ما يجرى الآن فى العالم العربى يطرح تساؤلات كثيرة عن مستقبل هذه المنطقة من العالم ومستقبل شعوبها بعد كل ألوان الدمار والخراب التى لحقت بها..هناك دول وشعوب مازالت تعانى من الحروب الأهلية التى دمرت كل شىء.. إن التقديرات حول ما تحتاجه هذه الدول من الأموال لإعادة تعميرها تتجاوز كل الحدود..هناك مدن كاملة تم تدميرها وهناك ملايين من المهجرين سواء فى الخارج أو الداخل..كم تحتاج سوريا من الأموال بعد كل ما لحق بها من الدمار، هناك مدن أزيلت تماما وتحتاج إلى إعادة بناء فى كل شىء من أين ستجىء مئات المليارات التى تعيد الشعب السورى إلى بلاده..ماذا بقى فى العراق بعد كل الدمار الذى لحق به ما بين الاحتلال الأمريكى والحرب الأهلية وخرائب داعش..إن ما حدث فى الموصل وحدها يحتاج إلى إعادة بناء كاملة..لم يبق فى العراق غير حقول النفط ولم يبق فى سوريا غير ما بقى من دمشق..وإذا انتقلنا إلى ليبيا اتضحت صورة الدمار الذى ضرب دولة بالكامل وتحتاج إلى سنوات لإعادة تعميرها..أما اليمن فإن الكوارث الإنسانية التى لحقت بالشعب اليمنى تجاوزت كل الحدود ابتداء من تدمير المدن وانتهاء بالكوليرا التى أصابت الملايين ولا يجدون العلاج.. لا احد يعلم كيف يمكن إنقاذ هذه الخرائب التى تحولت إلى أنقاض ومن اين تأتى الأموال والبشر.. إن هذا الدمار يغرى جميع الأطراف الآن التى تتربص للحصول على الغنائم.. إن إيران تضع عينها على العراق، وتركيا لها أطماع فى سوريا وقد اتجهت الدولتان إلى الخليج وقفزت إيران إلى اليمن تهدد دول الخليج من خلال قطر التى تبحث عن دور وقفزت تركيا إلى السودان وقطر ايضا وهذا يمثل حصاراً على المملكة العربية السعودية ولم يكن غريبا أن يجتمع رؤساء الأركان من السودان وتركياوقطر لأهداف غامضة فقد ضاقت المسافات كثيراً بين سواكن التركية التى لم تعد سودانية وقطر والوجود الايرانى الذى يحارب فى اليمن .. كل هذه المتغيرات تضع المنطقة كلها فى ظل حسابات وواقع جديد واذا أضفنا لذلك القوات الأمريكية والروسية فى قواعدها على الأرض العربية لأدركنا حجم المأساة.