جاءت طبيبة الصحة لتعاين جثمان «دهب» وتكتب شهادة وفاتها لتفاجأ بوجود جثمان رضيعة أخرى لم يتجاوز عمرها 29 يوما بجوار جثمان الأم الذى بدا فى حالة غير طبيعية فكانت اليدان متخشبتين مضمومتين الى الصدر فى وضع الدفاع عن النفس والرضيعة تعانى من زرقة شديدة فى منطقة العينين والأذن ..لتسارع بعدها الطبيبة بالخروج من الحجرة وهى تجرى تستطلع مكان الخروج من الشقة دون أن تتفوه بشىء للأٍسرة المكلومة التى التفت حول جثة إبنتهم لا حول لهم ولا قوة . وتبدأ احداث القصة بعد إصرار الضحية «دهب» 27 سنة على حضور يوم ولادة شقيقتها الصغرى شيرين لإبنها لاسيما وأنها الشقيقة الكبرى لإخواتها البنات الخمس خاصة انها تعمل فى مجال التمريض رغم معارضة الزوج الذى كان دائما ما يحاول إبعادها عن كل أصدقائها وزملاء العمل حتى أهلها وشقيقاتها كان لا يحبها أن تختلط بهم فى نوع من حب الإمتلاك ومحاولة ابعاد زوجته دهب الضحية عن كل العالم المحيط بها. هذا ما اكدته شقيقاتها شيرين وبسنت وكذلك صديقتها خلال سنوات الدراسة الثانوية وخلال فترة دراسة التمريض بمعهد التمريض حيث تقول جميلة محمود كنا قريبتين جدا من بعضنا ولم أكن أتخيل لها مثل هذه النهاية ابدا فزواجها من محمد كان بعد قصة حب فقد تعرفت عليه خلال عملها فى التمريض وأعجبت به كشاب وسيم خفيف الدم وطلب يدها بسرعة وتقدم لخطبتها وتم الزواج بعد عامين كانت خلالهما دهب لا تشتكى من شىء سوى حبه لامتلاك كل شىء ولكنها كانت تفسر ذلك بدافع الحب والغيرة. وتضيف شقيقتها بسنت التى تسكن معها بنفس العقار «حياة شقيقتى كانت تحمل كثيرا من الالغاز ففى بداية زواجها سافرت مع زوجها للعمل معه فى القاهرة وبعدها عاد الاثنان الى الاسكندرية بسبب مشاكل مادية واجهتهما وطلب منها الإقامة عند والدنا وبالفعل أقاما معنا وبدأنا نلاحظ انه بخيل جدا ولا يحب ان يصرف شيئا ومع الوقت تحسنت ظروفه المادية وحصل على وظيفة محاسب فى مستشفى استثمارى كبير ولكن أيضا كان يحاول طوال الوقت إبعاد شقيقتى عنا ثم عرفنا بعدها أنه كان يأخذ أى مبلغ مالى يجده فى حقيبتها حتى انها كانت تقترض لتأتى لزيارتنا وكان أيضا يأخذ راتبها لأنه كان محاسب المستشفى الذى كانت تعمل به. وتضيف بسنت «أن ليلة الوفاة كانت شقيقتى مصرة على حضور لحظة ولادة أول أبناء اختى الصغرى وكانت أختى محتفظة بمبلغ مالى فى ظرف اشترت منه علبة لبن لشقيقتى لانها كانت لاتزال تحت تأثير البنج وغادرت مع ابى مع إصرار زوجها على المغادرة». وخلال تحقيقات النيابة أدلى الأب بآخر حديث دار بينه وبين الزوج القاتل فقال الأب أن الحديث لم يطل كثيرا وكان من طرف واحد حيث كان الزوج يستمع فقط ولا يرد ودار حديث الأب محاولا أصلاح الاحوال بين الزوجين وعن ضرورة صلة الرحم وأن ابنته تفعل ما يرضى ربها تجاه شقيقتها وانصرف الاب بعد ذلك... ومن خلال معاينة النيابة لمكان الواقعة تبين أنه كانت هناك أربعة أكواب من القهوة رغم تأكيد الزوج القاتل عدم دخول أى شخص للشقة بعد خروج الأب ورغم عدم شرب الزوج للقهوة ايضا. وجاء تقرير الطبيب الشرعى أن الزوجة الضحية ماتت بعد ساعتين من مغادرة الاب للشقة وليس كما ادعى الزوج أنها توفت وحدها هى ورضيعتها صباح اليوم التالى محاولا الهروب من جريمته. وكان اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام قد امر بتشكيل فريق بحث قاده اللواء محمود ابو عمرة مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الأمن العام لكشف غموض الحادث وتم ضبط الزوج.. واعترف الزوج بأن خلافا نشب بينهما الزوجين قام بعد تفتيشه لحقيبة خروج الزوجة دهب واكتشافه نقص المبلغ المالى الذى كان بحقيبتها 150 جنيها فاجهز عليها وقام بخنقها وبعدها أجهز على رضيعته التى لم يتحمل صراخها وبكاءها وخشيته ان تسمع الصراخ الشقيقة بسنت التى تسكن الدور الاعلى من الضحية لينهى الزوج البخيل حياته زوجته وطفلته ذات ال29 يوما بدم بارد ويصحو محاولا ايهام الجميع بأنهما فارقا الحياة قضاء وقدرا.