تظل رسائل البريد هى أفضل وأصدق ما يمكن أن يعتمد عليه الكاتب فى قياس النبض الحقيقى للرأى العام، وإذا كنت قد خصصت مقالى أمس للإجابة على الأسئلة المتعلقة بجدوى مؤتمرات الشباب التى يرعاها الرئيس السيسى فإننى اليوم أوجز الرد على أسئلة أخرى يتعلق جميعها بالشأن العام. وأبدأ بالتساؤل حول مساحة الحرية وأقول: إن علينا أن نؤمن جميعا بأن المفهوم الصحيح للحرية يرتكز فى المقام الأول على الالتزام بحرية الآخرين، وبأن الديمقراطية تقوم على الاحترام المطلق للدستور والقانون والأديان السماوية. إن المعلمين فى المدارس والدعاة على منابر المساجد والقساوسة فى الكنائس والمفكرين والمثقفين - الذين يطلون على الرأى العام عبر مختلف وسائل الإعلام - مطالبون بأن تصب كلماتهم نحو تنمية وتأكيد الولاء والانتماء للوطن، ورعاية وحماية الأجيال الجديدة من الظواهر السلبية التى تنقلها وسائل التواصل الاجتماعى وتشكل تهديدا لقيمنا وتقاليدنا العريقة. ولعلنا نتفق جميعا على أن الوحدة الوطنية هى الركيزة الأساسية لترسيخ مناخ الاستقرار والتقدم على طريق التنمية والبناء كأحد أهم مكتسبات ثورة 30 يونيو، تحت مظلة الفخر بأن مصر التى كان فيها مولد سيدنا موسى هى ذاتها مصر التى لجأ إليها السيد المسيح وأمه العذراء، على أرضها عاشت المسيحية وازدهر الإسلام من خلال نسيج وطنى واحد لا يعرف طوائف أو أقليات. وإذا كان البعض يسأل عن الدور الذى يمكن أن يقوم به الشعب لحماية الوطن وصنع تقدمه فإننى أعتقد أنه يجب أن يبدأ كل واحد بنفسه وأن يقدم القدوة الصالحة فى بيته ومكانه وعمله لأن الوطن مسئوليتنا جميعا وليس مسئولية الحكومة وحدها، ومن ثم نتحمل سويا مسئولية تأمين الحاضر وصياغة المستقبل فى إطار ديمقراطى حر يوازن بين مصالح كل الفئات دون استثناء ودون تمييز ودون تفرقة! من هنا نبدأ لأن البناء الذى ننشده يحتاج إلى وحدة الهدف وسلامة القصد وصدق النية وقوة العزيمة! خير الكلام: لا سيف كالحق ولا عدل كالصدق! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله