فى إطار التحضير للقمة المصرية السودانية..

تشجيع القطاع الخاص فى التجارة البينية وجذب رءوس الأموال للاستثمار

* مصر تقدم منحا لعلاج فيروس«سى».. وتعاون لتنشيط السياحة العلاجية

أكد المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة أهمية تعزيز دور القطاع الخاص المصرى والسوداني، للقيام بدور فاعل فى تطوير حركة التجارة الخارجية وجذب مزيد من رءوس الأموال العربية والأجنبية للاستثمار فى كلا البلدين ، لافتا الى ضرورة الانتقال من مرحلة التعاون الثنائى والبدء فورا فى تفعيل العمل القارى المشترك .
وأوضح نصار - فى كلمته خلال الاجتماع الثانى لمجلس الأعمال المصرى السودانى المشترك بالعاصمة السودانية الخرطوم - أن المجلس لاعب رئيسى فى تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين ، خاصة فى ضوء اهتمام القيادة السياسية المصرية والسودانية بتعميق التعاون التجارى والاقتصادى المشترك 0
وأضاف أن منطقة التجارة الحرة القارية للتكتلات الافريقية الرئيسية الثلاث التى تتمتع بقوة شرائية تتجاوز 1٫3 تريليون دولار ستسهم بشكل كبير فى تعزيز التعاون الاقتصادى بين عدد كبير من الدول الإفريقية، باعتبارها أولى مراحل منطقة التجارة الحرة الافريقية الشاملة، مشيرا الى إمكان تنفيذ مشروعات صناعية مصرية سودانية بالبلدين او بدولة افريقية ثالثة فى مجالات النقل واللوجستيات، والبنية التحتية والكهرباء، والمشروعات الكبرى والصناعات الغذائية والهندسية والجلود.
وقال إن العلاقات التجارية بين مصر والسودان تشهد تطورا ملحوظا حيث بلغ حجم التبادل التجارى السلعى بين البلدين خلال عام 2017 نحو 554 مليون دولار كما بلغ حجم التبادل التجارى السلعى خلال الاشهر الثمانية الأولى من العام الحالى نحو 364 مليون دولار. منها 222 مليون دولار صادرات مصرية و142 مليون دولار واردات ، والاستثمارات السودانية فى مصر تقدر بنحو 81 مليون دولار موزعة على 271 شركة تعمل فى القطاعات الصناعية والتمويلية والخدمية. بالإضافة إلى بعض الاستثمارات فى القطاعات الزراعية والإنشائية والسياحية.
ومن جانبه أكد الدكتور موسى كرامة وزير الصناعة والتجارة السودانى ان القطاع الخاص هو المحرك الرئيسى للنشاط الاقتصادى بدولة السودان ومن ثم فإن الحكومة تسعى جاهدة لخلق المناخ والبيئة المحفزة لجذب الاستثمارات المحلية والاجنبية للاستثمار فى السودان خلال المرحلة المقبلة.
وأشار الدكتور رياض أرمانيوس رئيس الجانب المصرى بمجلس الأعمال المصرى السودانى إلى أهمية التعامل مع كل التحديات الراهنة والتى تؤثر على انسياب حركة التجارة والخدمات ، وانتقال رءوس الأموال فضلا عن ضرورة رفع الحظر المفروض من جانب السودان على الصادرات المصرية من المنتجات الغذائية والحاصلات الزراعية 0
واكد المهندس يوسف أحمد يوسف رئيس الجانب السودانى بمجلس الاعمال المشترك ان القطاع الخاص السودانى لديه طموح كبير لإحداث نقلة نوعية غير مسبوقة فى مستوى العلاقات التجارية والاستثمارية المشتركة مع مصر الشقيقة وذلك من خلال التنسيق والشراكة مع أعضاء الجانب المصرى بمجلس الاعمال لتنفيذ مشروعات مشتركة تسهم فى تحقيق طفرة فى معدلات التجارة البينية والاستثمارات المشتركة0
