فى محاولة لإخماد مظاهرات «السترات الصفراء»، أقرت الحكومة الفرنسية أمس زيادة فى رواتب ضباط الشرطة بعد إضراب دعت إليه عناصر الشرطة فى أعقاب احتجاجات السترات الصفراء المناهضة للحكومة. وأعلنت نقابات الشرطة الاتفاق الذى تم التوصل إليه أمس بعد يومين من المحادثات مع المسئولين ، وإضراب لمدة يوم واحد أطلق عليه اسم «احتجاج السترات الزرقاء» وشهد إغلاق مراكز الشرطة فعليا، واقتصار عمل الضباط على الطوارئ وتأخير العمل بمطار «شارل ديجول»، أكبر مطارات فرنسا، بعد أن أبطأت الشرطة ضوابط مراقبة الجوازات فى إطار الاحتجاج. واشتكت عناصر الشرطة من كثرة عدد ساعات العمل المرهقة من الدوريات والاستهلاك المزمن للمعدات مما ألحق خسائر فادحة بقوات الشرطة. وزير الداخلية الفرنسى وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير فى بيان «هذه الاتفاقية تمهد الطريق لتحسين ظروف العمل ودفع أجور الضباط». وقال مسئولو النقابات إنه ابتداء من العام المقبل سيزيد متوسط الأجور الشهرية تدريجيا بمقدار 120 يورو (137 دولارا) فى الشهر و150 يورو شهريا للرتب العليا. كما ستبدأ الحكومة المفاوضات بشأن التأخير الضخم فى الرواتب الإضافية، حيث تقول النقابات إنها مدينة بمبلغ 275 مليون يورو. ومع زيادة الأجور ، قالت الحكومة إن المكافأة المزمعة التى تبلغ 300 يورو للضباط سيتم تخصيصها فقط للموظفين الإداريين والفنيين. ويتزامن حراك الشرطة مع استعداد الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) خلال ساعات لتبنى ميزانية العام المقبل للقوات الأمنية، لاسيما تلك الخاصة بقطاع الشرطة. وقد أثارت الشرطة مطالبها بعد أن أعلنت الحكومة حزمة من 10 مليارات يورو من الإعانات المالية للأسر ذات الدخل المنخفض لقمع احتجاجات «السترات الصفراء» التى هزت فرنسا. وتشمل التدابير زيادة الحد الأدنى للأجور، والإعفاء الضريبى للمتقاعدين، وأجور العمل الإضافى المعفاة من الضرائب للعمال. وتعهدت الحكومة الفرنسية الثلاثاء الماضى بدفع 300 يورو مكافأة لكل شرطى شارك فى تفريق مظاهرات «السترات الصفراء»، إلا أن هذا التعهد لم يجعل الشرطة تعدل عن حراكها الاحتجاجي. وجاءت هذه الاحتجاجات بمثابة ضربة أخرى للرئيس إيمانويل ماكرون بعد خمسة أسابيع متتالية من احتجاجات «السترات الصفراء». وأصيب العشرات من ضباط الشرطة منذ إطلاق الاحتجاجات ومعظمها فى اشتباكات عنيفة مع المتظاهرين المناهضين للحكومة. يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه السلطات الفرنسية عن مصرع الشخص التاسع خلال حركة السترات الصفراء ، فى الوقت الذى يستمر فيه عدد غير محدد من المتظاهرين فى إعاقة المرور فى جميع أنحاء البلاد. ومن ناحية أخري، اتهم الرئيس البرازيلى المنتخب جاير بولسونارو المهاجرين بأنهم جعلوا مناطق من فرنسا «غير صالحة للعيش»، مستخدما خطابا مماثلا لخطاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبل أن يصل للبيت الأبيض. وأدلى بولسونارو، الذى سيتولى منصبه فى الأول من يناير المقبل، بهذه التصريحات المثيرة للجدل عبر فيديو على صفحته على فيسبوك. وقال «الجميع يعرف ما الذى يحدث فى فرنسا. وأضاف أنه رغم ترحيب الفرنسيين بهم، لا يزال المهاجرون غير مندمجين فى المجتمع والثقافة الفرنسية.