متعددة الأطراف وعقد المؤتمرات الدولية بهدف سد العجز الموازنة أو في اللقاءات الثنائية، وذلك للتعامل مع التحديات التي تواجهها الوكالة حالياً والتي تؤثر سواءً علي الجانب الفلسطيني لا سيما بقطاع غزة، أو علي الدول العربية الشقيقة التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين.
بالتوازي مع ما تقدم، تستمر مصر في جهودها الهادفة لتحقيق المصالحة الفلسطينية واضعةً في ذهنها الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، وأهمية وحدة الفلسطينيين تحت مظلة منظمة التحرير لتدعيم الموقف التفاوضي الفلسطيني، كما تبذل جهداً كبيراً في تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة من منطلق شعورنا بالمسئولية المعنوية تجاه أشقائنا هناك، ورغم إدراك الجميع أن المسئولية الرئيسية والقانونية في هذا الصدد تقع علي عاتق دولة الاحتلال وفقاً لاتفاقات جنيف الدولية.
مصلحة الشعب السوري
وماذا عن رؤية مصر لأهم القضايا والأزمات العربية ومنها الأزمة السورية؟
- بالنسبة للأزمة السورية، من المقرر أن تشارك مصر في الاجتماع الوزاري الذي يعقده الاتحاد الأوروبي بشأن سوريا، وذلك في إطار متابعة اجتماعي بروكسل المعنيين بدعم الدولة المستضيفة للاجئين السوريين.، مؤكداً أن مصر سعت للالتزام منذ البداية بموقف واضح يعلي المصلحة العامة للسوريين بصرف النظرعن توجهاتهم أو التوازنات السياسية الدولية وحالة الاستقطاب التي أثرت بالسلب علي الأزمة، لاسيما من خلال التعامل مع الوضع الإنساني المتدهور غير المسبوق في سوريا، والدفع نحو التسوية السياسية من خلال تشجيع عملية جنيف، وكذلك دعم الوضع السياسي لرموز المعارضة السورية الوطنية في وقت علت فيه أصوات التطرف والإرهاب، خاصةً تلك الرموز التي ساهمت في انشاء ما يعرف الآن »‬بمنصة القاهرة» والتي تمت الإشارة اليها في قرار مجلس الأمن 2254.
وحول الأوضاع في اليمن والعراق وليبيا، مصر تتبني موقفاً ثابتاً بالنسبة للشأن العراقي يقوم علي أن قوة واستقرار العراق تكمن في وحدة أراضيه وسيادة شعبه علي ترابه الوطني، مع رفض أي تدخلات خارجية في الشأن الداخلي العراقي، خاصة تلك التدخلات التي تؤدي إلي تأجيج الفتن وترسيخ الانقسام بين مكونات الشعب العراقي، بما يغذي التربة الحاضنة للفكر المتطرف والإرهاب والذي يعاني منه الشعب العراقي ويدفع ثمنه شعوب المنطقة بأسرها.
وفيما يخص الأزمة اليمنية الموقف المصري يتأسس علي ثوابت سياستنا الخارجية والتي يتصدرها دعمنا للشرعية، وفي هذه القضية شرعية الرئيس هادي وحكومته، فضلاً عن دعمنا لوحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه ورفض التدخل في شئونه الداخلية. مضيفاً : وجاءت مشاركة مصر بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وتأييد الجهود السياسية التي تستهدف تسوية الأزمة سلمياً علي أسس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني لعام 2013 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما في ذلك القرار 2216.. وحول الأزمة الليبية قال إدريس إن الشقيقة ليبيا من إحدي أخطر مظاهر الأزمات في دول المنطقة، وهي انتشار الجماعات المسلحة وعدم قدرة مؤسسات الدولة علي ممارسة مهامها، ونحن علي اقتناع بأن السبيل الأمثل والرئيسي للتعامل مع الأزمة الليبية هو من خلال دعم الاتفاق السياسي الليبي وخطة عمل الأمم المتحدة، وحتي يتسني ذلك تنفيذ لك في أجواء مستقرة فإن هناك حاجة ملحة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية والقضاء علي ظاهرة الميليشيات، وتعمل مصر لتوفير الظروف الملائمة لهذا التوحيد مع الحرص علي عدم التدخل في تفاصيله كونه شأناً ليبياً.. وشدد السفير محمد إدريس علي أن نجاح الجهود المصرية وكذلك جهود الأمم المتحدة، يتطلب من المجتمع الدولي وقفة حاسمة ضد تمويل ودعم العناصر الإرهابية في ليبيا.