على جانب آخر، افتتحت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان أمس ، ورشتى عمل تدريبيتين بالمجان للأشقاء السودانيين ، وذلك للاسعاف ، والقضاء على فيروس»سي»، يأتى هذا على هامش مشاركتها ضمن اللجنة الوزارية ، تمهيدا لانعقاد اللجنة الرئاسية العليا بين الرئيسين، بالعاصمة السودانية الخرطوم.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، أن الورشة الأولى تتضمن محاضرات عن نظم الإسعاف ، والاسعافات الأولية، والانعاش القلبي، كما يتم نقل الخبرات المصرية فى منظومة الاسعاف للاشقاء السودانيين، فضلا عن نقل الخبرات فى إدارة الازمات والكوارث، لافتا إلى أنه تمت الاستعانة باحدى سيارات هيئة الإسعاف المصرية ذات الدفع الرباعي، والمجهزة رعاية مركزة ، وتحتوى على اجهزة تنفس صناعي، وصدمات قلبية، ومراقب للعلامات الحيوية، وهى مجهزة للعمل فى الصحراء والمناطق الوعرة.
وأضاف أنه خلال ورشة العمل سيقوم فريق مصرى بإعطاء محاضرات عن منظومة الاتصالات الاسعافية ، متضمنة شرح نظام استقبال البلاغات وتحليلها وتحديد مواقع البلاغات على «GPS»، لتحديد مكان اقرب سيارة للبلاغ ونقل المرضى والمصابين لاقرب مؤسسة علاجية تناسب حالتهم الصحية.
واشار مجاهد الى أن الورشة الثانية تتضمن محاضرات عن تجربة مصر الرائدة فى علاج مرضى فيروس»سي» واحدث البروتوكولات العلاجية، حيث قام عدد من اساتذة الكبد المصريين العاملين باللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بالقاء محاضرات تعليمية للاشقاء السودانيين.
وأهدت وزيرة الصحة والسكان منحاً علاجية مجانية للاشقاء السودانيين للعلاج من فيروس»سي» عبر قوافل وفرق طبية بأدوية مصرية، تمهيدا لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للسودان ، مشيدة بسعر الادوية المعالجة لفيروس»سي» والتى وصلت كلفتها فى الدول الاوروبية ل 80 الف دولار، بينما استطاعت مصر توفيرها ب700 جنيه مصرى ، مما يعد انجازاً للحكومة المصرية.
وتفقدت وزيرة الصحة المعرض المصرى لمصانع الأدوية والمستلزمات الطبية تمهيدا للافتتاح الرئاسى له اليوم والذى يحتوى على قسم خاص بوزارة الصحة المصرية للترويج للسياحة العلاجية من خلال 4 مستشفيات من مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة، وعرض امكانيات كل مستشفى على حدة ، للنهوض بهذا الملف المهم، وجذب عدد اكبر من المرضى السودانين للعلاج بمصر.
ومن المقرر أن تشهد وزيرة الصحة توقيع بروتوكولات تعاون بين مصر والسودان فى مجال السياحة العلاجية، لتقديم الخدمة الطبية للاشقاء السودانيين ب 4 مستشفيات من مستشفيات وزارة الصحة، وهي: معهد ناصر، والشيخ زايد التخصصى ، ودار الشفا، وشرم الشيخ الدولي، وذلك من خلال التأمين الطبي.
من ناحية أخر شارك وزير القوى العاملة محمد سعفان، فى الاجتماع الوزارى التحضيرى للجنة العليا المشتركة المصرية - السودانية أمس بالعاصمة الخرطوم برئاسة وزيرى خارجية البلدين ، وشدد وزير القوى العاملة ، على أن العلاقات المصرية السودانية لها خصوصية وتميز كبير ، وطابع خاص بحكم التاريخ والجغرافيا والتقارب بين الشعبين ، مشيرا إلى أن الجالية السودانية فى مصر والجالية المصرية فى السودان لا يشعران بأى غربة، وإنما يشعر كل منهما بأنه فى وطنه الثاني.
وقال سعفان إن هناك تعاونا كاملا وتنسيقا على أعلى مستوى مع وزير العمل والإصلاح الإدارى السودانى بحر إدريس فى القضايا المتعلقة بالعمال فى البلدين الشقيقين.
وأشار إلى أن كبار المسئولين فى مجال القوى العاملة بالبلدين ناقشوا عددا من الموضوعات ، منها مذكرة تفاهم سلمها الجانب السودانى حول السلامة والصحة المهنية والثقافة العمالية ، لدراستها مع الجانب المصري، فضلا عن الاتفاق على الصيغة النهائية لمشروع البرنامج التنفيذى للتعاون الفنى لعامى 2019/2020 والمنتظر التوقيع عليها خلال أعمال اللجنة الرئاسية.