* تحقيق الاستقرار والأمن فى القارة أهم الأولويات التى يجب تحقيقها * الرئيس لشباب القارة: لا تفقد حلمك...وتأكد أنه سيكلل بالنجاح مادامت هناك إرادة * أقول للدول المتقدمة «لا تستعلوا علينا بقدراتكم بل تعاونوا معنا»
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن قارة إفريقيا تواجه الكثير من التحديات تجعل الإحساس بالإحباط وعدم الأمل فى غد أفضل يغلب عليها، مشيرا إلى أن القارة قد يكون لديها موارد كبيرة ولكنها تعانى من عدم الإدارة بشكل صحيح لتلك الموارد. وأضاف الرئيس السيسي، فى مداخلته خلال جلسة «أجندة 2063..إفريقيا التى نريدها»، أن هناك مرحلة تحتاج لتكامل إقليمى ومد يد العون للدول الإفريقية، مشيرا إلى أن عدد سكان القارة مرشح لأن يصل لضعف عدده الحالى خلال الخمسين عاما المقبلة. وشدد الرئيس على أهمية مد يد العون لإفريقيا من دول العالم المتقدم، مشيرا إلى أن ذلك لا يعد ابتزازا إفريقيا للعالم المتقدم. وردا على تناول جاها دكوريه سفيرة الأممالمتحدة لشئون المرأة الإفريقية، المتحدثة خلال الجلسة، لدور المرأة الإفريقية، أكد الرئيس أن مصر لديها تقدير خاص للمرأة وأى طلب للمرأة يلقى استجابة سريعة، مؤكدا استجابته لطلب دكوريه بوضع توصية توفير الأموال اللازمة لتمكين المرأة من العمل كإحدى توصيات المؤتمر. وأضاف أن مصر لديها برامج خاصة برعاية المرأة، مشيرا إلى أن المرأة فى مصر هى «كل شيء»، مشددا على أن اجراءات الدولة فى كل خطواتها تؤكد هذا الأمر. وحول التحديات التى تواجه القارة، أشار الرئيس إلى أنه دون وضع أولويات محددة فى التحديات التى تواجه القارة ستكون النظرة لهذه التحديات شديدة السلبية ولا تدعو للتفاؤل أو التغلب عليها، مشيرا إلى أن أهم الأولويات على رأسها تحقيق الاستقرار والأمن فى القارة، مشيرا إلى أن مصر وضعت هذه النقطة كأولوية لتحقيقها. وقال الرئيس: «لو وجد المستثمرون الأفارقة أن المناخ غير آمن فى دولهم لن يضخوا استثمارات وهو ما سيقوم به أيضا المستثمر الأجنبي»، مشيرا إلى أن تحقيق الأمن والاستقرار ومحاولة تهدئة الحالة فى إفريقيا دون تدخل فى شئون الدول فى مقدمة الأولويات التى يجب تحقيقها. وقال الرئيس موجها حديثه لشباب القارة:» إذا كنتم ترغبون فى تغيير واقعكم يجب أن يكون هناك أمن واستقرار حقيقى فى دولكم». وأشار إلى أن تغيير الانطباع الدولى عن دول القارة أمر مهم، مضيفا أن أهم جزء ستتحرك فيه مصر هو تحقيق الاستقرار والأمن فى دول القارة مثل ليبيا ومالى ومواجهة الإرهاب بشكل حاسم حتى تستقر هذه الدول. وأضاف أن التجربة المصرية شهدت التحرك فى ملف الاستقرار والأمن بالتوازى مع تحقيق التنمية، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك ملف يتم اتخاذ خطوات به على حساب الملف الآخر، وما ستتحرك فيه مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى هو تحقيق الاستقرار والأمن مع التعمير فى دول القارة. وقال الرئيس:«قلت للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إذا كنتم ترغبون فى تغيير واقع إفريقيا لابد من وضع برنامج متكامل يحقق بناء البنية الأساسية لدول القارة»، مشيرا إلى أن الاستثمار فى القارة الإفريقية يجب أن يشمل كأولوية بنية أساسية مناسبة. وأشار إلى أن مصر تحركت فى هذا المسار، حيث وفرت الدولة المصرية ما يقرب من 5 