الشواهد تؤكد أن عدد المسلسلات الدرامية التى ستعرض خلال الموسم الدرامى الرمضانى المقبل أقل بكثير من السنوات الماضية، حيث لن يزيد عدد الأعمال علي 12 عملا دراميا، وأتعجب من انتقاد البعض هذا العدد لأننا لابد أن نهتم بالكيف وليس الكم، فكم نادينا بتقليص عدد المسلسلات الذى كان يتعدى 40 مسلسلا تستعرض موضوعات العنف والبلطجة والعشوائيات وتنقل السلوكيات الخاطئة وتسهم فى فقدان القيم والمبادئ لدى الكبار والصغار، ولا ترى فى مصر إلا السلبيات التى تروج لها.. وغير ذلك من مساوئ أحاطت بِنَا على مدى سنوات بفضل تقديم عدد كبير من الأعمال الدرامية نرفض غالبيتها ولا نرى فيها دراما مجتمعية هادفة إلا بأعمال قليلة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة. أعتقد أن الفرصة مواتية من الآن لاختيار موضوعات جيدة تعيد زمن الدراما المصرية الجميل وتؤكد أن صناعة الدراما لا تقل أهمية عن ما تهتم به الدولة من كل المجالات الأخرى، فقوة مصر الناعمة لابد ألا نستهين بها، وهو ما يدعو لتدخل جهات الدولة وعودتها لإنتاج أعمال درامية تؤكد معنى ووجود قوة مصر الناعمة وأن يبدأ العمل فى المسلسلات بشكل طبيعى ومتسلسل كما كان يحدث فى الزمن الجميل بالبدء بالموضوع والكاتب أولا ثم اختيار المخرج الذى يقود العمل والأبطال وليس ما يحدث حاليا مما يسمى بالهرم المقلوب الذى يبدأ بالنجم والمنتج ليتم تفصيل دور وقصة له، وهو ما أدى إلى تدهور حال الدراما. أرى أن تقليص عدد الأعمال الدرامية المنتجة سيعطى فرصة للاهتمام بالكيف وهو ما نحتاجه حاليا. علمت أن التليفزيون يستعد بخريطة برامجية جديدة تتسم بالتنوع والاعتماد على أبناء ماسبيرو، وهو أمر يدعو للتفاؤل، وأتوقع طفرة تعيد شاشات ماسبيرو لاجتذاب المواطن المصرى فى كل مكان. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات إشراف فاطمة شعراوى