"أوبرا عايدة" بين الأقصر والهرم والغردقة

مكانها الأساسي كان دار الأوبرا القديمة منذ أكثر من نصف قرن عندما عرضت أوبرا عايدة في هذه الدار التي أقامها الخديو إسماعيل, وكانت أوبرا عايدة هي العمل الفني الذي طلب الخديو من الموسيقار الإيطالي العالمي فيردي أن يعدها لافتتاح هذه الأوبرا.
لم تلحق الافتتاح فكان أن عرضت بدلا منها أوبرا ريجوليتو لنفس الموسيقار وهو فيردي, ولتعرض عايدة بعدها مباشرة بحضور عدد من مشاهير العالم وقتها.
بعد ذلك انتقلت أوبرا عايدة إلي دار الأوبرا الجديدة التي أقيمت في منطقة الجزيرة بالقرب من ميدان التحرير.
هذا الأسبوع شاهدتها في هذه الدار مع عدد ملأ كل مقاعد دار الأوبرا وكان من بين المتفرجين عدد كبير من السفارات الأجنبية بالقاهرة.
لا أعرف بالضبط كم مرة شاهدت هذا العمل الكبير ولكن بالطبع يصعب أن تقدم دون أن أشاهدها حيث موطنها مصر, أي مكتوبة لمصر وأول عرض لها في مصر, ثم لا توجد دار أوبرا في العالم لا يحفل نشاطها السنوي بهذا العمل الكبير الذي يضم الغناء الفردي والجماعي الكورال والباليه بالإضافة إلي الموسيقي الرائعة التي كان من بينها السلام الملكي في الزمن الماضي.
أيضا شاهدتها ولأول مرة في الهواء الطلق في معبد الأقصر بالأقصر وكان البطل في دور القائد المصري راداميس هو مغني الأوبرا الشهير بلاسيدو دومنجو, وكان من بين الحضور كريستيان ديور مصمم الأزياء الشهير, وابنتا الفنانة الأمريكية الراحلة جريس كيلي أميرات مونت كارلو كارولين وستيفانو.
بعد ذلك انتقلت بعد سنوات إلي الأقصر أيضا ولكن في البر الغربي أمام أو بعبارة أخري كان ديكورها الطبيعي هو معبدا البر الغربي.
وكان من أشهر من حضرها النجم العالمي شون كونري ممثل سلسلة أفلام جيمس بوند, وهذه المرة كانت تقدم من خلال الأوبرا المصرية وقت أن كان يرأسها الراحل د. ناصر الأنصاري.
كان لقاء عايدة بعد ذلك في الهرم, ولأكثر من مرة في الهواء الطلق, الأولي كانت في مسرح الصوت والضوء, وكان من أشهر متفرجيها عمدة باريس وقتها شيراك, والملكة السابقة فريدة, ثم انتقلت إلي داخل منطقة الأهرامات لتكون خلفيتها العظيمة هي الأهرامات الثلاثة وأبي الهول وكان مخرجها وقتها الفنان الكبير الراحل عبدالمنعم كامل.
أوائل العام القادم ستنتقل عايدة إلي الهواء الطلق إلي الغردقة علي ساحل البحر الأحمر, وذلك بالاتفاق بين وزارة الثقافة والسياحة والاستعلامات من أجل تنشيط السياحة لهذه المناطق,.
إنه العمل صاحب القيمة الفنية الكبيرة ذلك الذي لا يموت, وأيضا يستخدم لواحد من الأغراض الوطنية الملحة ألا وهي جذب السياحة العالمية لشواطئنا.. شواطيء مصر.