الرئيس في جلسة »ما بعد الحروب والنزاعات»: إصلاح المسار الاقتصادي مسئولية وطنية والحفاظ علي الدولة من حقوق الإنسان الشعب استوعب الدرس والدليل تحمل المواطنين للإجراءات الأخيرة حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي، مجددا، من »الانتحار القومي»، قائلا: »التحرك غير المدروس مش هاقول أبدا انه مؤامرة، في تغيير واقعنا من خلال هذا التحرك، واحنا بنعمل التحرك بنفتح ابواب الجحيم علي بلادنا، لأننا كنا بلدا من البلاد المرشحة انها تبقي كده». وأضاف الرئيس السيسي، خلال جلسة ما بعد الحروب والنزاعات: آليات بناء المجتمعات والدول ضمن منتدي شباب العالم، »كنت بقول من سنتين تلاتة خالوا بالكم من الانتحار القومي، وأنا بقول الكلام ده فيه شباب من اوروبا يمكن ما يكونش عندهم التصور ده زي المنطقة العربية والافريقية، وهل ده معناه ان منغيرش او نسكت؟، لكن قوة حشد الشباب والرأي العام في تغيير الامر بقوة قد يخرج عن السيطرة ما يؤدي إلي إحداث فراغ هائل يؤدي إلي تدافع القوي المحلية والاجنبية والخارجية من أجل التدخل في شئون الدولة وتتداعي مؤسسات الدولة واحدة تلو الاخري، تبدأ في الغالب بالقوات المسلحة والمؤسسات الأمنية». وقال الرئيس ان الشعب استوعب الدرس بسرعة، والدليل علي ذلك تحمل المواطنين للإجراءات الاقتصادية الأخيرة، كما شدد علي أن المؤسسة التنفيذية لها دور كبير في إدارة الدولة المصرية خلال الفترة الأخيرة. أكد الرئيس السيسي خلال مشاركته في جلسة »أجندة 2063.. أفريقيا التي نريدها» أن قارة إفريقيا تواجه الكثير من التحديات تجعل الإحساس بالإحباط وعدم الأمل في غد أفضل يغلب عليها، مشيرا إلي أن القارة قد يكون لديها موارد كبيرة ولكنها تعاني من عدم الإدارة بشكل صحيح لتلك الموارد. وأضاف السيسي، أن هناك مرحلة تحتاج لتكامل الإقليمي ومد يد العون للدول الإفريقية، وأشار إلي أن عدد سكان القارة مرشح لأن يصل لضعف عدده الحالي خلال الخمسين عاما المقبلة. وأكد الرئيس السيسي علي أهمية مد يد العون لإفريقيا من دول العالم المتقدم، مشيرا إلي أن ذلك لا يعد ابتزازا إفريقيا للعالم المتقدم. وأكد الرئيس أن مصر لديها تقدير خاص للمرأة وأي طلب للمرأة يلقي استجابة سريعة، مؤكدا استجابته لطلب دكوريه بوضع توصية توفير الأموال اللازمة لتمكين المرأة من العمل كأحد توصيات المؤتمر. وأضاف السيسي أن مصر لديها برامج خاصة برعاية المرأة أن المرأة في مصر هي »كل شيء»، مشددا علي أن اجراءات الدولة في كل خطواتها تؤكد علي هذا الأمر. وحول التحديات التي تواجه القارة، اشار السيسي إلي أنه دون وضع أولويات محددة بشأن التحديات التي تواجه القارة ستكون النظرة لهذه التحديات شديدة السلبية ولا تدعو للتفاؤل أو التغلب عليها، مشيرا إلي أن أهم الأولويات تحقيق الاستقرار والأمن في القارة، مشيرا إلي أن مصر وضعت هذه النقطة كأولوية لتحقيقها. وقال الرئيس السيسي: »لو وجد المستثمرون الأفارقة أن المناخ غير آمن في دولهم لن يضخوا استثمارات وهو ما سيقوم به أيضا المستثمر الأجنبي»، وأشار إلي أن تحقيق الأمن والاستقرار ومحاولة تهدئة الحالة في إفريقيا دون تدخل في شئون الدول في مقدمة الأولويات التي يجب تحقيقها. وأوضح السيسي موجها حديثه لشباب القارة: »إذا كنتم ترغبون في تغيير واقعكم يجب أن يكون هناك أمن واستقرار حقيقي في دولكم». وقال السيسي أن تغيير الانطباع الدولي عن دول القارة أمر هام، مضيفا أن أهم جزء ستتحرك فيه مصر هو تحقيق الاستقرار والأمن في دول القارة مثل ليبيا ومالي ومواجهة الإرهاب بشكل حاسم حتي تستقر هذه الدول. وأضاف الرئيس أن التجربة المصرية شهدت التحرك في ملف الاستقرار والأمن بالتوازي مع تحقيق التنمية، واوضح أنه لم يكن هناك ملف يتم اتخاذ خطوات به علي حساب الملف الآخر، وما ستتحرك فيه مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي هو تحقيق الاستقرار والأمن مع التعمير في دول القارة. وتابع الرئيس : »قلت للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل إذا كنتم ترغبون في تغيير واقع إفريقيا لابد من