لا أحد يعلم حتى الآن لماذا قرر الرئيس ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا.. ولماذا كان كل هذا الخراب.. ولماذا استخدمت قوات اكثر من 15 دولة أسلحتها الحديثة فى قتل الشعب السوري؟!.. إن القرار الأمريكى كان مفاجأة للجميع، هل اكتشفت أمريكا أن الانسحاب من مستنقع الدم فى سوريا، أصبح ضرورة؟ وتركت بقية الجيوش غارقة فى هذه المأساة.. كلنا يعلم أن أمريكا كانت تقود تحالفا دوليا فى الحرب ضد سوريا فما هو موقف بقية الدول المشاركة سواء كانت مع أمريكا أو ضدها.. وهل يأتى قرار الانسحاب عقابا للاتحاد الأوروبى لأن ماكرون رئيس فرنسا قد فكر فى إنشاء جيش أوروبى بعيدا عن الوصاية الأمريكية؟!.. إن السؤال الأخطر ماذا عن روسيا وقواعدها العسكرية فى سوريا وآلاف الجنود الروس الذين يحاربون الآن داعش فى المدن السورية.. وماذا عن القوات الإيرانية وهى أيضا بالآلاف، بل إن الأخطر ماذا عن حزب الله وقواته التى تشارك من سنوات فى هذه المأساة؟!.. إن الشيء المؤكد أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا سوف يترك فراغا أمنيا وعسكريا وسياسيا، خاصة أن قرار الانسحاب جاء مفاجأة للجميع، وهو يعطى فرصا أكبر للقوات الروسية والإيرانية ويطلق العنان لتركيا لكى تفعل فى سوريا ما تشاء.. إن الانسحاب الأمريكى يضع قواعد جديدة للواقع السياسى ليس فى سوريا وحدها ولكن هناك أطرافا أخرى فى مقدمتها إسرائيل ولها أطماع فى الوطن السوري، وهناك تركيا وإيران وحزب الله وهى قوى لها حسابات كثيرة، وقبل هذا كله فإن داعش لم تنته بعد.. إن الرئيس السودانى عمر البشير زار سوريا أخيرا فى أول زيارة لرئيس عربى منذ اندلاع الأزمة السورية، وهناك أخبار عن زيارة للرئيس العراقى برهم أحمد صالح لدمشق، فهل يمكن أن يمثل الانسحاب الأمريكى عودة عربية إلى سوريا وما هى شروطها? وماذا عن بقية الجيوش الأجنبية التى مازالت ترابط على التراب السوري؟.. وقبل هذا كله ماذا عن إعادة إعمار سوريا وما خربته يد الحرب فيها ومن يدفع تكاليف إعادة بناء سوريا مرة أخري؟ [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة