نتائج عديدة على صعيد السياسة والاقتصاد والأمن أسفرت عنها الزيارة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى ألمانيا، واستمرت أربعة أيام ، من 28، وحتى 31 أكتوبر الماضى. وأكد تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات، أن الزيارة تضمنت برنامج عمل مكثفا، انقسم إلى شقين، الأول زيارة دولة المانيا، حيث عقد الرئيس سلسلة لقاءات سياسة مهمة، جاء فى مقدمتها قمة مصرية ألمانية جديدة مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عكست اتفاقاً وتوافقاً إزء العديد من القضايا الحيوية فى المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية ومكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية ، كما عقد الرئيس لقاءات ثنائية مكثفة مع رئيس جمهورية ألمانيا، ومع رئيس البرلمان الألمانى (البوندستاج) فى المقر التاريخى للبرلمان، فضلا عن لقاءات ثنائية مع رئيس مؤتمر ميونخ للأمن ومع وزراء الخارجية، والداخلية، والاقتصاد والطاقة، والتعاون الإنمائى. وفى الجانب الاقتصادى من الشق الثنائى تم عقد مائدة مستديرة للرئيس السيسى مع عدد من الشركات الألمانية، سواء التى لديها استثمارات فى مصر أو التى ترغب فى الدخول للسوق المصرية ، واستهدفت تلك اللقاءات الدخول فى شراكة استثمارية قوية مع هذه الشركات بما يتيح نقل وتوطين التكنولوجيا الألمانية المتقدمة وزيادة فرص العمل فى مصر وتعريف هذه الشركات بالفرص الاستثمارية فى مختلف القطاعات المصرية. أما الشق الثانى من الزيارة فتمثل فى مشاركة الرئيس السيسى فى أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع إفريقيا فى إطار مجموعة العشرين ، والتى دعت إليها المستشارة الألمانية للعام الثانى على التوالى، وضمت 11 بلدا هى (مصر، المغرب، تونس، إثيوبيا، رواندا، بنين، كوت ديفوار، غانا، غينيا، السنغال، توجو، بالإضافة إلى جنوب إفريقيا باعتبارها العضو الإفريقى فى مجموعة العشرين). كما شارك الرئيس السيسى فى أعمال القمة غير الرسمية للاستثمار فى إفريقيا، بحضور السيدة ميركل ورؤساء الدول والحكومات أعضاء مبادرة الشراكة وشركات القطاع الخاص . وأضاف تقرير هيئة الاستعلامات، أن زيارة الرئيس السيسى لبرلين جاءت فى وقت بالغ الأهمية لكلا البلدين حيث جاءت قبل شهرين من بدء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى فى مطلع 2019، كما تتزامن أيضا مع بدء العضوية غير الدائمة لألمانيا فى مجلس الأمن الدولي. وأكدت اللقاءات التى أجراها الرئيس السيسى فى برلين التقدير الالمانى الواضح لمصر وقيادتها السياسية ، وعكست الرغبة الالمانية فى زيادة الاستثمارات فى مصر، خاصة تلك اللقاءات التى عقدها الرئيس مع رؤساء مجالس ادارات عدد من كبريات الشركات الالمانية ، وعبرت تلك اللقاءات عن الادراك الالمانى لدور مصر المحورى فى تحقيق الامن والاستقرار والسلام والتنمية بالشرق الاوسط وإفريقيا. وتجسد التقدير الالمانى لمصر ورئيسها فى أنه كان الرئيس الوحيد من بين الرؤساء الافارقة الذين حضروا القمة المصغرة، الذى وجهت له الدعوة لزيارة دولة فى نفس توقيت اجتماع الشراكة، فعقد قمة مع المستشارة الالمانية ورئيس المانيا وزار البوندستاج. لقاءات سياسية فعلى الصعيد السياسى، طبقاً لتقرير هيئة الاستعلامات، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وذلك على غداء عمل أقامته المستشارة الألمانية تكريماً للرئيس، بمقر المستشارية بالعاصمة برلين. وقد رحبت المستشارة الألمانية بزيارة الرئيس، ومشاركته فى قمة مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع إفريقيا، مشيرة إلى أن مصر باتت تمثل نموذجاً ناجحاً يحتذى به للاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط فضلاً عن دورها الرائد فى التنمية ومكافحة الإرهاب وكذلك الهجرة غير الشرعية، مشيدة بالمستوى المتنامى للعلاقات الثنائية بين البلدين وما تشهده من تطورات إيجابية خلال الفترة الأخيرة ، مؤكدة حرص ألمانيا على تطوير التعاون المشترك مع مصر فى مختلف المجالات. فيما أعرب الرئيس عن تقديره للمستوى المتميز الذى