نشرت مجلة العلوم الأمريكية تحقيقا عن اكتشاف بروتين بجسم الإنسان يعجل بالشيخوخة, بالإضافة إلي اكتشاف الجين الذي يتحكم في إنتاج هذا البروتين, ولقد اطلق علي بروتين الشيخوخة مختصر تي.أو.آر(T.O.R) وتشير البحوث إلي نشاطه يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالشيخوخة, مثل السرطان والزهايمر والشلل الرعاش والسكر وهشاشة العظام واعتام عدسة العين, ولقد تبين أن بروتين الشيخوخة يساعد في تكاثر الخلايا الآكلة للعظام كما ينشط الجذور الحرة التي تؤدي دورا في احداث مرض الزهايمر وأمراض عصبية أخري. وقد مهد اكتشاف بروتين الشيخوخة لإجراء بحوث عن دواء يقاوم هذا البروتين وهو دواء راباميسين المستخدم في علاج السرطان, حيث بينت التجارب التي أجريت علي الحيوانات أنه يسبب ابطاء الشيخوخة, بيد أن الأعراض الجانبية المقلقة التي يسببها حالت دون تجربته علي الإنسان. ولقد اتضح أن دواء متفورمين المستخدم في علاج مرض السكر يثبط نشاط بروتين الشيخوخة, وهذا يحفز الباحثين علي إجراء مزيد من الدراسات عليه هو وغيره من الأدوية المماثلة التي تتميز بقلة أعراضها الجانبية. ومن المأمول أن تكتشف خلال السنوات العشر المقبلة أدوية وقائية لتأخير أمراض الشيخوخة, مثل فقدان الذاكرة وهشاشة العظام واعتام عدسة العين والسرطان والصمم والتجاعيد, وتستهدف هذه الدراسات دور الدواء في تثبيط نشاط بروتين الشيخوخة ومن ثم تأخيرها. ان اكتشاف بروتين الشيخوخة سوف يفتح آفاقا جديدة للبحث عن تأثير المواد والعوامل الطبيعية في الحد من نشاط هذا البروتين, ويعتبر زيت الزيتون علي رأس قائمة المواد المستهدفة, حيث دلت دراسة أمريكية علي أن تناوله المستمر يقلل من نسبة الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والصدمات الدماغية والوقاية من ضعف الذاكرة وهشاشة العظام وتصلب الشرايين وجميعها من أمراض الشيخوخة, كما بينت دراسة أجريت علي سكان احدي الجزر اليابانية الذين يعمرون أكثر من مائة عام أن من بين أسباب إطالة أعمارهم أنهم متعودون علي تناول طعام افطار مكون من الأرز غير المقشور وشوربة عظام الخرفان والخضراوات الطازجة والثوم والصبار والكركم, كما أنهم يكثرون من تناول الخضراوات والفواكه الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة, مثل البنجر والبروكلي والباذنجان والسبانخ والكرنب والبصل, والبرتقال والجريب فروت والبلح والبرقوق والعنب الأحمر, ومن المعروف ان هذه الأطعمة تساعد في الوقاية من أمراض الشيخوخة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان, ولقد تبين أيضا أن سكان هذه الجزر يعدون من أكبر شعوب العالم استهلاكا لفول الصويا الذي ثبت علميا انه يساعد في تأخير الشيخوخة وأمراضها, كما أن هؤلاء السكان لا يقبلون علي تناول اللحوم الحمراء والدهون الحيوانية والسكريات والمخدرات والمسكرات والتدخين, بالإضافة إلي أنهم يمارسون الرياضة البدنية والعقلية بصفة مستمرة. وفي رأيي أن زيت الزيتون الذي تناولت الدراسة الأمريكية تأثيره في الوقاية من أمراض الشيخوخة والمواد والعوامل الطبيعية المذكورة في الدراسة التي أجريت علي سكان احدي الجزر اليابانية.. كل هذه المواد والعوامل تدعو الباحثين المتخصصين في أمراض الشيخوخة إلي إجراء بحوث تستهدف الكشف عن تأثير زيت الزيتون وغيره من العوامل المجددة للشباب في الحد من نشاط البروتين المعجل بالشيخوخة ومن ثم تأخيرها. د.عزالدين الدنشاري