ملايين فرصة عمل، مشيرا إلى أنه كان لابد من توفير فرص عمل للأقل دخلا فى مصر ومواجهة أزمة البطالة بالتوازى مع تأهيل البنية الأساسية. وأشار إلى أن تكلفة بناء المصانع وتكلفة تمويلها وإقناع المستثمرين بضخ استثمارات كان سيكلف مبالغ ضخمة مقابل توفير عدد قليل من فرص العمل. وأكد أن هناك الكثير من الدول الإفريقية بها مئات الملايين من الأشخاص مقابل حجم طاقة كهربائية لا تذكر، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيستدعى بالتالى تآكل الغابات والمساحات الخضراء بسبب لجوء سكان هذه الدول للحصول على مصدر للطاقة. ووجه الرئيس حديثه لدول العالم المتقدم قائلا: «أقول للدول المتقدمة لا تستعلوا علينا بقدراتكم بل تعاونوا معنا بقدراتكم». وأشار إلى أن مصر لديها مشروع برنامج ضخم لبناء قواعد بيانات حقيقية للدولة المصرية، مضيفا أنه دون وجود قواعد بيانات دقيقة لدول القارة لن يكون هناك فرصة وضع خطط تفصيلية دقيقة ذات حوكمة وجدارة. وحول ملف مكافحة الفساد، أكد أنها إحدى النقاط المهمة التى تواجه دول القارة، مشيرا إلى ما يشاع كأحد الانطباعات السلبية عن دول القارة أن إجراءاتها فى مكافحة الفساد دون المستوي. وأشار إلى أن أجندة 2063 ستحقق أمانى شباب القارة. وأعرب الرئيس عن ألمه عندما يرى شباب أفارقة يعبرون البحر المتوسط فى هجرة غير شرعية، مشيرا إلى أنه منذ سبتمبر 2016 لم تسمح مصر بخروج أى مهاجر غير شرعى تجاه أوروبا، مشيرا إلى أن مصر ليس لديها مخيمات للاجئين وكافة اللاجئين يعاملون كمصريين فى كافة حقوقهم. وأضاف أن مصر تفضل بقاء اللاجئين على أرضها ولا يخاطرون بالضياع فى بحر المتوسط، مشيرا فى نفس الوقت إلى أن استقرار أوروبا من استقرار القارة الإفريقية. وطالب الرئيس دول أوروبا بالنظر إلى دول القارة الإفريقية كجزء من استثماراتهم، مؤكدا أن كل إفريقى من حقه أن يعيش أو يحلم وأقول لهم «لا تفقد حلمك...احلم ولكن اجر على حلمك وتأكد أن حلمك سيكلل بالنجاح طالما هناك إرادة». جاء ذلك خلال كلمة الرئيس فى جلسة أجندة 2063.. أفريقيا التى نريدها على هامش اليوم الثانى لمنتدى شباب العالم 2018 بمدينة شرم الشيخ. وأكد المشاركون فى الجلسة أهمية زيادة وعى الشباب بأجندة 2063 وتطوير الشخصية الافريقية، وقدموا الشكر لمصر وللرئيس السيسى على استضافة المنتدى وعقد جلسات وورش عمل تبحث الأوضاع فى القارة الأفريقية. وأشار المشاركون إلى أن مصر والرئيس السيسى عليها دور مهم ستقوم به خلال الفترة القادمة فى ظل رئاستها للاتحاد الإفريقى 2019. شكري: مصر تشارك بقوة فى وضع أجندة 2036 لتنمية إفريقيا ومن جانبه قال سامح شكرى وزير الخارجية إن مصر شاركت مع ممثلى الاتحاد الافريقى فى وضع رؤية وخريطة للمستقبل فيما يخص أجندة 2063 لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ونهضة القارة الافريقية وأيضا القضايا الخاصة بالحوكمة والاستقرار. وأكد سامح شكرى على أهمية الجهود الافريقية لإزالة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة وهى رؤية أفريقية خالصة تم بلورتها على مستوى القادة وكبار المسئولين الأفارقة لتحقيق ما نحلم به فى القضاء على الفقر والانطلاقة للقارة. وأضاف وزير الخارجية أن الأجندة تتضمن برامج لتعزيز الصناعة والتجارة وكافة المجالات الأخرى لتحقيق طموحات الشباب ليس فقط فى