قمم ثنائية
ماذا عن اللقاءات الثنائية التي سيعقدها الرئيس علي هامش مشاركته في الجمعية العامة؟
- اللقاءات الثنائية التي سيعقدها الرئيس السيسي فإنه جار العمل علي ترتيب لقاءات للرئيس مع عدد من القادة وكبار المسئولين الدوليين من بينهم سكرتير عام الأمم المتحدة، ورئيس البنك الدولي، فضلاً عن قادة عدد من الدول العربية والأفريقية والآسيوية والغربية، ورؤساء كبري الشركات الأمريكية، ومع بعض الشخصيات الأمريكية المؤثرة، وبالإضافة إلي ذلك من المقرر أن يعقد الرئيس عدداً من المقابلات الإعلامية مع قنوات إعلامية دولية.
ماذا عن أهم الملفات التي ستحظي باهتمام مصر خلال مشاركتها في اجتماعات الأمم المتحدة؟
- جدول أعمال الجمعية العامة يتضمن علي غرار الدورات السابقة بنوداً مهمة للأولويات والمصالح المصرية تشمل موضوع تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، بما في ذلك الموضوعات المرتبطة بالقضاء علي الفقر، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والحفاظ علي البيئة والتصدي لظاهرة تغير المناخ، والموضوعات المرتبطة بالصحة ومكافحة الأمراض، وتسخير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لأغراض التنمية المستدامة، والمسائل المتعلقة بالسياسات الاقتصادية، والتجارة الدولية والنظام المالي الدولي.
ويتضمن أيضاً بنوداً مرتبطة بموضوعات حفظ السلم والأمن الدوليين، والتي تشمل النزاعات السياسية علي غرار الحالة في الشرق الأوسط، القضية الفلسطينية، الوضع في أفغانستان، المسألة القبرصية، وغيرها من الموضوعات السياسية الأخري المرتبطة بنزاعات ما زالت قائمة حتي الأن. كذلك، سوف يتضمن جدول أعمال الجمعية العامة موضوعات حفظ وبناء السلام.
وهناك قضايا مهمة للأمن القومي المصري قضايا الشرق الأوسط، سواء كانت القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، والوضع في ليبيا واليمن، وقضايا مكافحة الإرهاب بما في ذلك وقف تمويل الإرهاب وإمداده بالسلاح أو توفير أي دعم له، ومنع توفير الملاذ الآمن للإرهابيين، والتعامل مع ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، والتصدي لرسائل الإرهاب وأيديولوجياته، وفضلاً عن قضايا التنمية في أفريقيا، وتعزيز احترام القانون الدولي وحماية حقوق الإنسان، إضافة إلي موضوعات حفظ وبناء السلام علي رأس الأولويات المصرية في إطار عمل الأمم المتحدة.
ما أهم مشاركات مصر في الأمم المتحدة خلال الفترة الأولي من ولاية الرئيس السيسي؟
تشارك دائماً بنشاط وفاعلية في أعمال الأمم المتحدة، بما في ذلك في الشق رفيع المستوي لدورة الجمعية العامة، إلا أنها كانت عادة تتم علي مستوي وزير الخارجية، وبالتالي فإن ما يميز فترة مشاركة مصر في الأمم المتحدة خلال فترة حكم الرئيس السيسي هو حرصه علي المشاركة في افتتاح الجمعية العامة، وبالتالي الارتقاء بمستوي تمثيل مصر في هذا المحفل إلي المستوي الرئاسي، وهو أمر إيجابي وهام بكافة المقاييس، مشيراً إلي أن ذلك يعطي انطباعاً حقيقياً قوياً باهتمام الدولة المصرية، ممثلة في قيادتها، بعمل الأمم المتحدة وقضاياها التي تمثل أجندة الاهتمامات الدولية، وهو الأمر الذي يخلق زخماً يمكن البناء عليه لتعزيز التعاون والتنسيق بين مصر والأمم المتحدة وإبراز دور مصر وإسهاماتها الإقليمية والدولية، وهو ما يترتب عليه تعظيم استفادة مصر من أنشطة المنظمة وتحقيق مصالحنا من خلالها، وتعزيز الوضعية والمكانة المصرية علي الساحة الدولية ومشاركة الرئيس السيسي في افتتاح الجمعية العامة وقيامه بإلقاء بيان مصر أمام الجمعية العامة، تعتبر فرصة ممتازة لتوجيه رسائل هامة إلي المجتمع الدولي، من خلال أهم المحافل العالمية، تعكس الرؤية المصرية للتحديات الدولية، مضيفاً أنها تؤكد علي استقرار الدولة المصرية وتعكس صورة مصر الحديثة، بما في ذلك انفتاحنا علي الآخرين، والتأكيد علي احترامنا للقانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان، وحرصنا علي تحقيق التنمية والاستقرار ونهضة اقتصادية في مصر، والإشارة إلي جهودنا في مجال مكافحة الإرهاب والتي تصب في مصلحة المجتمع الدولي ككل، والتأكيد علي رؤيتنا إزاء القضايا الإقليمية الهامة، وكذلك استعراض الإنجازات التي يتم تحقيقها داخلياً علي كافة الأصعدة وافتتاح الجمعية العامة كل عام تعتبر أيضاً فرصة مواتيا للقائه برؤساء وقادة عدد من الدول الأخري المتواجدين في نيويورك لذات الغرض، وذلك في إطار تعزيز العلاقات والروابط الثنائية والتعاون البنّاء بين مصر والدول المختلفة.
قضايا أفريقيا
مصر ستترأس الاتحاد الأفريقي 2019 فما نصيب القارة السمراء من الاهتمامات المصرية في اجتماعات الأمم المتحدة؟
- الموضوعات الأفريقية تأتي في مقدمة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية ليس فقط لاعتبارات التاريخ والجغرافيا وإنما كذلك لاعتبارات المصالح المشتركة والمصير الواحد، وهو الأمر الذي يكتسب أهمية خاصة هذا العام عقب اختيار القمة الأفريقية لمصر كرئيس للاتحاد الأفريقي لعام 2019.
وأنه في هذا الإطار، يتضمن برنامج عمل الرئيس خلال تواجده في نيويورك عدداً من المقابلات الثنائية مع رؤساء الدول الأفريقية علي هامش الشق الرفيع المستوي لدورة الجمعية العامة، حيث سيتم بحث التطورات المتعلقة بموضوعات السلم والأمن بالقارة خاصة فيما يتعلق بالأوضاع في جنوب السودان وليبيا ومنطقتي الساحل والبحيرات العظمي، بالإضافة إلي سبل دفع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا.
وأشار إلي أن مصر تهتم كذلك بتعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي خاصة مع قرب توليها لرئاسة الاتحاد الأفريقي في يناير 2019 من خلال تقوية الأطر التعاهدية القائمة في هذا الصدد، وتحقيق المزيد من التنسيق والتعاون فيما يتعلق بالتعامل مع النزاعات القائمة بالقارة من خلال تكامل الجهود الأممية والأفريقية بالبناء علي الميزات النسبية التي تتمتع بها كل منظمة، وكذا دعم برامج الاتحاد الأفريقي لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بأفريقيا وفقاً لأولويات واحتياجات دول القارة.