اعتبر هذه الفترة هى البداية الحقيقية للموسم الجديد لدار الأوبرا المصرية وذلك من خلال عرض «عايدة» للموسيقار العالمى فيردى وكانت لخمسة أيام وليس ليوم أو يومين فقط. لأنها واحدة من أكبر وأشهر الأوبرات على مستوى العالم وتسعى معظم دور الأوبرا لتقديمها خلال مواسمها المختلفة. وتعد عايدة من تلك الأعمال الكبيرة التى تضم كل فنون الأوبرا فهى تعتمد فى البداية على الغناء الدرامى بمختلف درجاته ثم الكورال أى الغناء الجماعى ثم أيضا تضم الباليه فى تشكيلات تناسب طبيعة هذا العرض وبالطبع بالاضافة إلى الموسيقى التى وضعها فيردى لتلك القصة المصرية. أيضا تعد من أكثر العروض الأوبرالية فى عدد الفنانين المشاركين فيها بما يملأ المسرح عن آخره. وربما لأنها تحتاج إلى أعداد كبيرة من الفنانين كانت ذلك الدافع لتقديمها فى الهواء الطلق لأكثر من مرة. بالطبع بداية عرضها داخل الأوبرا كان بدار الأوبرا القديمة التى أعدت خصيصا لتعرض بها احتفالا بافتتاح قناة السويس. أما أماكن عرضها خارج دور الأوبرا فكانت أول مرة عندما قدمت فى معبد الأقصر وكانت فكرة منتج من النمسا حيث قدمت لأكثر من 5 أيام وكان معظم المتفرجين قد وصلوا بطائراتهم الخاصة وأذكر منهم الملكة صوفيا ملكة اسبانيا وأيضا شقيقات رينيه رئيس مونت كارلو وعددا من أشهر مصممى الأزياء لكبرى الشركات الفرنسية. كان تقديمها فى معبد الأقصر بديعا خاصة أن المكان يساعد على تلقى مثل هذا العمل فى البيئة الخاصة بمصر خاصة مصر القديمة وأذكر أن البطل كان مغنى الأوبرا الكبير والشهير بلاسيدو دومنجو كانت المرة الثانية التى أقيمت فيها عايدة فى الأقصر أيضا فى البر الغربى وكان مشهد عبور المتفرجين للنيل للوصول إلى البر الغربى رائعا يكمل الاستمتاع بهذه الأوبرا العالمية. بعد ذلك قدمت أيضا فى القاهرة خلف الأهرامات وأبو الهول.. فى مسرح أعد خصيصا لهذا العمل. وكان حسن كامى مغنى الأوبرا الشهير هو من أقدم على عرض هذه الأوبرا فى ساحة الصوت والضوء بالهرم وبالطبع كان مخرجها وقتها هو النجم الكبير الراحل ومدير الأوبرا وقتها راقص الباليه عبد المنعم كامل الذى نجح بنسبة كبيرة فى اظهار الأوبرا فى الصورة الجيدة. وهنا أذكر بطلتها أو المدير الفنى لفرقة أوبرا القاهرة السوبرانو إيمان مصطفى التى قامت بدور عايدة بالتناوب مع يتشى ناكاما وأيضا أقدم التهنئة لمدير دار الأوبرا الذى يتحمل مسئولية ليست سهلة وأيضا للمغنى العالمى صاحب صوت الباص وهو الصوت شديد العمق رضا الوكيل ولكل من شارك فى هذا العمل الكبير.