كبريق خاطف استولى على عقلها رأت فيه فارس أحلامها وظيفة مرموقة وحديث لبق يجذب أى فتاة فيمن تريد أن يشاركها حياتها ،تقدم لخطبتها والتقى أسرتها التى وافقت وكان ارتداء دبلته فى يديها أسعد اللحظات. وأثناء الخطوبة تطور الأمر بينهما وحصل صدام لم يكن فقط بالكلمات بل امتد إلى الضرب وعلمت أسرتها التى رفضت هذا السلوك وشرعت فى إنهاء هذا الارتباط لكنه توسل واعتذر وخاطب فى خطيبته نقطة الضعف البريئة فى عاطفتها نحوه التى تسلم للتسامح وتعمى العقل عن مدلول التصرفات والتمس فرصة ثانية وحاصرها بوعود عن غد حالم وأن لحظة انفعاله لن تتكرر ووافقت وراحت تقنع أسرتها وكعادة أغلبنا فى التفكير نمرر بعض التصرفات على أمل التغيير كما تؤثر على قرارنا نظرة المجتمع للزواج واعتبارات السن وأن الفرصة قد لا تتكرر ،وعدلت الأسرة عن قرارها تحت ضغط الفتاة والشاب وتم زواجهما تلك اللحظة التى ترقبتها الشابة لترى نفسها عروسا تنعم بالحب الأسرى الجميل ،وفى ثانى أيام زفافها فوجئت به يتحدث إليها بعنف شديد خلال حوار عادى بينهما وامتدت يده لتعتدى عليها بضرب مبرح دون سبب ونزفت دماء من وجهها وأصيبت بكدمات فانقلبت لحظات سعادتها إلى حزن ولهفتها للأمان مع زوجها إلى خوف وترقب ماذا سيفعل بها؟. وواصل الزوج أفعاله الغريبة فكان يقوم بوضع مياه فى إناء ثم يلقيها عليها فجأة قائلا إنه يفعل ذلك لمواجهة الجن وزادت أفعاله الغريبة ،والزوجة تخفى عن أسرتها ما ألم بها من أذى زوجها لها إلى أن حدث أنه تمادى فى تصرفاته بإغلاق جميع النوافذ وحبسها فى البيت وضربها دون سبب. ولأن قلب الأم يشعر بآلام الأبناء فإن أم الزوجة أحست بقلق فهاتفتها وعندها بكت ابنتها بشدة وروت لوالدتها ما كانت تخفيه، هرعت الأم لها تحاول إنقاذها من محبس زوجها وكسر باب الشقة ،وشاهدت والدتها آثار الضرب المبرح عليها فانتفضت محتضنة ابنتها وأسرعت بالهروب بها، وعندما علم الزوج جن جنونه وذهب إلى زوجته فى منزل أسرتها طالبا العفو والصفح لكن الأسرة أصرت على الطلاق ،وأقامت الفتاة دعوى طلبت فيها الطلاق للضرر ،وبالبحث عن سبب تصرفات الزوج غير الطبيعية كانت المفاجأة بأنه سبق خضوعه لعلاج نفسى لكنه لم يكمله وأنه وأسرته أخفوا هذا الأمر ولم يصارحوا الفتاة وأسرتها به. وأمام المحكمة تمت المواجهة بين الطرفين لكنه أعلن تمسكه بها وراوغ فى رده على التقارير الطبية التى تفسر حالته المرضية أما هى فقد أكدت استحالة العشرة بينهما خاصة بعدما اخفى عنها حقيقة ما يعانيه من مرض نفسى ،وازاء ما ثبت للمحكمة من خلال الحديث مع الزوج والتقارير الطبية قضت بتطليق الزوجة بعد فترة قصيرة من زواجها وخرجا من قاعة المحكمة هى تحاول أن تلملم جراحها بينما كان الغضب يعتريه دون أن يدرى أنه يؤذى نفسه والآخرين لعدم اهتمامه باكمال علاجه.