بعد نجاح المحادثات الدولية بين إيران والقوى الغربية « 5+1» حول البرنامج النووى الإيرانى والاتفاق على تجميد مؤقت لجزء من نشاطاتها النووية ووقف تخصيب اليورانيوم، جاءت تصريحات على خامنئى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية والتى يهاجم فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية بتدخلاتها فى الشأن الداخلى الإيرانى لتعكس حقيقة موقفه من مساعى الرئيس حسن روحانى للانفتاح على المجتمع الغربى. وفى هذا السياق أكد د. على نورى زادة رئيس مركز الدراسات العربية الإيرانية فى لندن، أن تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئى التى اتهم فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنها ترغب فى الإطاحة بالحكومة الإيرانية وأنها تتبنى نهجا يتسم بالهيمنة والتدخل فى شئون البلاد الداخلية تعكس الخلافات الكامنة بين خامنئى والحكومة الإصلاحية الجديدة للرئيس حسن روحانى ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، مشيرا إلى أن خامنئى يسعى لتقويض انفتاح روحانى على المجتمع الغربى وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وحذر زادة من أن تصريحات خامنئى يمكن أن تعيق مسار الاتفاق بين إيران والقوى الغربية حول البرنامج النووى الإيرانى ، مشيرا إلى أن المحادثات بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران وصلت لاتفاق نهائى يزيل كل الشكوك حول برنامج طهران النووى . وقال إن إيران أثبتت التزامها وجديتها حول برنامجها النووى من خلال الاتفاق على تجميد مؤقت لجزء من نشاطاتها النووية ووقف تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 فى المائة وإمكانية تحويل جزء على الأقل من المخزون الموجود بهذه الدرجة إلى أوكسيد اليورانيوم الذى يمكن معالجته ليصلح وقودا وذلك لإنهاء الأزمة النووية الإيرانية. وأشار رئيس مركز الدراسات العربية الإيرانية فى لندن، إلى أن إيران تتعامل بشفافية كاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتتعاون بمرونة مع مطالب الوكالة الدولية بل وتمنحها سلطات تفتيش أوسع، مشيرا إلى أن إيران سمحت للوكالة بزيارة مواقعها النووية منها منجم اليورانيوم فى سغند ومصنع إنتاج اليورانيوم المكثف (الكعكة الصفراء) فى أردكان والكشف عن معلومات عن بناء مفاعل المياه الثقيلة فى أراك. ويرى زادة أن إيران بحاجة ملحة إلى تحسين وضعها الاقتصادى لذلك تطلع إلى خلق عهد جديد من العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية القوية مع الدول الغربية، وذلك من أجل إنهاء الحالة المزرية التى وصل إليها الاقتصاد الإيرانى بسبب العقوبات الاقتصادية التى فرضت عليها خلال تفاقم الأزمة النووية الإيرانية، مؤكدا أن إيران قدمت تنازلات كبيرة لإزالة تلك العقوبات. وأوضح أن الشعب الإيرانى يشعر بالسعادة لنجاح المحادثات بين إيران والقوى الكبرى مجموعة 5+1(الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) خاصة أن الشعب الإيرانى لا يريد سلاحا نوويا وحربا ومواجهات بل يريد حياة مستقرة آمنة على كافة الأصعدة، نافيا ما يتردد حول رغبة الشعب الإيرانى فى تصنيع أسلحة نووية ذات أغراض عسكرية .