مأساة يعيشها كل بيت مصرى الآن حيث لايخلو واحد منها من شكوى الأب والأم من الجفاء والفجوة بينهما وبين أولادهما. وإذا سألنا عن السبب سيجيب الجميع: «الموبايل مش بيسيبوه من إيديهم ومش بيعملوا أى حاجة غير إنهم ماسكينه وتايهين معاه». انعزال الأبناء وحرصهم على الوجود فى غرفهم ساعات طويلة أصبح القاسم المشترك بين فئة المراهقين فى هذا العصر، حيث أصبحوا موجودين بأجسادهم داخل المنزل بينما هم فى عالم افتراضى خلقته مواقع السوشيال ميديا المختلفة التى أصبحت رفيقتهم الأولى وربما الأهم. هل المشكلة فقط تكمن فى البعد الذى يزداد يوما بعد يوم بين أفراد الأسرة الواحدة أم أن إدمان الأبناء مواقع التواصل يؤذيهم هم فى المقام الأول؟ كثير من الأبحاث أكدت أن التأثير يكون أقوى مما نتخيل، بدءا من التوتر والإجهاد وانتهاء بالإحباط والاكتئاب اللذين أصبحا من أخطر تأثيرات مواقع التواصل على الصحة النفسية للمراهقين، نظرا لما قد يراه المراهقون من مشاهد رعب وأحداث مؤسفة على هذه المواقع قد تعود بالكثير من النتائج السلبية على صحتهم. والدراسات الحديثة أكدت أن سعى المراهق إلى مقارنة حياته مع حياة الأشخاص الآخرين الذين يظهرون لحظاتهم السعيدة عبر هذه المواقع يسبب لهم الاكتئاب والإحباط وحتى الغضب والغيرة.. وعلى كل أم وأب أن يسعيا دائما للحد من هذه المخاطر من خلال احتضان أبنائهم ومحاولة مشاركتهم اهتماماتهم المختلفة، وحثهم على القيام بأى نشاط بدنى أو اجتماعى يصلح ما قد تفسده تلك الوسيلة، إذ ربما نعيد أولادنا إلى المسار الطبيعى فى الحياة.