قرر الرئيس الأمريكي رونالد ترامب التصديق على قانون لتكريم زعيم مصر أنور السادات بمناسبة مرور مائة عام على ميلاده .. وكان الكونجرس الأمريكي قد مرر مشروع القانون فى الصيف الماضى الذى يمنح السادات ميدالية الكونجرس الذهبية بعد وفاته اعترافا بإنجازاته من أجل السلام فى الشرق الأوسط .. وإذا كان العالم يحتفل بذكرى ميلاد السادات المائة وهو حاصل على جائزة نوبل فى السلام مناصفة مع مناحم بيجين رئيس وزراء إسرائيل عام 1978 فإن مصر ينبغى أن تحتفل بهذه الذكرى على المستوى الرسمى والشعبى.. لقد اختلفنا كثيرا حول أنور السادات منذ صعد إلى الحكم بعد رحيل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. وكان الخلاف حول خطوات كثيرة بدأ بها السادات حكمه ابتداء بثورة التصحيح التى قام بها وأبعد كل رموز حكم عبد الناصر ثم كانت سياسة الانفتاح الاقتصادي وكانت ثورة اقتصادية ضد العهد الناصرى ثم كانت فترة إعداد مصر للحرب التى سبقت حرب أكتوبر وهى أهم وأعظم انجازات الرئيس السادات وجيش مصر العظيم.. كان قرار حرب أكتوبر هو الصفحة المضيئة فى تاريخ العسكرية المصرية قرارا وزعيما وجيشا وتاريخا.. إن حرب أكتوبر التى سطرها جيش مصر بدماء رجاله على تراب سيناء كانت وساما على صدر أنور السادات الذى أعاد للوطن كرامته وأعاد للعسكرية المصرية أعظم أمجادها فى العصر الحديث.. لا يعقل أن تمر ذكرى ميلاد أنور السادات المائة دون أن تحتفل به مؤسسات الدولة المصرية شعبا وحكومة.. هناك صفحات من حق الرجل أن نسجلها له وهناك مناطق اختلاف لابد أن ننصفه فيها فقد خاض معركة الحرب واستطاع بحكمة الساسة أن يسترد سيناء شبرا شبرا وفى الوقت الذى غرقت فيه المنطقة كلها فى بحار من الدماء بقيت سيناء الوطن العزيز الغالى جزءا مقدسا من مصر.. إن قضية السلام تحتاج الآن إلى مراجعات وقد اختلفنا حولها كثيرا وكان السادات أكثر حكمة وسبق كل الأحداث فهل جاء الوقت لكى ننصف تاريخ الرجل لأننا ظلمناه حيا.. إن السادات الدور والقرار والإنجازات يحتاج وقفة نراجع فيها تاريخه وأيضا نراجع أنفسنا. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة