عشية فرض إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للجولة الثانية من العقوبات ضد قطاعى البترول والبنوك الإيرانيين، وضعت الولاياتالمتحدة 12 شرطا جديدا أمام إيران، لإيقاف تنفيذ هذه العقوبات، وذلك فى الوقت الذى دعا فيه ترامب طهران إلى استخدام ذكائها والعودة إلى مائدة المفاوضات. وفى واشنطن أكد فريق التواصل التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، فى تغريدة على موقع تويتر، أن العقوبات «تهدف إلى دفع إيران إلى التصرف كدولة طبيعية». وبعنوان إستراتيجية جديدة حول إيران، ذكرت الخارجية فى مقطع فيديو 12 مطلبا للولايات المتحدة من النظام الإيرانى فى هذا الصدد، وتشمل:الكشف للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التفاصيل العسكرية السابقة لبرنامجها النووي، وإيقاف جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم وعدم إنتاج البلوتونيوم وإغلاق مفاعل المياه الثقيل «آراك»، والسماح لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول غير المشروط إلى جميع المواقع النووية فى البلاد. وأضافت أن الشروط تتضمن أيضا إنهاء نشر الصواريخ الباليستية والقادرة على حمل رؤوس نووية، وإطلاق سراح المواطنين الأمريكيين ومواطنى الدول الحليفة المعتقلين فى إيران، وإنهاء دعم الجماعات الإرهابية فى الشرق الأوسط بما فيها «حزب الله»، وحماس، وحركة الجهاد، على حد تعبيرها. وتتابعت الشروط التى منها أيضا احترام سيادة الحكومة العراقية والسماح بنزع سلاح الميليشيات الشيعية، وإيقاف دعم الميليشيات الحوثية والعمل على تسوية سياسية فى اليمن، وسحب جميع القوات الإيرانية من سوريا، وإنهاء دعم طالبان والإرهابيين الآخرين فى أفغانستان والمنطقة وعدم تقديم مأوى لقادة تنظيم القاعدة، وإنهاء دعم فيلق القدس التابع للحرس الثورى للإرهابيين عبر العالم، وإيقاف تهديد جيرانها بالصواريخ، وهجماتها الإلكترونية المخربة، فضلا عن تهديدها الملاحة الدولية. وكان الرئيس الأمريكى قد أصدر بيانا أمس الأول أشار فيه إلى أن طهران أمام خيارين إما تغيير نهجها الذى وصفه بالمدمر، أو مواجهة كارثة اقتصادية، مركزا على أن تحرك الولاياتالمتحدة موجه ضد النظام وليس ضد الشعب الإيراني. وأضاف ترامب: «وفى مرحلة ما سيصبحون أذكياء جدا وسيعودون ويتفاوضون على اتفاقية حقيقية واتفاقية نزيهة واتفاقية تسمح لهم بالازدهار. نريدهم أن يزدهروا». ومن جانبه، اعتبر المرشد الإيرانى على خامنئى أمس أن ترامب «ألحق العار» بما تبقى من هيبة أمريكا والليبرالية الديمقراطية. قوة أمريكا الخشنة، أى الاقتصادية والعسكرية، تتراجع كذلك. وقلل خامنئي، فى تصريحات على صفحته فى «تويتر» مقتبسة من خطاب ألقاه فى طهران، من أهمية إعادة فرض العقوبات الأمريكية التى تدخل حيز التنفيذ غدا الإثنين، بما فى ذلك الحظر على البترول.وقال إن «التحدى بين الولاياتالمتحدةوإيران استمر 40 عاما حتى الآن وقامت الولاياتالمتحدة بجهود متعددة ضدنا: حرب عسكرية واقتصادية وإعلامية». جاء ذلك فى الوقت الذى استعرضت فيه إيران قوتها العسكرية بإنتاج طائرتها المقاتلة المصممة محليا «كوثر» لتستخدمها القوات الجوية. وقال أمير حاتمى وزير الدفاع فى مراسم بدء إنتاج الطائرة: «قريبا سيجرى إنتاج العدد المطلوب من هذه الطائرة وستوضع فى خدمة القوات الجوية»، ووصف الحدث بأنه يجسد تحطيم قيود الحظر الأمريكي. وفى برلين، أعلنت الحكومة الألمانية أنها توفر ضمانات ائتمانية لصادرات الشركات الألمانية لإيران منذ عام 2016بنحو مليار يورو. وأوضحت وزارة الاقتصاد الألمانية أنه لا يمكن التنبؤ حاليا بتأثيرات محددة لهذه العقوبات على الاقتصاد الألماني، مضيفة فى المقابل أنه تبين بالفعل أن الشركات والمؤسسات الألمانية تتحفظ إزاء إجراء صفقات مع إيران. وفى أنقرة، أعلنت روهصار باكجان وزيرة التجارة التركية أن تركيا تلقت مؤشرات أولية على أنها ستكون من الدول الثمانى التى ستحصل على إعفاء من العقوبات الأمريكية على إيران لكنها تنتظر توضيحا غدا. ومن جانبه، دعا مولود تشاويش أوغلو وزير الخارجية التركى «مجموعة الدول الثمانى الإسلامية» إلى استخدام العملات المحلية فى التجارة فيما بين دولها ، وذلك للرد على استخدام بلدان لم يسمها أسعار الصرف بدوافع سياسية. جاء ذلك فى الكلمة الافتتاحية للاجتماع ال18 لمجلس وزراء خارجية «مجموعة الدول الثمانى الإسلامية النامية» التى تضم تركيا وباكستان وماليزيا وإيران وإندونيسيا ومصر ونيجيريا وبنجلاديش فى مدينة أنطاليا جنوبتركيا.