فى صور نادرة لأقدم الحروب التى جرى توثيقها عبر التاريخ أظهرت عدسات المصور البريطانى الراحل «روجر فينتون» حياة الجنود، وأشكال بعض الأسلحة التى تعود إلى أكثر من 160 عاما إبان توثيقه ل«حرب القرم» التى تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر. وذكرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، فى تقرير نشرته أمس، أن الصور التى التقطها فينتون لم تستطع تأريخ أى معارك أو اشتباكات بين الأطراف المتنازعة نظرا لصعوبة نصب معدات التصوير خلال الاشتباكات بين الجنود، ولذلك فقد اكتفى بالتقاط صور لمخيمات الجنود والبحرية الملكية ومجلس الحرب الذى وضع حدا للصراع الذى امتد لقرابة ثلاث سنوات. وكانت رحى «حرب القرم» قد دارت فى الفترة بين أكتوبر 1853 ومارس 1856، بين تحالف ضم القوات الفرنسية والبريطانية والدولة العثمانية من جهة، والإمبراطورية الروسية من جهة أخرى. وبدأ النزاع بسبب الصراع بين روسيا وفرنسا حول من سيكون له السلطة على المسيحيين الذين يقيمون فى الدولة العثمانية، لكن الأمر تطور إلى حد مهاجمة القوات الروسية لأسطول الدولة العثمانية فدمرت معظمه، ومن ثم ومن بعدها انضم العثمانيون إلى الجانب الفرنسى لتشكيل جبهة قوية ضد روسيا، وتبعتهم فى ذلك بريطانيا التى خشيت من الإمبراطورية الروسية في المنطقة. وانتهت الحرب بعدما قررت سلطات باريس المحلية حينها إعادة بعض المناطق التى أخضعتها لسيطرتها إلى الجانب الروسى فى مقابل أن ترد روسيا بعض المناطق للدولة العثمانية. وجدير بالذكر أن الحرب راح ضحيتها نحو 45 ألف شخص من العثمانيين، مقابل 135 ألف جنديا من الفرنسيين، و40 ألفا من البريطانيين، إلا أن تلك الأرقام قد لا تكون شيئا يذكر لدى مقارنتها بخسائر الروس التى بلغت نصف مليون شخص.