وضع برنامج متكامل يحقق بناء البنية الأساسية لدول القارة»، مشيرا إلي أن الاستثمار في القارة الإفريقية يجب أن يشمل كأولوية بنية أساسية مناسبة. وأكد السيسي أن مصر تحركت في هذا المسار، حيث وفرت الدولة المصرية ما يقرب من 5 ملايين فرصة عمل، مشيرا إلي أنه كان لابد من توفير فرص عمل للأقل دخلا في مصر ومواجهة أزمة البطالة بالتوازي مع تأهيل البنية الأساسية. وأضاف السيسي أن تكلفة بناء المصانع وتكلفة تمويلها واقناع المستثمرين بضخ استثمارات فيه كان سيكلف مبالغ ضخمة مقابل توفير عدد قليل من فرص العمل. وأكد أن هناك الكثير من الدول الإفريقية بها مئات الملايين من الأشخاص مقابل حجم طاقة كهربائية لا تذكر، واوضح إلي أن هذا الأمر سيستدعي بالتالي تآكل الغابات والمساحات الخضراء بسبب لجوء سكان هذه الدول للحصول علي مصدر للطاقة. واوضح الرئيس: »أقول للدول المتقدمة لا تستعلوا علينا بقدراتكم بل تعاونوا معنا بقدراتكم». وأشار إلي أن مصر لديها مشروع برنامج ضخم لبناء قواعد بيانات حقيقية للدولة المصرية، مضيفا أنه دون وجود قواعد بيانات دقيقة لدول القارة لن يكون هناك فرصة وضع خطط تفصيلية دقيقية ذات حوكمة وجدارة. وأكد أن إحدي النقاط الهامة التي تواجه دول القارة مكافحة الفساد، مشيرا إلي أن ما يشاع كأحد الانطباعات السلبية عن دول القارة أن إجراءاتها في مكافحة الفساد دون المستوي. وأشار إلي أن أجندة 2063 ستحقق أماني شباب القارة. وعبر الرئيس عن ألمه عندما يري شبابا أفارقة يعبرون البحر المتوسط في هجرة غير شرعية، وأشار إلي أنه منذ سبتمبر 2016 لم تسمح مصر بخروج أي مهاجر غير شرعي تجاه أوروبا، واوضح إلي أن مصر ليس لديها مخيمات للاجئين وكافة اللاجئين يعاملون كمصريين في كافة حقوقهم. وتابع : مصر تفضل بقاء اللاجئين علي أرضها ولا يخاطرون بالضياع في بحر المتوسط، مشيرا في نفس الوقت إلي أن استقرار أوروبا من استقرار القارة الإفريقية. وطالب الرئيس السيسي دول أوروبا بالنظر إلي دول القارة الإفريقية كجزء من استثماراتهم، مؤكدا أن كل إفريقي من حقه أن يعيش أو يحلم وأقول لهم »لا تفقد حلمك... أحلم ولكن اجري علي حلمك وتأكد أن حلمك بالجهد والعزم والارادة سيكلل بالنجاح طالما هناك إرادة». وأكد المشاركون في الجلسة علي أهمية زيادة وعي الشباب بأجندة 2063 وتطوير الشخصية الافريقية، وقدموا الشكر لمصر وللرئيس السيسي علي استضافة المنتدي وعقد جلسات وورش عمل تبحث الأوضاع في القارة الأفريقية. وأشار المشاركون إلي أن مصر والرئيس السيسي عليها دور مهم ستقوم به خلال الفترة القادمة في ظل رئاستها للاتحاد الأفريقي 2019، من جانبها قدمت إيفلين بولين وزيرة الشباب وتكنولوجيا المعلومات في بوروندي الشكر للرئيس السيسي علي تنظيم هذا المنتدي المهم، وأكدت علي أهمية دور المرأة وتمكينها في أجندة 2063، وأضافت اننا جميعاً علينا أن نلعب دوراً في تلك الأجندة للوصول إلي أفريقيا التي نحلم بها. وأضافت إيفلين بولين أن أفريقيا تتمتع بتنوع كبير، وهناك حروب ونزاعات بالقارة الافريقية ولابد من الحفاظ علي النساء والشباب والاطفال الذين كانوا دائماً ضحايا في تلك المشاكل. وكشفت الوزيرة عن ان بلادها لديها خطة للتنمية تستلهم بنودها من أجندة 2063 والسماح بالحصول علي فرص تعليمية والتقنيات الحديثة، وفيما يخص تمكين المرأة أكدت الوزيرة أنه ما زال هناك الكثير الذي يجب أن نقدمه ولدينا 6 وزيرات في الحكومة وسيدات في منصب المحافظ. وقالت ان رئيس الجمهورية أطلق حملة لتعبئة الشباب ليتولوا القيادة والمسئولية في المسقبل خاصة الشباب الذين لديهم روح الالتزام. وأضافت أن الشباب يمثلون قوة عاملة في بوروندي ونشجعهم دائماً، ولن يستطيع أن يتقدم بمفرده ولابد ان يحظي بدعم الحكومة والجمعيات الاهلية لتحقيق أفريقيا المزدهرة، أفريقيا تسع الجميع وتكرم المرأة. ومن جانبه قال وزير الشباب الجابوني كالي ألانجي إن كل الشعب المصري يتمتع بموروث ثقافي عبر العصور التي عاشها هذا الشعب العظيم. وأكد كالي ألانجي أنه علينا ان نكفل ونوفر للشباب بيئة مواتية للقيادة في المسقبل.