ماذا يعني حكم المحكمة الاسرائبلية الأخير بتبرئة الجيش الاسرائيلي من تهمة قتل الناشطة الأمريكية الشابة ميشيل كوري في2003 ؟ لماذا الآن وبعد تسع سنوات,يقرر القاضي أن الجيش الاسرائيلي لايلام لأنه كان في حالة حرب,وأن دولته لاتتحمل أي مسئولية عن موت الفتاة؟ العالم كله كان شاهدا علي الحادث المأساوي.. هز المشاعرحينما دهس بولدوزرتابعا للجيش تلك الشابة(23عاما) وهي تعترض بجسدها طريقه لإزالة منازل الفلسطينيين في رفح بغزة خلال الانتفاضة الثانية,فأصبحت رمزا دوليا للانتفاضة, وتم تجسيد دورها علي المسارح بعدة دول. حكم المحكمة الذي رفض أي حق لأسرة الفتاة في تعويضات, وكلفها مصروفات القضية,جاء ليجدد الغضب الأمريكي, ويكشف إلي أي حد وصل استهتار اسرائيل بحقوق الإنسان وحكم القانون الدولي, ويذكر بآلاف الفلسطينيين الذين قتلوا في الانتفاضة.. لكنه جاء أيضا ليحرج الدبلوماسية الأمريكية ويثير علامة استفهام حول علاقة واشنطن باسرائيل حاليا.. أمريكا لم تعترض علي الحكم لأن قانونها يسمح بمثل هذه الممارسات.. لكنها لاتستطيع أن تمنع استياء الأمريكيين من صمتها.. صمت وصفته حنان عشراوي بأنه يصم الآذان ويحمل واشنطن مسئولية الاشتراك في الجريمة.. ويتساءل الأمريكيون: أليست هذه هي اسرائيل التي تتلقي ثلاثة مليارات دولار علي الأقل سنويا من أموال دافعي الضرائب؟ كيف تقتل بدم بارد شابة أمريكية وقفت تدافع عن شعب يهان وتنتهك حقوقه,ولاتتخذ واشنطن موقفا؟ ربما هي محاولة لاستفزاز الرئيس اوباما واحراجه في هذا التوقيت الحساس,وكأن اسرائيل مصرة علي اضعاف شعبيته قبل الانتخابات بسبب سياساته السلبية تجاه إيران وسوريا..وربما أيضا لأنه زار الشرق الأوسط ولم يزر اسرائيل طوال رئاسته.. ومازال يرفض اعتبار القدس عاصمة لها..ولدي اسرائيل انطباع بأن اوباما, بعكس منافسه الجمهوري رومني, يتجنب الاعتراف بالعلاقة الخاصة جدا بها في الوقت الذي يؤكد فيه صداقته بالدول الاسلامية.. وبالرغم مما يقال بإسرائيل من أن اوباما قدم لبلادهم مالم يقدمه رئيس قبله, إلا أن العلاقة الشخصية بينه ونيتانياهو يشوبها توتر منذ البداية, وصلت الي درجة الخلاف العلني بسبب موقف كل منهما من المستوطنات والقضية الفلسطينية وعلاقات اوباما بالدول العربية..ويبدو أن نيتانياهو يسعي بكل جهده لحث اليهود الأمريكيين علي انتخاب رومني رئيسا.. فهل جاء حكم المحكمة الاستفزازي ضمن محاولاته الساذجة لتحقيق ذلك أم سيأتي بنتيجة عكسية؟ المزيد من أعمدة سلوي حبيب