ورقة جديدة تسقط من شجرة الصحافة المصرية رموز المجتمع تحتشد لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان إبراهيم سعدة
فى مشهد مهيب، اجتمع فيه ألم الفراق مع ذكريات زمن الصحافة الجميل، ودّعت جموع الصحفيين ومعها رموز المجتمع، الكاتب الكبير إبراهيم سعدة، صاحب »آخر عمود«، الذى يعد من أشهر الأعمدة بالصحافة المصرية والعربية، وبرحيله سقطت ورقة جديدة من شجرة مدرسة أخبار اليوم والصحافة المصرية التى أعطاها الفقيد مكانتها وسماتها الخاصة داخل المدارس الصحفية العربية. بدأت الرحلة الأخيرة للفقيد من داخل مؤسسته الصحفية، حيث سجى الجثمان من أجل إلقاء نظرة الوادع الأخيرة، التى استمرت منذ صباح يوم أمس حتى قبل الظهيرة، ثم نقل إلى مسجد عمر مكرم لصلاة الجنازة عليه، حيث شارك فيها جمع غفير ضم جميع أجيال الصحافة، الذين حظى الفقيد لديهم بالكثير من الاحترام والتقدير. كرم جبر وعبدالمحسن سلامة وياسر رزق وحسن حمدى وسمير رجب تقدموا المشيعين [تصوير محمد عادل] تقدم الجنازة رئيس الهيئة الوطنية للصحافة كرم جبر، ونقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة، ورؤساء مجالس الإدارة والتحرير بجريدة الأخبار الحاليين والسابقين تقدمهم ياسر رزق، ، وأيضا علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام، بالإضافة إلى رؤساء تحرير العديد من الصحف القومية والمستقلة، ونقباء سابقين، منهم يحيى قلاش وجلال عارف، وكذلك حضر الجنازة الكاتب الكبير صلاح منتصر، كما شارك أيضًا العديد من رموز المجتمع تقدمهم الدكتور أحمد زكى بدر وزير التعليم والتنمية المحلية الأسبق، ورجل الأعمال محمد أبو العينين، ورجائى عطية والدكتور شوقى السيد، وبعض أعضاء مجلس النواب. وفى لفتة مؤثرة وقف شيوخ المهنة والنقابة بجوار رموز الجريدة لأخذ التعازى أمام المسجد، وبعدها انطلق الموكب إلى مقابر 6 أكتوبر ليوارى جسد الفقيد التراب، ويسدل الستار على حياة حافلة من العطاء للصحافة المصرية، وأن تخللتها غصة ألم فى أواخرها. وكانت كلمات الوداع التى رثى بها الجميع » سعدة« شبه متطابقة بسبب الحيز الإنسانى الكبير الذى حظى به بين الجماعة الصحفية، فمن جانبه أكد كرم جبر أن الكاتب الصحفى الراحل إبراهيم سعدة كان تاريخاً عظيماً، وشخصية بارزة ومهمة ومؤثرة داخل الصحافة والمجتمع فى آن واحد. فيما اعتبره عبد المحسن سلامة مدرسة من مدارس الصحافة المصرية، وتتلمذت على يديه أجيال كاملة من شباب الصحفيين، ولم يبخل يومًا عن البذل والعطاء للآخرين، ودعا صغار الصحفيين إلى الاقتداء بسيرته ومهنيته من أجل الحفاظ على التقاليد والتراث الذى تركه شيوخ وأعمدة المهنة. كما أشار سلامة أيضًا إلى أن نقابة الصحفيين ستقوم بتكريم الراحليْن إبراهيم سعدة وإبراهيم نافع، نقيب الصحفيين الأسبق، خلال حفل جائزة التفوق الصحفي. وقال علاء ثابت، رئيس تحرير جريدة الأهرام، إننا نودع اليوم جسد الراحل، إلا أنه باق معنا بما خلّد من تراث وتقاليد مهنية يصعب أن تندثر، ودعا الجميع إلى الالتفاف معا للحفاظ على المهنة والعاملين فيها. أما رئيس تحرير أخبار اليوم الأسبق ممتاز القط فقد وصف سعدة بأنه كان أحد فرسان الصحافة المصرية، وأكد أن » الراحل كان أستاذى الذى تعلمت منه الكثير، وسأظل مدينا له بالفضل على ما قدمه لى طوال حياتي، فهو مدرسة صحفية ستظل باقية على مر التاريخ، وستتعلم منه أجيال بعد أجيال«. أما رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الجمهورية الأسبق سمير رجب فأكد أن الصحافة المصرية فقدت فارس القلم وصاحب أعظم الكتابات الصحفية على مر التاريخ، وكان المجلس الاعلى للصحافة والهيئة الوطنية للصحافة ونقابة الصحفيين والهيئات الاعلامية قد نعت الكاتب الراحل فى بيانات لها أمس.