«مسيرة حب» فى تشييع جنازة إبراهيم سعدة من «أخبار اليوم» وسط حشد من رموز الصحافة

شيّعت أمس، جنازة الكاتب الصحفى الكبير إبراهيم سعدة، الذى وافته المنية مساء أمس الأول عن عمر يناهز 81 عامًا بعد صراع مع المرض، حيث خرجت الجنازة بمسيرة من أمام مؤسسة أخبار اليوم وتوجّهت إلى مسجد عمر مكرم لأداء الصلاة، وسط حضور من أهله وعدد كبير من رموز الصحافة.
وشارك فى تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة فى مدينة 6 أكتوبر، عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين، وكرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، وعلاء ثابت، رئيس تحرير الأهرام، ومحمد عبدالقدوس، وخالد ميرى، رئيس تحرير الأخبار، وسمير رجب، وجلال دويدار، ويحيى قلاش، نقيب الصحفيين السابق، وعدد كبير من الصحفيين.
ونعى الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الراحل، وقال ل«المصرى اليوم»، إن إبراهيم سعدة، صحفى كبير وصائد ماهر للمعانى والكلمات عندما تشتد الأزمات، فهو قلم حاد فى مواجهة المواقف والأزمات وقاد مؤسسة أخبار اليوم فى فترة وجوده إلى نجاحات كبيرة. وأضاف «مكرم»: «كلنا حزن لما حدث له وبُعده عن الوطن، لكنه عاد إلى أرضه ورأيته عقب عودته وجلست معه لمدة ساعة وأكدت له ضرورة أن يدافع الإنسان عن حياته حتى اللحظة الأخيرة لأنها مهمة.. الكاتب الراحل كان يعى جيدًا حجم مرضه»، لافتًا إلى أن المجلس الأعلى للإعلام سيكرم اسمه بإطلاقه على إحدى دوراته التدريبية المقبلة، مبديًا ترحيبه فى الوقت ذاته بإمكانية التعاون مع أسرته بشأن تخصيص جائزة صحفية باسمه.
ونعى عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين، الكاتب الكبير، مؤكدًا أن الصحافة المصرية فقدت فارسًا من فرسانها العظماء، مستدركًا ل«المصرى اليوم»، أنه عرض خلال اجتماعه مع لجنة تحكيم مسابقة التفوق الصحفى تكريم الراحل خلال حفل توزيع جوائز المسابقة؛ إلّا أن القدر لم يمهله ذلك. وأوضح نقيب الصحفيين أنه سيتم تكريم اسم الكاتب الراحل ومعه الكاتب الراحل الكبير إبراهيم نافع خلال حفل توزيع جوائز المسابقة المقبل، معتبرًا أنهما قامتان صحفيتان كبيرتان لن يتم تعويضهما.
وحرصت الفنانة يسرا، على حضور جنازة الكاتب الصحفى الكبير إبراهيم سعدة، وقالت إن مصر فقدت رمزا كبيرا فى عالم الصحافة المصرية والعربية ووجّهت تعازيها لأسرته.
ووصف خالد ميرى، رئيس تحرير الأخبار، «سعدة» أنه كان صاحب مدرسة صحفية ناجحة والدليل تلاميذه المجتهدون الموجودون الآن فى كل الإعلام، سواء داخل أو خارج مصر، مضيفًا ل«المصرى اليوم»، أن الصحافة المصرية فقدت رمزًا وقيمة أخلاقية وصحفية كبيرة، لأنه أعطى المهنة كثيرًا من جهده ووقته حتى استطاع أن يؤسس لمدرسة صحفية منذ عقود مضت ولا تزال مستمرة تقوم على المهنية والوطنية والنزاهة.
وأوضح علاء ثابت، رئيس تحرير جريدة الأهرام، أن سُنة الحياة أن تفقد مهنة الصحافة رموزها، ولكن حينما يولد صغار الصحفيين ويصبحون شيوخًا، تظل المهنة قوية ومحافظة على قوتها، وأضاف: «الصحافة المصرية فقدت أحد أبرز كُتابها وشيوخها، الذى كان له شخصية خاصة ومميزات كثيرة وحضور لدى كل أبناء المهنة».
وأثنى يحيى قلاش، نقيب الصحفيين السابق، على توزيع مؤسسة أخبار اليوم فى عهد الراحل، لافتًا إلى أنه كان يتجاوز المليون نسخة فى الطبعة الواحدة، ما يُعد نجاحًا مشهودًا له، فكان صحفيًا سابقًا لعصره، وأول من استخدم التكنولوجيا «صحفى مصرى ذو مواصفات أوروبية حتى أصبحت صناعة الصحافة جزءًا من مهاراته».
ونعت الهيئة الوطنية للصحافة ببالغ الحزن والأسى، رحيل فارس الصحافة المصرية الذى أفنى أكثر من 50 عامًا فى خدمة بلاط صاحبة الجلالة، وأكدت فى بيان، أن الكاتب الراحل أثرى خلال هذه المدة الصحافة بعطائه وجهده المخلص وبفكره المستنير، تاركًا وراءه تاريخًا طويلًا وحافلًا من الأعمال الصحفية.