احتجاجات «السترات الصفراء»: الأعداد تتراجع والشرطة ترد بالاعتقالات وقنابل الغاز

اعتقلت الشرطة الفرنسية، السبت، أكثر من 200 متظاهر، واستخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الاحتجاجات التى شهدتها فرنسا للسبت الخامس على التوالى، رغم تقارير تؤكد تراجع أعداد المشاركين عن الأسابيع الماضية، وحافظت الشرطة الفرنسية على مستوى انتشارها واستراتيجيتها فى العاصمة، إلا أن أعداد عناصر الأمن المنتشرين فى جموع فرنسا انخفضت من 89 ألفا، الأسبوع الماضى، إلى 69 ألفا، أمس.
وقال وزير الداخلية الفرنسى، كريستوف كاستانير، إن الوقت حان كى يخفف المتظاهرون من احتجاجاتهم ويقبلوا بما حققوه من أهداف، مشدداً على أن «الشرطة تستحق أن تأخذ راحة أيضاً»- بحسب تعبيره. وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن أعداد المتظاهرين كانت أقل من الأسبوع الماضى، وأرجعت ذلك إلى رضا البعض بالإجراءات التى اتخذها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون رداً على الاحتجاجات، وتتضمن زيادة الحد الأدنى للأجور بنحو 100 يورو، وإلغاء الضرائب على أوقات العمل الإضافى، ومعاشات المتقاعدين. وأشارت تقارير إعلامية إلى تحويل مسارات الطائرات من مطار تولوز فى فرنسا بسبب احتلال مهابط الطائرات على يد أصحاب السترات الصفراء، كما منعت الشرطة الدخول إلى المنطقة الواقعة فى محيط قصر الإليزيه (مقر الحكم)، وأغلقت أغلب المقاهى والمحال أبوابها بشارع الشانزليزيه، خوفاً من نهبها أو تكبدها خسائر خلال الاحتجاجات. وفى شمال فرنسا لقيت امرأة مصرعها جراء حادث مرور تسببت فيه احتجاجات «السترات الصف
راء»، بشكل غير مباشر، وأفادت إذاعة «فرانس إنفو» بأن رجلا وامرأة كانا متجهين بسيارتهما، مساء أمس الأول، إلى كومونة سواسون، فى إقليم إينا شمال البلاد، وشاهد سائق السيارة الحواجز التى أقامها محتجو «السترات الصفراء» واستدار فوجد نفسه فى الجهة المعاكسة من الطريق، حيث اصطدمت به سيارة أخرى، الأمر الذى أسفر عن مصرع راكبة السيارة.