التمكين ولكن لتولى القيادة والمسئولية تباعا، ومن أهم إنجازات الأجندة قال شكرى إنه تم توقيع اتفاقية التجارة بين دول القارة وفتح طاقات التجارة بين دولها للاستفادة من ثرواتها القائمة لتعتمد القارة على ذلك. وأشار وزير الخارجية الى أننا نهتم بالمكون الخاص بالبنية الأساسية فى الأجندة الإفريقية، وهناك تركيز على النقل والطاقة والتكنولوجيا، ولدينا مشروعات طموحة برية ومنها طريق القاهرة كيب تاون وبحرية ممر فيكتوريا والبحر المتوسط ومشروعات الربط بالسكك الحديدية بين جيبوتى والسنغال، مشيرا الى أن هناك وفرة فى الطاقة الكهربائية لدى بعض الدول بأفريقيا ويمكن أن تستفيد بها دول أفريقية أخري. وأوضح وزير الخارجية أن هناك تعاونا فى الكثير من المشروعات بين دول كثيرة من القارة الافريقية وعلى رأسها إثيوبيا وتنزانيا، لافتا الى أن مصر تسعى لتنفيذ مشروعات خاصة بالربط الكهربائى مع دول القارة. وشدد الوزير على أن القارة الأفريقية لديها شباب واعد تسعى لتمكينه ليكون محركا للنهضة المنشودة. وأكد شكرى انه لا يمكن أن يتطور أى مجتمع او دولة دون الاعتماد على الشباب والمرأة، لافتا الى أن الرئيس السيسى منذ توليه المسئولية وهو نصير للمرأة المصرية والشباب المصري. وأضاف وزير الخارجية أن مصر تهتم بتشكيل لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ اجندة 2063، كما تقوم وزارة التخطيط على إدماج بنود الاجندة فى برامج الوزارات المصرية المختلفة. وقال سامح شكرى إن مصر تتطلع خلال رئاسة الاتحاد الإفريقى العام المقبل إلى تكثيف جهودها لدعم أجندة التنمية الافريقية 2063 لتنفيذ كل مكوناتها وتدارك أى مشاكل وانهاء الفقر بالقارة، خاصة أن أفريقيا تمتلك موردا بشريا ضخما ومنتجا يمكن أن يغير وجه القارة. ومن جانبها قدمت إيفلين بولين وزيرة الشباب وتكنولوجيا المعلومات فى بوروندى الشكر للرئيس السيسى على تنظيم هذا المنتدى المهم، وأكدت أهمية دور المرأة وتمكينها فى أجندة 2063، وأضافت اننا جميعا علينا أن نلعب دورا فى تلك الأجندة للوصول إلى أفريقيا التى نحلم بها. وأضافت بولين أن أفريقيا تتمتع بتنوع كبير، وهناك حروب ونزاعات بالقارة الافريقية لابد من الحفاظ على النساء والشباب والاطفال الذين كانوا دائما ضحايا فى تلك المشاكل. وأشارت وزيرة الشباب البوروندية إلى أهمية التكنولوجيا الحديثة فى تمكين الشباب والسماح لهم بالتواصل عبر الوسائل الرقمية الحديثة ولن نستطيع تحقيق تنمية بدون الاستثمار فى التعليم. وكشفت الوزيرة عن أن بلادها لديها خطة للتنمية تستلهم بنودها من أجندة 2063 والسماح بالحصول على فرص تعليمية والتقنيات الحديثة، وفيما يخص تمكين المرأة أكدت الوزيرة أنه ما زال هناك الكثير الذى يجب أن نقدمه ولدينا 6 وزيرات فى الحكومة وسيدات فى منصب المحافظ. وقالت إن رئيس الجمهورية أطلق حملة لتعبئة الشباب ليتولوا القيادة والمسئولية فى المسقبل خاصة الشباب الذين لديهم روح الالتزام. وأضافت أن الشباب يمثلون قوة عاملة فى بوروندى ونشجعهم دائما، ولن يستطيع أن يتقدموا بمفردهم ولابد ان يحظوا بدعم الحكومة والجمعيات الاهلية لتحقيق إفريقيا المزدهرة، إفريقيا تسع الجميع وتكرم المرأة. ومن جانبه قال وزير الشباب الجابونى كالى ألانجى أن كل الشعب المصرى يتمتع بموروث ثقافى عبر العصور التى عاشها هذا الشعب العظيم. وأكد