* لجنة الانضباط تجاهلت شكوى «أول أغسطس».. والمدرب رحل قائلا « ألف خسارة على الكرة الإفريقية» * الجزائر ترفض عقوبة «عبيد».. وزامبيا تلتزم الصمت تجاه سيكازوى * شج رأس هشام محمد فى تونس «عادى».. وماذا لو كان الضحية لاعبا تونسيا؟
سلسلة العقوبات التى فرضها الاتحاد الافريقى لكرة القدم (الكاف) على طاقمى تحكيم مباراتى دور الاربعة والنهائى فى دورى الابطال وبالتحديد على الزامبى سيكازوى والجزائرى مهدى عبيد، بالايقاف لوجود مؤشرات على الفساد والتلاعب لم تكن سوى محاولة لتجميل الصورة القبيحة من الاتحاد، ليس فقط لتعدد حالات التورط من قضاة الملاعب فى القارة السمراء والتى أسفرت من قبل عن إيقاف اكثر من حكم مشهور منهم، ولكنها ايضا جاءت لتطرح العديد من التساؤلات حول تأخر التوقيت فى الاعلان عنها، لاسيما أن الكاف نفسه هو من أصدر كتيب العقوبات ضد الاهلى ولاعبيه ومدربه خلال أيام قلائل وقبل ساعات من نهائى البطولة. وعلى الرغم من ان هذه العقوبات ليست نهائية فلا يزال فيها أخذ ورد، وهو ما عبر عنه الاتحاد الجزائرى فى بيان صريح وواضح بأنه تقدم بطعن على العقوبة الموقعة على عبيد، خاصة ان سمعته غاية فى النزاهة ولا يمكن بأى حال من الاحوال ان يقع فى فخ الرشوة وانه مصمم على الدفاع عن نفسه حتى النهاية، الا ان هذا الخلط بين الحكم الجزائرى ونظيره الزامبى يبدو شيئا غير منطقى، وكأن الكاف يسير فى هذه المرحلة بمبدأ «كاد المريب ان يقول خذونى»، لانه اذا كان قد أخطأ فى بعض قراراته ومنها عدم معاقبة المهاجم المغربى وليد ازارو، فإن الاتحاد الإفريقى قام باللازم وفرض سلسلة من العقوبات على الاهلى بين ليلة وضحاها وحرمه من أفضل عناصره دون سابق انذار أو انتظار لما بعد نهاية اللقاء الثانى، فى حين انه لم يحرك ساكنا ضد نظيره الزامبى الذى مهد الطريق لبطل تونس ليحجز مقعدا غير مستحق فى النهائى، بل لم يفعل شيئا ضد ما حدث من هجوم على اتوبيس بطل مصر وشج رأس لاعبه هشام محمد.. وكان السؤال «ماذا لو كان هذا اللاعب من الترجى». والغريب ان توسلات وشكاوى كارلوس هندريك، رئيس نادى أول أغسطس سواء للكاف أو الاتحاد الدولى (الفيفا) للمطالبة بإعادة المباراة على أرض محايدة، مع معاقبة طاقم التحكيم بقيادة الزامبى سيكازوى ذهبت أدراج الرياح، عكس ما حدث مع الاهلى وشكوى ادارة الترجى التى رفعت الستار عن مدى قوة النفوذ التونسى داخل الكاف، بل إن المدرب الصربى السابق للفريق الانجولى زوران مانويلوفيتش فتح النار من جهته على الحكم الزامبى سيكازوى مشدداً على أن ما حدث فى تونس عار على كرة القدم. وعبر زوران الذى رحل بعدها الى بلادها عن خيبة امله بقوله: «أرتبط بكرة القدم 45 عاما لاعباً ومدربا، اليوم أشعر بالعار لأننى أعمل فى هذا المجال.. وقال: سأرحل لو لم تدافع إدارتنا عما حدث، لو لعب ريال مدريد برونالدو وبرشلونة بميسى فى ظل هذا التحكيم سيخسران من الترجى. واذا كانت اعادة المباراة النهائية شيئا من المحال كما كشفت ادارة الكاف، فإنه على الاقل لابد من ان تكون العدالة ناجزة داخل المقر الموقر مثلما فعل الاتحاد الأوروبى فى اوائل التسعينات من القرن الماضى، عندما ثبت تورط فريق مارسيليا الفرنسى فى فضيحة رشوة وفساد فقرر على الفور حرمانه من المشاركة فى نسخة 93-94 من دورى الأبطال، وأيضا من كأس السوبر التى شارك فيها ميلان ليخسر ضد بارما، وأيضا من خوض كأس الإنتركونتيننتال ضد ساو باولو البرازيلى، الذى حقق اللقب بالفوز على ميلان. ويبدو ان الملف الاسود للتحكيم الإفريقى فى ظل تأخر العدالة الناجزة لن ينصلح حاله فى القريب العاجل، فخلال الشهور القليلة الماضية كانت هناك سلسلة من الايقافات والعقوبات لأسماء كان مشهودا لها بالكفاءة حسب الاهواء، وفى المقدمة الغانى جوزيف لامبتى الذى انكشف عنه الستار أخيرا وذلك بعد اعترافه بالحصول على «رشوة» من أجل التلاعب فى نتيجة مباراة جنوب إفريقيا ضد السنغال فى تصفيات مونديال 2018، واحتسابه ركلة جزاء خيالية تسببت فى هزيمة المنتخب السنغالى، وبناءً عليه تقرر إيقافه مدى الحياة وإعادة المباراة بين المنتخبين. فى حين ان الحكم نفسه تورط من قبل فى فضيحة مماثلة تقريبا خلال مباراة الاهلى والترجى فى إياب نهائى دورى الابطال عام 2010 عندما احتسب هدفا للترجى فى شباك الاحمر رغم ان «مايكل إينرامو» سجله ب «يده» وهو الهدف الذى أطاح بالمارد الأحمر خارج البطولة، ولكن الكاف يومها لم يحرك ساكنا بل لم يقدم على مجرد إيقاف لامبتى مباراة واحدة. ولم يتوقف الامر عند هذا الحد فقد جاء الحكم الجامبى بكارى جاساما ليواجه اتهامات صريحة بالحصول على رشوة خلال إدارته لقاء إياب نهائى دورى أبطال إفريقيا 2017 بين الوداد المغربى والأهلى، وذلك بعدما تم رصد صورة خاصة له من مقر إقامة طاقم الحكام، وهم مجتمعون مع الحكم المغربى السابق خالد رويسى والذى يعمل سمسارًا خاصا.. واجتمع الرويسى بالحكم الجامبى لمدة تجاوزت ال 20 دقيقة فى مقر إقامة طاقم التحكيم بالدار البيضاء قبل اللقاء، وهو ما وضع علامات استفهام وشبهة تلاعب فى نتيجة المباراة ولكن لم يتحرك الكاف لا من قريب أو بعيد.