وسط ترحيب كبير، يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى اليوم نشاطا مكثفا بالعاصمة الألمانية «برلين» فى مستهل زيارته المهمة لالمانيا التى تستمر أربعة أيام. نشاط الرئيس «السيسي» يتضمن المشاركة فى قمتين مهمتين تستهدفان دعم مصالح أطراف عديدة، فى مقدمتها مصر وألمانيا ودول القارة الإفريقية، ودول مجموعة العشرين. إنّهما بحق «قمتان.. لمصر والعالم».. قمتان لدعم العلاقات، وتعزيز التنمية، وتحقيق المزيد من التعاون فى مكافحة الإرهاب الذى نجحت مصر فى هزيمته، وإجتثاث جذوره، وشل حركته، ووأد أفكاره، وتجفيف منابعه، وردم جحوره، وفضح مموليه. إن قمة الرئيس «السيسي» مع المستشارة الألمانية «ميركل» تمثل انطلاقة جديدة فى العلاقات «المصرية - الألمانية» التى شهدت - خلال السنوات الماضية - تطورًا إيجابيًا وتعاونًا رائدًا فى مختلف المجالات لمصلحة البلدين. فالتعاون الاقتصادى - على سبيل المثال - يؤكد إدراك الجانب الألمانى حقيقة أن مصر أصبحت بحق مقصدًا استثماريًا مهمًا، وسوقا واعدة أمام المستثمرين فى شتى المجالات. ومن أبرز الدلائل على ذلك الزيادة الملحوظة فى حجم التبادل التجارى بين البلدين سنويًا، والمشروعات الألمانية على أرض مصر التى تستهدف تعميق التعاون الاقتصادي. وتتناول قمة الرئيس «السيسي»، والمستشارة الألمانية «ميركل» عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، فى مقدمتها الأوضاع فى كل من: ليبيا وسوريا واليمن، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، وذلك فى إطار رؤية مصر لحل تلك القضايا، وإحلال السلام والاستقرار، ودعم التنمية فى المنطقة، باعتبارها أهدافا مشتركة تسعى إليها مصر وألمانيا. ويتسع نشاط الرئيس السيسى ليشمل لقاءات ثنائية مهمة مع كبار المسئولين الألمان، لتعزيز التعاون بين الجانبين، وفتح آفاق جديدة لزيادة الاستثمارات الألمانية فى مصر. وتأتى مشاركة الرئيس السيسى فى «القمة المصغرة للقادة الأفارقة» دليلًا جديدًا على تقدير العالم مكانة مصر، ودورها المحورى على مختلف الأصعدة، خاصة الصعيد الإفريقي. وسيلقى الرئيس السيسى كلمة مهمة - أمام رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع إفريقيا فى إطار مجموعة العشرين - يتناول فيها رؤية مصر لدفع وتعزيز جهود التنمية فى إفريقيا. ولا يخفى أن مصر لا تدخر جهدًا لتعزيز التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة فى شتى المجالات، بما يحقق مصالح الشعوب، ويدعم آمالها فى دفع التنمية، وإيجاد سبل العيش الكريم للجميع. ولا نغالى إذا قلنا إن مشاركة الرئيس السيسى فى هذه القمة أحد الأسباب المهمة لنجاحها، استنادًا إلى ما تتمتع به مصر من روابط تاريخية، وعلاقات قوية مع الدول الإفريقية من ناحية، وما حققه الرئيس السيسى من علاقات مميزة مع دول العالم، وضعت مصر فى مقدمة الصفوف مكانة وريادة وإنجازا بلغ حّد الإعجاز. لمزيد من مقالات رأى الأهرام