كالى ألانجى أنه علينا ان نكفل ونوفر للشباب بيئة مواتية للقيادة فى المسقبل، وأضاف ان الرئيس الجابونى يهتم للغاية بالشباب باعتبارهم قادة المستقبل خاصة منذ المراحل التعليمية الأولى وتوفير التدريب لهم والتأهيل المستمر وكذلك ريادة الأعمال. وأضاف وزير الشباب الجابونى أن القانون فى بلاده يقضى بضرورة أن يكون هناك 30% من الشباب و30% من السيدات من النسبة الاجمالية من الموظفين فى اى مؤسسة حكومية بالدولة، لافتا الى أن هناك 97 % من الشباب فى الجابون لديهم مشروعات صغيرة. وأشار الوزير إلى أن بلاده تسعى لتحويل الشباب الى رجال أعمال ونوفر لهم كل الظروف التى تسهل وتساعد على ذلك، مشيرا إلى اهمية إدراك الشباب فى القارة الافريقية تلك الاجندة. ومن جانبه قال جونتر نوكى الممثل الشخصى للمستشارة الألمانية لشئون إفريقيا إن القارة الأفريقية تسير فى طريقها لتحقيق أجندة 2063 وحصول الشباب والمرأة على فرصة للتعليم والتدريب، وأضاف أن السلام والأمن مهمان لتحقيق تلك الأجندة فى دول إفريقيا، وأشار مبعوث المستشارة الالمانية إلى أن هناك أملا فى مستقبل أفضل لدول القارة خلال الفترة المقبلة ، وحان الوقت لتوقيع اتفاقية شراكة بين الاتحاد الافريقى والاتحاد الأوروبى ليشمل دول القارتين، مشيرا الى أننا نحتاج لمصر كرابط مع دول القارة. وأكد جونتر نوكى ان مصر جزء لا يتجزأ من الاتحاد الافريقى بالاضافة الى دورها المهم فى منطقة الشرق الأوسط، ونحتاج الآن الى أسلوب جديد خلال المرحلة المقبلة للمساعدة فى تحقيق أجندة 2063. وشدد مبعوث المستشارة الألمانية على أهمية حل مشاكل الشباب لأن هناك أهدافا لابد من تحقيقها فيما يخص تمكين الشباب والمرأة لتنطلق القارة الإفريقية. وأضاف «على الأوروبيين أن يقوموا بالواجب عليهم.. ولابد من زيادة التبادل الثقافى والتعليمى بين أوروبا وأفريقيا»، مضيفا: لدينا خطة لنقوم بتقديم الدعم وتعزيز الاستثمارات الخاصة وضمانات للاستثمار وهذه فرصة كبيرة يجب أن نناقشها واستغلال الأموال بصورة جيدة. ومن جانبه قال بينديكت أوكى رئيس البنك الأفريقى للتنمية إن دعم البنك لمشروعات تنموية فى دول القارة يتزايد كل عام، وأشار بينديكت أوكى الى أن التكلفة السنوية للوفاء بخطة 10 سنوات القادمة للبنك ستزيد على 100 مليار دولار، وأضاف: أتمنى عندما يتولى الرئيس السيسى رئاسة الاتحاد الافريقى أن يبحث عملية تمويل بعض الدول الافريقية، لدينا 10 مليارات دولار لدعم الأعمال التنموية خلال الفترة المقبلة. ووجه الدعوة لألمانيا للمشاركة فى مؤتمر أفريقيا الذى سيعقد فى مدينة شرم الشيخ فى شهر ديسمبر القادم لزيادة الاستثمارات فى القارة الافريقية خاصة فى قطاع البنية التحتية. وأكد أهمية التوسع فى الشراكات والتمويل الجماعى من الدول الكبري، واستغلال طاقات الشباب التى تمتلكها القارة. وأضاف بينديكت أوكى أن منطقة قناة السويس تزخر بالفرص الاستثمارية ونبحث مع دول وشركات أخرى الاستثمار فيها خلال الفترة المقبلة. من جانبها، قالت جاها دكوريه سفيرة الأممالمتحدة لشئون المرأة الإفريقية إن قيادتنا فى إفريقيا تشبه منضدة منتدى شباب العالم، مشيرة إلى أن أجندة 2063 لا ينبغى أن تكون فقط كلمات فى وثيقة. وأشارت إلى أهمية اعتماد إفريقيا على نفسها فى مواجهة تحدياتها وحل مشاكلها وعدم الاعتماد على الغرب لفترة طويلة.