فى ثانى أسوأ كارثة جوية تضرب إندونيسيا منذ 21 عاما، أعلنت السلطات الإندونيسية أن طائرة ركاب كانت تحمل على متنها 189 شخصا بينهم 23 مسئولا حكوميا، سقطت فى البحر بعد 13 دقيقة من إقلاعها من العاصمة جاكرتا، وأن كل من كانوا على متن الطائرة غرقوا جميعا. وقال المسئولون فى إندونيسيا إن الطائرة من طراز «بوينج 737 ماكس8»وهى تابعة لشركة «ليون إير» الإندونيسية للطيران المنخفض التكلفة. وكان من المقرر أن تهبط فى بانجكال بينانج عاصمة منطقة بانجكا-بليتونج التى تشتهر بالتعدين، وكان على متن الطائرة 178 مسافرا إلى جانب طفل ورضيعين وطيارين وطاقم مضيفين مكون من ستة أفراد. وانقطع الاتصال بين الطائرة ومسئولى الملاحة الجوية على الأرض بعد أن طلب الطيار العودة بعد 13 دقيقة من إقلاع الرحلة رقم «جيه تى 610». وأعلن مسئولو الإنقاذ أنهم انتشلوا بعض الأشلاء البشرية من موقع الحادث على بعد نحو 15كيلومترا من الساحل. من جانبه، قال محمد سياوجى رئيس وكالة البحث والإنقاذ:«لا نعلم ما إذا كان هناك أى ناجين، لكن عمليات الإنقاذ تتواصل للعثور على الحطام»، وأضاف أنه تم العثور على أغراض مثل هواتف محمولة وسترات نجاة فى المياه إلى جانب الأشلاء، ولكنه قال إنه لم ترد أى إشارة استغاثة من جهاز تحديد المواقع فى حالات الطوارئ بالطائرة. وفى غضون ذلك، صرح أحد مسئولى سلامة الطيران بأن الطائرة المنكوبة كان عمرها شهرين فقط، ولم تسجل سوى 800 ساعة طيران فقط . وقال إدوارد سيرايت الرئيس التنفيذى لمجموعة «ليون إير» إن الطائرة واجهت مشكلة فنية فى رحلة سابقة من جزيرة بالى إلى جاكرتا لكن جرى إصلاحه وفقا للقواعد المتبعة، لكنه أحجم عن تحديد طبيعة المشكلة الفنية. وتابع أن الشركة تسير 11 طائرة من نفس الطراز ولم تواجه أى منها هذه المشكلة، وقال إن الشركة لا تعتزم منع باقى الطائرات من التحليق. وأظهر موقع «فلايترادار» المتخصص بتعقب مسارات الطائرات حول العالم، مسار الطائرة التى أقلعت من جاكرتا متوجهة نحو الجنوب الغربى قبل أن تحول مسارها جنوبا نحو 180 درجة وتتوجه إلى الشمال الشرقي، وتوقف المسار فجأة فوق بحر جاوة فى مكان غير بعيد عن الساحل.وأظهرت لقطات سجلت فى مطار بانجكال بينانج أفراد عائلات الركاب يبكون ويتحدثون بتوتر على هواتفهم المحمولة. وفى الوقت نفسه، أعربت مجموعة بوينج الأمريكية عن «حزنها العميق» للأنباء المتعلقة بالحادث، مؤكدة أنها «مستعدة لتقديم المساعدة التقنية للتحقيقات». وتعد إندونيسيا أحد أسرع أسواق الطيران نموا فى العالم، لكن سجلها فى مجال السلامة ليس متماسكا، ويقول خبراء قطاع الطيران إن الحادث يعد ثانى أسوأ كارثة جوية فى إندونيسيا منذ عام 1997.