وصلت إليه العلاقات بين البلدين، والتى ساهمت فى تعزيز التعاون الثنائى على أساس من الشراكة وتحقيقاً للمصالح المتبادلة، مشيراً إلى التطلع لتعزيز التنسيق والتشاور، لاسيما على ضوء تزامن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى مع بدء العضوية غير الدائمة لألمانيا فى مجلس الأمن اعتباراً من يناير المقبل. كما أكد الرئيس دعم مصر للمبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا منذ اطلاقها العام الماضى إبان تولى ألمانيا رئاسة مجموعة العشرين، إيمانا بأهمية دعم جهود تحقيق التنمية المستدامة فى القارة ، مؤكداً أهمية خروج أعمال القمة بنتائج محددة لتعزيز استثمارات القطاع الخاص الألمانية مع إيلاء الاهتمام الواجب بالمكون الخاص بنقل التكنولوجيا، والتعليم والتدريب المهنى ، لما لذلك من أهمية فى إتاحة مزيد من فرص العمل لأبناء القارة. وشهدت المباحثات استعراضاً لعدد من الملفات على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أشار الرئيس إلى ما حققته مصر من خطوات على صعيد تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادى، وكذلك تحديث البنية التشريعية لحماية الاستثمارات وتوفير بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية اتساقا مع رؤية مصر 2030، الامر الذى يعزز من فرص الاستثمار فى مصر خاصة فى المشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها وعلى رأسها محور تنمية قناة السويس. وأشار الرئيس كذلك إلى تركيز الحكومة المصرية خلال الفترة الحالية على بناء الإنسان المصرى ، وسعيها لتطوير قطاعى التعليم والصحة لتنفيذ تلك الأهداف التى تعد ركيزة اساسية فى عملية التنمية المستدامة ومكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية ، مشيراً فى هذا الإطار إلى تطلع مصر للتعاون مع ألمانيا فى مجال تطوير العملية التعليمية بشقيها الأساسى والمهنى ، والاستفادة من الخبرات الألمانية المشهود لها بالكفاءة فى هذا المجال، فضلاً عن التعاون فى مجال التعليم العالى ، من خلال إقامة تحالف بين الجامعات الألمانية ونظيرتها المصرية. وأكدت المستشارة الألمانية دعم بلادها لمسار الإصلاح الاقتصادى الذى تنتهجه مصر، مشيدة بما تحقق من إنجازات على هذا الصعيد، كما أكدت المستشارة الألمانية حرص الشركات الألمانية على تكثيف التعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة وزيادة أنشطتها فى مصر، وتعزيز الاستثمارات القائمة، مشيرة إلى ثقتها فى أن التعاون بين البلدين سيشهد مزيدًا من التقدم فى مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة. وعلى الصعيد الامنى تطرقت المباحثات كذلك إلى عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، خاصة مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، حيث استعرض الرئيس فى هذا الإطار النجاحات التى حققتها مصر لترسيخ الأمن والاستقرار استناداً إلى مقاربة شاملة فى الحرب على الإرهاب تسعى من خلالها إلى علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الأيديولوجيا والفكر المتطرف وقطع التمويل عن التنظيمات الإرهابية. كما عرض الإنجازات المصرية بشأن مكافحة الهجرة غير المشروعة عبر منع انطلاق أى مراكب تقل مهاجرين من الشواطئ المصرية باتجاه أوروبا منذ سبتمبر 2016، فضلاً عن استضافتها لملايين اللاجئين على أراضيها. وأكد الرئيس فى هذا الإطار» أن استدامة نجاح هذه الجهود تتطلب مزيداً من التعاون مع مصر، ومساعدتها فى تلبية الاحتياجات اللازمة لتطوير قدراتها فى هذا الصدد» ، وأعربت المستشارة الألمانية عن تقدير بلادها للجهود المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة، مشيرة إلى أن مصر نجحت فى التعامل مع هاتين الظاهرتين وحققت فيهما نجاحات كبيرة ، وأكدت ميركل استعداد بلادها لتعزيز التعاون مع مصر فى هذا المجال. وقال الرئيس : «تم التشاور حول سبل دفع عملية السلام فى الشرق الأوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة مستندا إلى القرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة».