أصبحت الدراما الهادفة عملة نادرة علي الشاشات منذ فترة، وأري أنه لابد من التنبيه والتذكير بذلك قبل رمضان بعدة أشهر، خاصة بعد أن غاب المسلسل الديني والتاريخي المصري عن القنوات، وهو أمر يدعو للحزن والتفكير في ضرورة إعادة قطاعات إنتاج الدّولة وعلي رأسها قطاع الإنتاج التابع للهيئة الوطنية للإعلام. فخروج الدولة بقطاعاتها من دائرة الإنتاج الدرامي، ترك الساحة فارغة للجميع، ولم يعد هناك وجود للقيم، التي كنا نراها في مسلسلات عديدة، أنتجتها الدولة المصرية تمثلت في مسلسلات وطنية واجتماعية ودينية وتاريخية جذبت المشاهدين من كل الفئات والأعمار، ونلهث وراءها علي الشاشات المختلفة وأهمها ماسبيرو زمان وغيرها من القنوات التي تعرض دراما الزمن الجميل. أري أنه لابد من وقفة صريحة أمام اختفاء المسلسلات الدينية والتاريخية، التي علَّمت «أجيال وأجيال» وساهمت في الإشباع الثقافي والفكري والديني الوسطي، فمن منا لم يشاهد روائع سلسلة رسول الله محمد، ومسلسلات الأنبياء، فتلك الأعمال شكلت وجدان الشعوب العربية، وعلمتهم القيم والمبادئ، والوطنية. كيف لنا أن نتنازل عن قوة مصر الناعمة ونضحي بتأثيرها منذ سنوات؟ كيف لنا أن نستهين بالمسئولية المجتمعية واعتبار الدراما مجرد مواد تليفزيونية للتسلية والترفيه بدون أن تحمل رسالة مؤثرة في المجتمع في الوقت الذي نحتاج فيه فنا مناسبا يعبر عما يشهده المجتمع من القضايا الهامة والتي تحتاج الدولة أن تتبناها الدراما وتناقشها من خلال أعمال هادفة وموضوعية. الفرصة لا تزال مواتية لإصلاح ما يمكن إصلاحه في الموسم الدرامي الرمضاني المقبل والوقت كاف لتدارك أخطاء الماضي والعودة لدراما الزمن الجميل بإنتاجات قوية تفيد المجتمع. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى