* تجارب ناجحة لسيدات تمردن على الواقع بمنتجات الحرف اليدوية * رحيمة تطالب بدعم الدولة وتوفير أماكن للتدريب فى محافظات الصعيد .. وسيدات بورسعيد ينتظرن * طبيبة أسنان غيرت تخصصها لدعم المتدربات ومدربة متفوقة تساعد المرأة المعيلة والمقهورة
(يجب الاهتمام بالمرأة فى جميع المجالات، فهى التى تنشئ وتربى الأبناء «نواة المستقبل» من الأجيال القادمة، الذين سوف يستكملون «مسيرة التقدم») .. مطالبة مهمة شددت عليها السيدة إنتصار السيسى قرينة رئيس الجمهورية، وذلك خلال جلسة (تقليص الفجوة بين الجنسين فى سوق العمل)، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم، ونوهت قرينة الرئيس الى أن «مصر تشهد حاليًا تطورًا كبيرًا فى المجال الاقتصادى سوف يقود الوطن الى الأمام، وسوف ينعكس بالإيجاب على أوضاع المرأة فى المجتمع»، مشيرة إلى أن تمكين المرأة لن يتحقق دون وجود دعم سياسى واقتصادى واجتماعى كبير، للمساواة بين الجنسين فى المجتمع، وألمحت إلى أن القيادة السياسية تسعى إلى تمكين المرأة ودعمها بقوة فى جميع المجالات.
«كلمات مهمة» طمأنت نفوس آلاف السيدات المصريات، خاصة اللاتى تمردن على حياتهن الراكدة، وخرجن للتعلم والاجتهاد وإثبات الذات وتحقيق الأحلام وكسب المال الحلال . «تحقيقات الأهرام» رصدت مبادرات تؤكد أن رؤية قرينة الرئيس بمثابة الدعم المنتظر لتحقيق الأهداف فى خدمة المرأة والارتقاء بمستوى معيشتها، من بين هذه المبادرات «الست المصرية» التى التقينا بعدد من أبرز عضواتها ومؤسستها السيدة رحيمة الشريف، التى أكدت أن فكرة المبادرة جاءت منذ خمس سنوات لمساعدة نساء مصر على توفير فرص عمل تضمن لهن حياة كريمة وبضمانات كافية لحقوقهن، حيث تكون المرأة هى العامل أو الحرفى وهى صاحب العمل دون تدخل أى شخص آخر معها، وتضيف : المبادرة أفرزت نحو 5 آلاف سيدة حتى الآن من المتدربات على مختلف الحرف اليدوية من أعمال خياطة وتصنيع جلود «وديكوباج»، وغالبية المتدربات يقمن فى الفترة الحالية بتصنيع منتجات بأيديهن، ومنهن من تروج منتجاتها وتبيعها للكسب المادى ولضمان حياة كريمة، تقوم بعمل احتياجات أسرتها خاصة فى مجالات التصميم والحياكة، فبدلا من الرضوخ لارتفاع أسعار الملابس الجاهزة المبالغ فيها، تقوم معظم السيدات بتفصيل ملابسن وملابس أبنائن بمهارتهن الشخصية التى اكتسبنها من الدورات . وأوضحت أن المبادرة تأتى فى إطار اهتمام الدولة بحق نساء مصر فى الحياة الكريمة، وتنفيذاً للرغبة فى تمكينها اقتصاديا و اجتماعيا ، وأن ما تنادى به قرينة رئيس الجمهورية من أن تمكين المرأة لن يتحقق دون وجود دعم سياسى واقتصادى واجتماعى كبير هو لب الحقيقة، فلابد أن تقدم الدولة المزيد من التعاون لتسويق المنتجات ، وإلا سوف تقف عمليات الانتاج بعد فترة، خاصة أن دورة رأس المال لديهن محدودة ولا تتحمل أى تأخير فى الترويج والبيع . التعاون لضمان الترويج والمقصود من عمليات البيع الجارى أن شريحة كبيرة تدرك قيمة الأعمال اليدوية خاصة فى مجالات الديكوباج والمصنوعات الجلدية، ولكن فرص الترويج لها لابد أن تكون وسط تلك الشريحة، ويجب أن تشجع الدولة فكرة المنتجات اليدوية لما لها من ميزات يمكن أن تكون بصمة للمصريات دون غيرهن من باقى الجنسيات، وأيضاً لأنها تتيح فرصة كبيرة للتمكين الاقتصادى للمرأة دون أى مضايقات لها فى سوق العمل التى لا تخلو من المشكلات الروتينية. وأوضحت رحيمة أن هناك تعاونا كبيرا فى الفترة الحالية مع اتحاد مستثمرى المشروعات الصغيرة الذى أصبح يتبنى فكرة مبادرة «الست المصرية» فى عدد من المحافظات، نتمنى أن تتوسع لتشمل كل الجمهورية، وأن يتبنى المحافظون تلك المبادرة كما تم فى محافظتى كفر الشيخوالشرقية، كما نأمل فى المزيد من التعاون فى محافظات صعيد مصر، خاصة مع مطالبات لآلاف السيدات بعمل دورات تدريبية وتأهيلية لهن ، ولكن لا يوجد تعاون على المستوى المحلى بالقدر الكافي، ومن أبرز المحافظات التى تحتاج إلى دعم سريع وتوفير مكان لعقد المبادرة هناك محافظة بورسعيد لمطالبة عدد كبير من النساء هناك بضرورة تعلم الحرف اليدوية، خاصة بعد إيقاف عمليات الاستيراد وانحسار سوق العمل بشكل كبير. طبيبة بدرجة فنانة نماذج ناجحة خرجت من رحم «مبادرة مصرية» نماذج مشرفة دشنتها رحيمة الشريف إحدى السيدات المصريات المحبات لوطنهن ولبنات جنسها من الشعب المصري؛ 60 شهرا هو عمر المبادرة التى تخرجت فيها مئات السيدات، منهن من احترفن الحرف اليدوية من أعمال خياطة وصناعات الجلود والديكوباج وغيرها، وحققن نجاحات فى تحقيق المكاسب المادية وتوفير الحياة الكريمة لهن ولأسرهن، ومنهن من تفوقن على أنفسهن حتى أصبحن مدربات محترفات تعلمن ويغيرن فى حياة المرأة المعيلة، أو المقهورة، داخل مجتمع يعج بقصص أوجاع النساء الأرامل والمطلقات، بل المتزوجات من رجال لم يحسنوا التعامل الآدمى مع شريكات الحياة، ونصف المجتمع الناعم. الدكتورة أمانى خليل، التحقت بكلية طب الأسنان عام 1968 بناء على رغبة والديها اللذين رفضا التحاقها بكلية الفنون الجميلة التى كانت تهوى الدراسة بها لصقل هوايتها للرسم، وظلت تعمل فى مجال الطب كطبيبة بوزارة الصحة حتى عام 1985، ثم تقاعدت بناء على رغبتها لتربية أطفالها، وظلت تخرج طاقتها فى الفرشاة وألوان الزيت لتبدع بخيالها وذوقها الفنى عشرات اللوحات التى كانت تباع فى المعارض المختلفة ويقبل على شرائها المصريون والأجانب. بعض منتجات المتدربات من مشغولات جلدية وديكوباج وخلال أوائل العام الحالي، لفت انتباه طبيبة الأسنان تنظيم دورات تدريبية لفن الديكوباج بمنطقتى حلوان والمعادى التى تسكن بها، وهو إحدى مهارات الحرف اليدوية التى تستخدم لإعادة تصنيع وتدوير الأثاث المنزلى والأطباق وكل القطع الخشبية والبلاستيكية التى قد تكون مهملة، وإعادتها إلى الحياة مرة أخرى بالرسوما والنقوش والطباعات المهارية المختلفة، ورغم سلاسل الضوء التى تتدلى من رأس طبيبة الأسنان التى تعبر عن سنوات من الجهد والعمل والتعب وتربية الأبناء والأحفاد، فإن ضحكاتها الصادقة وحماسها وإصرارها على التعلم كانت الدافع الأكبر لكل المحيطين بها على مواصلة مشوارها والعمل معها، وأصبحت المانح الأكبر لكل السيدات المتدربات معها، حيث تبث فيهن روح المثابرة والحماس ، و تمدهن بالخامات اللاتى يحتجن لها والأدوات التى تعينهن على التعلم وتنفيذ المهارات للخروج بمنتجات رائعة وغير مسبوقة. ناجحات دلتا مصر نموذج آخر من السيدات الناجحات من محافظة الشرقية، وهو لسيدة شابة اسمها تقى عبد الرءوف تروى تجربتها : تخرجت فى كلية الآداب قسم اجتماع عام 2009، ورغم أن دراستى تؤهلنى لأعمال عديدة فإننى تعثرت فى الحصول على فرصة عمل جيدة بمؤهلى منذ تخرجى حتى أواخر العام الماضي، وقد حاولت الالتحاق بالعمل الخاص إلا أن مضايقات عديدة واجهتنى خاصة مع عدم وجود رقابة أو ضمانات تحمى النساء فى سوق العمل الخاصة. وتشير تقى إلى أنها حاولت تعلم هواية الرسم وبرامج التصميم ثلاثى الأبعاد حتى تتمكن من العمل مع زوجها مهندس الديكور، وفى أثناء تعلمها تصادف أمامها إعلان للمبادرة عن دورة تدريبية لتعلم فن تصنيع مشغولات الجلود، ورغم إقامة الدورة فى محافظة القاهرة فإنها تحدت المسافات وطلبت من شقيقتها هبة أن تشجعها فى السفر والالتحاق بهذه الدورة، وأكدت أنها وشقيقتها كانتا عنوانا للحضور والالتزام، وبعد محاضرات قليلة بدأت فى التجول لمشاهدة المحال التجارية ومعرفة مصادر بيع مستلزمات صناعة مشغولات الجلود من حقائب مختلفة الأحجام وحافظات النقود وغيرها من المصنوعات الجلدية، وبعد مرور شهرين هما عمر الدورة التدريبية، بدأت السيدة الشابة وشقيقتها فى تصنيع المشغولات الجلدية ، وبدأتا فى تحقيق أول المكاسب المادية التى عوضت فترات التعليم والبحث. المتمردة ساحرة ! «لسن متشابهات!» عبارة تستطيع أن تجزم بها بمجرد أن تستمع إلى قصة نجاح بطلتها التى استطاعت تغيير الواقع من امرأة مكلومة تنتظر من يحنو عليها إلى «ماردة» تحول كل ما هو مهمل إلى كنز يسعى الآخرون إلى اقتنائه، ولم تقف على أعتاب الانجاز والانتاج فقط، بل تحولت إلى مدربة ماهرة تعين النساء على الحياة الكريمة والاعتماد على الذات ، إنها نانسى رجاء خريجة إدارة الأعمال، تقول بعد أن كنت أعمل بمؤهلى فى مكتب خاص للاستشارات الاقتصادية، ولظروف خاصة تعرضت لها، تصادف وجودها وسط مجموعة من السيدات يترددن على مكاتب وزارة الشئون الاجتماعية للحصول على الدعم المادى الشهرى المقدم من الدولة للأطفال ولإعانة المرأة ، فرفضت أن تكون من تلك الفئة المحتاجة وقررت أن تنطلق. تقول نانسى أنها بعد انضمامها لمبادرة «الست المصرية» فى منتصف مارس الماضي، حصلت على 6 محاضرات فقط لتعلم حرفة الديكوباج، بعد أن شاهدت مدى معاناة النساء فى صرف المساعدات المالية كل شهر، وقررت أن تتغير لنفسها ولأسرتها الصغيرة، وبسبب إصرارها على تغيير الواقع ،تفوقت بشكل كبير كمتدربة ،وبهرت كل من حولها بقدراتها الإنتاجية عالية التميز، الأمر الذى أهلها بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر إلى ترشيحها لاجتياز دورة تدريبية أخرى لإعدادها مدربة لنفس المجال الذى اختارت أن تتعلمه وتعمل به، لتتمكن في سبتمبر الماضى من تحمل مسئولية أول دورة تكون فيها هى المدربة . ولبراعتها التى شهدت بها كل المتدربات، جعلت خريجات الدورات السابقة يلتحقن معها مرة أخرى لقدراتها فى محاضرات التدريب والتعلم، وتؤكد نانسى أن إحدى السيدات كانت تعانى مشكلات كبيرة مع أسرتها خاصة بعد أن رفض زوجها الإنفاق عليها، وطلب منها أن تعمل وتنفق على نفسها معللاً ذلك بزيادة الأعباء المالية عليه للإنفاق على أولادهما، وتقول : وجدت السيدة نفسها دون عائل وهى فى كنف زوجها! حتى أنها لا تملك تكلفة الدورة التدريبية التى تبلغ نحو 500 جنيه «قيمة أدوات التدريب وإيجار مكان الدورة». وأضافت نانسى أنها أقنعت السيدة بالالتحاق بالدورة، وأنها سوف تتحمل تكاليف تدريبها حتى تتمكن من تغيير حياتها، وحتى لا تترك الظروف تفعل بها ما لا تريد أو أن ينحرف بها طريق الحياة. وتؤكد المدربة المتفوقة أن المبادرة التى تعد نفسها جزءا منها، لا تعمل على مساعدة النساء على اكتساب مهارة الحرف اليدوية فقط، بل تمتد إلى تعليمهن سبل التعامل مع البشر من حولهن، وطرق التعامل مع السوق التجارية، وكيفية تقييم المنتجات الخاصة بهن، وتقدير قيمة الوقت والجهد واختيار الخامات الجيدة وأيضا مجالات التواصل مع الغير، والاعتماد على النفس . مشغولات جلدية وديكوباج